هنية: لا انتخابات فلسطينية بقرارات احادية

الأربعاء ١٦ سبتمبر ٢٠٠٩ - ٠٧:٠١ بتوقيت غرينتش

نظمت رئاسة مجلس الوزراء الفلسطيني في غزة الاربعاء، اعتصاما احتجاجا على منع السلطة الفلسطينية اعضاء حركة حماس في المجلس التشريعي بالضفة الغربية من ممارسة عملهم في مقر المجلس.

وخلال كلمة امام المعتصمين اكد رئيس الحكومة الفلسطينية في غزة اسماعيل هنية انه لا يمكن اجراء انتخابات بقرارات احادية الجانب، ودون الرجوع الى الحكومة في القطاع.

وقال هنية: ان اي انتخابات قادمة لا يمكن ان تعالج الوضع القائم ما لم تتغير العقلية التي تحكم الضفة الغربية، مؤكدا استحالة اجراء انتخابات دون توافق وطني وتوفر بيئة سياسية مناسبة.

واعتبر ان "التباكي المتواصل للوصول الى استحقاق الانتخابات في 25 يناير ( كانون الاول المقبل) في ظل الوضع القائم لا يمكن ان يمرر علينا".

وقال "نحن مع الحوار ومع الانتخابات لكن ذلك يحتاج لتوفر ارادات سياسية ولا يمكن ان تتوفر ارادات من طرف دون اخر، لذا لا انتخابات في هذا التاريخ دون توافق وطني، ولا انتخابات في الضفة دون غزة، ولا انتخابات دون تغيير البيئة الداخلية التي نعيش، ولا انتخابات بقرارات احادية الجانب".

واضاف هنية "نحن شعب نتسلح بالوعي الكامل لما يجري حولنا ونؤكد ان اي انتخابات تشريعية او رئاسية يجب ان يسبقها مصالحة حقيقية واتفاق على الشروط والبيئة والمناخ والمعطيات التي يجب ان تتوفر اولا في الضفة ثم في غزة".

ونوه بانه لا يمكن اجراء انتخابات "ما لم يؤمن البعض ان الخارطة السياسية تغيرت وان موازين القوى تغيرت وان الشعب بات قادرا على تصدير قيادات امينة سياسيا واداريا واخلاقيا".

وشن رئيس الوزراء في غزة هجوما على ما اسماه بـ"العقلية التي تسود وتحكم الضفة"، وقال "ماذا نفعل بهذه العقلية وبهذه الخطوات والسياسات الممنهجة التي يتعرض لها النواب وعلى راسهم الدكتور عزيز دويك احد قادة الامة الذين حملوا هم القضية على مدار تاريخه الطويل".

واعتبر ان "العقلية التي تقود هناك هي عقلية انقلابية بكل ما تحمل الكلمة من معنى وقد تجلت منذ اللحظة الاولى للاعلان عن نتائج الانتخابات، عقلية انقلابية لا تؤمن بالشراكة السياسية والعمل الفلسطيني المشترك، عقلية تعودت على التفرد بالسلطة، عقلية تتحدث عن الديمقراطية لكنها تمارس كل السياسات التي تضرب اسس الديمقراطية"، وفق وصفه.

واضاف "نحن امام عقلية خطرة، يبدو ان البعض لن يخرج من هذه العقلية لسنوات وهذا مكمن الخطر، فقد انساقت بالكلية مع مخططات كبرى تهدف لتقويض مشروع المقاومة وتبديد رموز الصمود الفلسطيني وتعطيل المجلس الذي شرع المقاومة".

ورفض هنية مقارنة ما يجري من انتهاك مبرمج في اطار لعبة داخلية وخارجية في الضفة، ببعض السلوك الذي يجري في غزة بعيدا عن اي منهجية او تخطيط، وقال "ما يجري في الضفة ليس فقط انتهاكا للشرعية الدستورية بل هو انتهاك لاصول العلاقات والقيم وضرب لكل قواعد السياسي المتبادل".

وعد ان ما يجري في الضفة يتناقض كليا مع الحديث عن المصالحة، لافتا الى ان حركته استقبلت بكل احترام الورقة المصرية وفيها ما يفتح الافاق لمصالحة يمكن ان يبنى عليه، "لكن هل يمكن ان يتوافق طرح الورقة مع ما يجري في الضفة".

ودعا القيادة المصرية من خلال موقعها ان تشكل الضغط الكامل على صناع القرار في الضفة لوقف هذا التدهور وازالة العقبات امام الحوار والمصالحة الفلسطينية.

واعرب هنية عن امله في ان يكون هذا الاعتصام "صرخة عالية" عشية العيد لتغيير العقلية التي تحكم الضفة ولو بشكل نسبي "لننهي الانقسام ونؤسس لمرحلة فلسطينية مختلفة ونوفر لشعبنا عناصر الصمود في ظل هذا التغول الاحتلالي".

واضاف"اتمنى ان نسمع الاخبار الطيبة عن اعادة العمل في المجلس ككتل برلمانية واحدة وموحدة"، مطالبا دويك بان يمارس عمله كاملا كرئيس للمجلس التشريعي وان يتخطى كل العراقيل والا ينصاع لكل محاولات تغييبه عن دائرة الفعل التشريعي والسياسي".

واختتم بالقول "نتمنى عليه ان يمارس عمله حتى من بيته ومكتبه الذي يمكن ان يداوم فيه، والا ينصاع لارادة المنفلتين، وسيبقى الدكتور عزيز رئيسا للمجلس الى ان تتغير الامور عبر صندوق الاقتراع، وما اظنها الا متغيرة تجاه تثبيت الثقة لهذه الحركة التي كانت على تماس كامل مع شعبنا في كل تحركاته".