أميركا صنعت "داعش".. ترامب يؤكد وجون كيرى يؤيد

أميركا صنعت
الخميس ١٢ يناير ٢٠١٧ - ٠٩:٤٨ بتوقيت غرينتش

رغم ان ممارسات “داعش” والجماعات التكفيرية تصب من الفها الى يائها في صالح الغرب و”اسرائيل”، ورغم ان التطورات الميدانية التي شهدتها منطقتنا العربية والاسلامية، وتدخل قوى اقليمية ودولية لصالح المجاميع التكفيرية، يؤيد ايضا حقيقة الارتباط العضوي لهذه المجاميع بالغرب و”اسرائيل”، الا ان تصريحات المسؤولين الامريكيين، لم تؤكد هذه الحقيقة فحسب، بل كشفت ايضا ان رأس هذه الجماعات التكفيرية، وهو “داعش”، ليس الا صناعة امريكية.

العالم - مقالات

خلال الانتخابات الرئاسية الامريكية، كثيرا ما كرر المرشح الجمهوري دونالد ترامب، اتهامه للادراة الامريكية برئاسة باراك اوباما ووزيرة خارجيته هيلاري كلينتون، بانهم هم من صنع “داعش”. حينها لم ياخذ البعض هذه الاتهامات على محمل الجد، واعتبروها جزء من المنافسة الانتخابية التي قد تشهد بعض المواقف والتصريحات التي لا يجب الاعتناء بها كثيرا، الا ان الشيء الجديد، ان ترامب، وفي اول مؤتمر صحفي له بعد فوزه بالانتخابات الرئاسية الامريكية، كرر اتهامه وبتأكيد اقوى من ذي قبل لادارة اوباما بانها كانت وراء ظهور “داعش”، الامر الذي يؤكد ان الرجل يملك من الوثائق والادلة التي تدعم اتهامه هذا.

يبدو ان من الادلة التي تؤيد اتهام ترامب لاوباما وكلينتون بالوقوف وراء ظهور “داعش”، هو التسجيل الصوتي الذي نشره موقع ويكيليكس في أكتوبر/تشرين الأول العام الماضي (2016) لوزير الخارجية الامريكي جون كيري، الذي كان يتحدث الى مجموعة من الاشخاص يبدو انهم من “المعارضة السورية”، حيث يؤكد كيري في حديثه على إن توسع “داعش” في سوريا قبل تدخل روسيا ومساعدتها لدمشق في قتال “داعش” كان سيجبر الرئيس السوري بشار الأسد على التفاوض مع واشنطن.

ما بثه موقع ويكيليكس اكدته صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية في عددها الصادر يوم الثلاثاء 10 كانون الثاني / يناير 2017، وكشفت الصحيفة عن ان تصريحات كيري جاءت في اطار محادثات مغلقة أجراها مع من وصفتهم ب”نشطاء سوريين” في الجمعية العامة للأمم المتحدة آواخر سبتمبر/أيلول عام 2015، ويقول كيري فيها ان: “السبب وراء قدوم روسيا إلى سوريا، هو أن تنظيم الدولة الاسلامية كان يزداد قوة ويهدد بالتمدد نحو دمشق وأبعد منها، تابعنا ذلك، ورأينا أن الدولة الاسلامية باتت تكتسب زخما وقوة، وظننا أن الأسد كان مهددا”.

واضافت الصحيفة، أن وزارة الخارجية الأمريكية نفت أن تكون الإدارة الأمريكية لجأت سابقا إلى سياسة التسامح مع جماعات متطرفة أو محاولة استخدام مجموعة “إسلامية متطرفة”، لكن تصريحات كيري السابقة لفتت انتباه بعض وسائل الإعلام، مثيرة تساؤلات حول مدى ما سعت إليه الإدارة للاستفادة من الجماعات المتطرفة في سوريا بغرض دفع الرئيس الأسد إلى الاستسلام.

لا نعتقد ان هناك دليلا اقوى من تصريحات وزير الخارجية الاميركي، على تورط اميركا في الحرب الظالمة التي فرضت على سوريا منذ 6 سنوات، واسفرت عن مقتل وجرح تشريد الملايين من ابناء الشعب السوري، وتدمير البنى التحتية في هذا البلد، بينما مازالت الفضائيات الخليجية، والاعلام “الاسرائيلي” يتحدثان عن “ثورة”، وعن “ثوار” و عن “معارضة معتدلة”، بينما الهدف الاول والاخير للغرب من وراء الحرب التي فرضها على سوريا، كان اسقاط الرئيس السوري بشار الاسد، ولتقع سوريا بعد ذلك فريسة ل”داعش” والجماعات التكفيرية، لتنهش بها وتمزقها.

تصريحات كري اكدت اتهامات ترامب، كما كشفت  دجل وكذب امريكا في حربها ضد “داعش”، وان التحالف الدولي العريض والطويل الذي قادته امريكا لمحاربة “داعش” منذ سنوات، لم يكن سوى مسرحية هزيلة، الهدف منها منح “داعش” الوقت الكافي للتوسع في سوريا والضغط على دمشق من اجل دفع الرئيس السوري بشار الاسد للاستسلام والرضوخ لارادة امريكا، وهذه الحقيقة كشفت عنها روسيا وايران وحزب الله اكثر من مرة، عندما كانوا يؤكدون على ان التحالف الامريكي ضد “داعش” لا يحارب “داعش” فحسب، بل يقدم له السلاح والعتاد والاموال.

وقائع الميدان في سوريا، اكدت ان “داعش” لم تتراجع وتضعف الا بعد وقوف روسيا وايران وحزب الله الى جانب الحكومة والشعب في سوريا، الامر الذي افسد على امريكا مخططها الرامي الى تشتيت دول المنطقة من خلال استخدام العصابات التكفيرية، وهو ما كان واضحا منذ اليوم الاول، فما كانت تركيا ولا السعودية ولا قطر ولا حتى “اسرائيل”، ان تتجرأ على مد الجماعات التكفيرية بكل اسباب القوة، من السلاح والعتاد والاموال، بدون ضوء اخضر امريكي، وما كان بمقدور العصابات التكفيرية من الصمود يوما واحد، لولا الدعم الهائل الذي تلقته هذه الجماعات من امريكا وحلفائها في المنطقة.

* شفقنا

2-205