صبرا يا شعب البحرين إن وعد الله حق

صبرا يا شعب البحرين إن وعد الله حق
الإثنين ١٦ يناير ٢٠١٧ - ١٢:٢٥ بتوقيت غرينتش

يقول الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم، (وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَق وَمَن قُتِلَ مَظْلُومًا فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَانًا فَلَا يُسْرِف فِّي الْقَتْل إِنَّهُ كَانَ مَنصُورًا ( الاسراء- 33 ).

العالم - مقالات

الآية القرآنية واضحة وتؤكد حتمية نتائج القتل ظلما وهذا وعد من الله لولي الدم الذي سيعتلى رتبة السلطان.. وهذا الوعد سيتحقق بحق عائلة آل خليفة الحاكمة في البحرين التي ارتكبت جريمة فظيعة بحق ثلاثة مواطنين.. قتلتهم بدم بارد.. رغم المناشدات الشعبية والدولية التي طالبت النظام بالتوقف عن ارتكاب هذه الجريمة النكراء ووصفت الاتهامات بالباطلة واكدت أن الاعترافات انتزعت من المعارضين السلميين الثلاثة تحت التعذيب.. محذره من العواقب الوخيمة التي ستزيد من هشاشة الأوضاع في البلاد.

أصرار النظام البحريني على اعدام المعتقلين الثلاثة سامي مشيمع، وعباس السميع، وعلي السنكيس بطريقة وحشية وهمجية وغير انسانية.. رغم نفيهم للاتهامات الموجهة إليهم وتأكيدهم بأنهم بريئون منها براءة الذئب من دم يوسف.. يدل على التخطيط المسبق للنظام لارتكاب هذه الجريمة الشنيعة وهذا ما فسر سرعته بالتنفيذ..ووضع البلاد على حافة الهاوية غير آبه بالنتائج الكارثية لقراره المتسرع والمتهور وغير مكترث لردود الافعال الكارثية التي حذرت منها المنظمات الدولية والتي انطلقت أولى شرارتها بالاحتجاجات الغاضبة والحاشدة وعادت بالبلاد إلى الرابع عشر من فبراير شباط عام ألفين واحد عشر وهو تاريخ انطلاق الثورة الشعبية السلمية في البحرين.

الاسراع في تنفيذ عملية الاعدام غير المسبوقة في تاريخ المملكة وضع البلاد على سفيح ساخن من الاضطرابات والمواجهات بين قواته المدججة بمختلف أنواع الأسلحة والمحتجين الغاضبين، الذين يواجهون القمع برصاص الشوزن المحرم دوليا والقنابل الغازية السامة، بصدورهم العارية في دلالة واضحة على تأزيم الأوضاع وادخال البلاد في نفق مظلم لا يحمد عقابه.. ومما زاد من الطين الازمة بلّة، اقدام النظام قبل ذلك على اعتقال رموز المعارضة وعلى رأسهم الأمين العام لجمعية الوفاق الشيخ علي سلمان وعلماء الدين والعشرات لا بل المئات من النشطاء والمعارضين السلميين والاعلاميين والاطباء والمدرسين حتى الطبلة صغارا وكبار حتى تجاوز عدد معتقلي الرأي الذين زج بهم نظام المنامه في غياهب السجون الثلاثة آلاف معتقل حتي الآن وفقا لتصريحات المعارضة.. أما التعذيب داخل تلك السجون الخليفية، فحدث ولا حرج، حيث المنظمات الدولية والأممية خير شاهد على ذلك، وتقاريرها تؤكد أن عدد الذين قضوا تحت التعذيب وبالقمع تجاوز المئة والثمانين شهيدا، ناهيك عن آلاف الجرحى والمصابين، هذا بالإضافة إلى المحاكمات غير العادلة وترحيل عشرات المواطنين بعد إسقاط جنسياتهم.

كما عمد النظام على حل اكبر الجمعيات السياسية والدينية المتمثلة بجمعية الوفاق ومجلس العلماء واليوم يسعى للنيل من هامة أعلى مرجعية دينية في البحرين اية الله الشيخ عيسى قاسم بإسقاط الجنسية عنه ومحاكمته بتهم باطلة وكيدية فيما الحصار الذي تفرضه على أهالي منطقة الدراز دخل شهره السابع وسط صمت دولي مريب وهذا ما يضع الف علامة استفهام على دور المجتمع الدولي والامم المتحدة المخزي للانتهاكات في البحرين ولتكون الجريمة النكراء التي ارتكبها النظام بحق ثلاثة مواطنين وصمة عار على جبين هذه المنظمات الدولية ولتكشف عن زيف ونفاق كافة الدول الداعمة لهذا النظام المجرم الذي يرتكب أبشع الجرائم بحق شعبه الأعزل عقابا له على مطالبته بحقه في العيش بكرامة، وفي مقدمتهم الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا وهذا يثبت بالدليل القراني القاطع أن النظام البحريني قد عجل على زوال كيانه بنفسه وهو من يساهم الان في الاسراع في اضمحلاله ونهايته بفضل دماء الشهداء الأبرار الذين قضوا ظلما وعدوانا وهذا سيمنح الشعب البحريني مرتبة السلطان وفق الوعد الالهي الحتمي للانتقام من هؤلاء القتلة والمجرمين وعلى رأسهم عائلة آل خليفة التي تعيث بأرض الطهر البحرين فسادا وخرابا وبالشعب ظلما وقتلا وتشريدا.

*السيد فادي السيد

114-4