البعض يصرّ على بيع بضاعته الطائفية رغم فسادها

البعض يصرّ على بيع بضاعته الطائفية رغم فسادها
الإثنين ٠٥ ديسمبر ٢٠١٦ - ٠٧:٢٧ بتوقيت غرينتش

كلنا يتذكر الاعلامي السعودي داود الشريان، وهو يحذر عبر برنامجه “الثامنة” الذي يبث من على شاشة “ام بي سي 1”، السعوديين، من “شيوخ الفتنة” و “تجار الدين” و “ابطال التويتر”، من الذين يدعون الى “الجهاد” في سوريا.

العالم - العالم الاسلامي

الشريان اشار بالاسم، في احدى حلقات برنامجه، الى بعض هؤلاء الشيوخ وذكر منهم؛ سلمان العودة ومحمد العريفي وسعد البريك وعدنان العرعور ومحسن العواجي، واتهمهم بالتغرير بالشباب السعودي وتحريضهم على الذهاب الى سوريا، في حروب وصفها بـ”الكافرة"، لا نعرف من الذي بدأها ومن الذي أنهاها”، وقال مخاطبا هؤلاء الشيوخ:  “روحوا أنتم للجنة أول، واحنا نلحقكم .. المجتمع لازم يحاسبكم، المجتمع لازم يسائلكم، أنتم من غررتم بأولادنا .. أفلتم من العقاب في أفغانستان، وأفلتم في العراق، في سوريا المفروض ألا تفلتوا”.

موقف الشريان من شيوخ الفتنة، اشعل تويتر السعودي حينها، حيث اكد المغردون على “ضرورة تكثيف الحملات الإعلامية لتعرية شيوخ الفتنة وتوعية الشباب السعودي المغرر بهم”، و “لماذا لا مكان لفلسطين في اجندتهم؟”، و”على الحكومة أن تلجمهم”، و”لماذا لا يذهب العريفي إلى “أرض الجهاد” .. ام ان جهاده في لندن وتايلاند؟” ، وهؤلاء المشايخ “يدركون أن ما يجري في سوريا فتنة تحولت إلى حرب عصابات، لكنهم يرفضون التصريح بذلك”.

هذه قطرات من سيل تغريدات السعوديين، التي انهالت على شيوخ الفتنة، بعد الهجوم القوي الذي شنه الشريان على هؤلاء الشيوخ، والتي كشفت عن الهوة التي تفصل بين الشباب السعودي واهتمامات هؤلاء الشباب وتطلعاتهم، وبين هؤلاء المشايخ وما يترشح عنهم من احقاد وكراهية، ليس ضد الاخر الديني والمذهبي والقومي، بل حتى من هم من مذهبهم ولايتفق معهم في ارائهم ومواقفهم السياسية والاجتماعية.

رغم كل ذلك ورغم كل المآساة التي حلت بسوريا والمنطقة بسبب فتاوى مشايخ الفتنة و”ابطال تويتر”، الا احقاد هؤلاء المشايخ لم ترتو بعد من دماء الضحايا، ولم تردعهم كل المآسي والدمار الذي حل بسوريا والمنطقة، فمازالوا يصرون على النفخ في نيران الفتنة دون ان يرتد لهم جفن، ففي يوم الجمعة 2 كانون الاول / ديسمبر، كان “نجم مشايخ الفتنة” المدعو محمد العريفي، يطرح بضاعته الطائفية الكريهة مرة اخرى امام الناس، رغم علم الناس انها بضاعة فاسدة ونتنة.

لنستمع معا لجوانب من خطبة شيخ الفتنة هذا والتي اطلق عليها “لبيك ياحلب” ويقول : “اجتمع على اهل حلب النصارى والنصيريون، والصفويون الرافضة .. وأن هناك ثأر يجمع الرافضة مع أهل الشام عموما، فإن قتلهم (الرافضة) لأهلها (الشام)، هو علامة على خروج قائمهم المُنتظر، كما يرى الرافضة .. لان الشام ظلمت أهل بيت رسول الله”.

وقال شيخ الفتنة ايضا :”انه زار حلب قبل الازمة، ومر ببعض أنشطة الرافضة، وكانوا يصرفون رواتب شهرية، من أجل “تشييع″ أهل الشام، فلما تنبه أهل سوريا لذلك، أخذ “الرافضة” يدُكّنوهم دكا”.

وهاجم العريفي الطائفة العلوية، ودلل على خيانتها عبر التاريخ، باستذكار خيانة والي حلب “العلوي” لأهلها، حينما تعاون مع التتار لاحتلال سوريا، وارتكبوا حينها مجازر فظيعة بحق السنة دون غيرهم”.

هذه بعض جوانب خطبة العريفي ، ولسنا بصدد بحث ما احتوته من اكاذيب فاضحة حول الرواتب وانشطة “الروافض” لتشييع اهل حلب، و”خيانات العلويين”، بسبب تفاهتها وسخفها وسخف العقل الذي ترشحت منه، ولكننا نقول: هل هناك ادنى فرق بين كلام اعتى المجرمين والارهابيين والطائفيين ومثيري الفتن والحروب والدمار ك”الدواعش” و القاعدة وقادتهم من امثال ابو بكر البغدادي وابو محمد الجولاني والظواهري والقرضاوي، وبين ما تفوه به العريفي، لا فرق اطلاقا، فالجميع ينهلون من منهل واحد هو التكفير والكراهية والحقد على كل المسلمين.

الملفت ان العريفي وامثاله لم يتفوهوا بكلمة واحدة ضد الانظمة العربية القبلية والاسرية المتخلفة، ولا ضد “اسرائيل” عدوة العرب والمسلمين، ولا ضد الاطماع الامريكية والغربية في البلاد العربية والاسلامية، فهؤلاء المشايخ كانوا ومازالوا يشرعنون عدوان الدول العربية على بعضها البعض ويفتون بقتل المسلمين لبعضهم البعض، في موقف يؤكد حقيقة واحدة، وهي ان هناك دورا وظيفيا لامثال العريفي، يتلخص بإثارة الفتن والصراعات بين المسلمين، لاضعافهم وانهاكهم، كما يحصل الان في سوريا والعراق واليمن وليبيا، في خدمة مجانية لـ”اسرائيل” عدوة العرب والمسلمين.

المصدر : شفقنا

109-4