"مصير السوفييت ينتظر الغرب بأفغانستان"

الثلاثاء ١٥ سبتمبر ٢٠٠٩ - ١١:٣٧ بتوقيت غرينتش

قالت الكاتبة الأميركية ومديرة التحرير التنفيذية في مجلة هارولد تريبيون الدولية أليسون سميل إن القوى الغربية قد تواجه نفس المصير المأساوي الذي واجهه الاتحاد السوفييتي السابق في الحرب على أفغانستان.

وأوضحت سميل في تحليل إخباري نشرته في صحيفة نيويورك تايمز الأميركية أن قوات الاحتلال الأجنبية في أفغانستان سيكون مصيرها الفشل في الحرب ما لم تتمكن من إيقاف قوى طالبان في البلاد، وتصحيح نظرة الأفغان إزاء القوات الأجنبية التي يعتبرونها استعمارية غازية.

ونسبت الكاتبة إلى زبيجنيو بريجنسكي أو مستشار الأمن القومي في عهد الرئيس الأميركي الأسبق جيمي كارتر إبان الغزو السوفييتي لأفغانستان قوله في كلمة افتتاحية في اجتماع ضم خبراء في الشؤون العسكرية والسياسة الخارجية، إنه يتفق مع دعوة بريطانية ألمانية تدعمها فرنسا لعقد مؤتمر دولي بشأن أفغانستان.

وأضافت أن بريجنسكي أعرب في الاجتماع عن خيبة الأمل إثر تردي وتدهور أوضاع قوات الاحتلال الأجنبية في الحرب التي تشنها منذ ثماني سنوات أفغانستان.

وزعم المستشار الأميركي السابق بأن 300 عسكري من القوات الأميركية الخاصة حاربوا إلى جانب قوات تحالف الشمال الأفغانية وتمكنوا من الإطاحة بحكومة حركة طالبان في أعقاب أحداث 11 سبتمبر 2001.

وأضاف أنه يتواجد هذه الأيام ما يزيد على 100 ألف عسكري أجنبي على الأرض الأفغانية وأنه بات ينظر إليهم بوصفهم قوات معادية غازية، داعيا الرئيس الأميركي باراك أوباما إلى مراجعة إستراتيجيته في البلاد.

وأوضح بريجنسكي في كلمته في المؤتمر الذي انعقد مساء الجمعة الماضية "بأننا نكرر بشكل واضح وغير مقصود ما واجهه الاتحاد السوفييتي من مصير" في غزوه لأفغانستان.

وحضر المؤتمر من ضمن آخرين السير شيرارد كاوبر كولز مندوبا خاصا عن وزير الخارجية البريطاني للشأن الأفغاني وكان في السابق سفير بلاده لدى كل من أفغانستان والسعودية وإسرائيل، وقال إن الأوضاع يسودها التشاؤم في أفغانستان، محذرا في الوقت نفسه من أن أي انسحاب إنما يعني تدمير كل ما أنجزته الولايات المتحدة وحلفاؤها الغربيون هناك.

وقال شيرارد إن الحل الأفضل ربما يتمثل في السعي لإعادة السلطة السياسية في البلاد إلى كبار القوم ووجهاء العشائر الذين طالما احتفظوا بنفوذهم في البلاد، وتزويد أفغانستان بالتمويل اللازم للتنمية عن طريق شيوخ العشائر أنفسهم.

ومضت الكاتبة سميل تقول إن قوات الاحتلال الأجنبية تتكبد خسائر متزايدة في الأرواح وإن نسبة الخسائر في المدنيين الأفغان هي أيضا في ازدياد، وإن ذلك من شأنه تعاظم موجة الغضب في البلاد وتضاؤل دعم الشعوب الأوروبية لحكوماتها في الحرب على أفغانستان.

وأما شيرارد فأوصى بما سماه الاستخدام الذكي للقوات العسكرية والذي تصاحبه إستراتيجيات طويلة المدى لتنمية البلاد، من شأنها تحقيق ما سماه الحلم.

وأوضح أن الحلم يتمثل في أن تسير الشاحنات ملأى بالرمان الأفغاني فتعبر باكستان إلى جارتها الهند دون أن تصاب بأذى، وأن يتمكن الطلبة الغربيون من دراسة الآثار في البلاد الأفغانية وأن يتم التخلي عن اللافتات التي تدعو البشتون للانضمام إلى صفوف طالبان في جنوب البلاد.