لماذا لن تساعد باکستان ايران؟

الخميس ١٧ سبتمبر ٢٠٠٩ - ٠١:٣٥ بتوقيت غرينتش

بإمکان جيران ايران أن يلعبوا دوراً حاسماً في تقرير ما إذا کانت العقوبات التي تهدف إلي إحتواء طموحات ايران النووية أن تکون مؤثّرة ، وأحد جيران ايران الذي يجب علي الولايات المتّحدة الأميرکية أن تتوقّع القليل من الدعم منه في هذه القضية ، هو باکستان !

ظاهرياً، باکستان هي حليف واشنطن الرئيسي في المنطقة المضطربة ، کما أنّها تحتفظ بصداقة طويلة مع طهران. وبينما تتحرّک حکومة السيّد آصف علي زرداري لتقوية علاقاتها مع جارتها في محاولة لتقوية توقّعات باکستان الإقتصادية ، تبدو إسلام آباد متحمّسة لحلّ الخلاف النووي.

وبينما تصرّ باکستان علي أنّها غير نشطة في تشجيع ايران علي الإنضمام إلي نادي النخبة للدول التي تمتلک السلاح النووي ، يبدو المسؤولون في إسلام آباد وکأنّهم غير متضايقين من التطوّرات علي حدودهم الجنوبية الغربية.
" حکومة باکستان ، والمواطن العادي في البلاد ، ينظرون إلي ايران علي أنّها دولة صديقة"، هذا ما صرّح به مساعد وزير الخارجية الباکستاني ، مالک أحمد خان ، في مقابلة مع مجلة تايم.
بعد ايران ، يوجد حوالي ثلاثة وثلاثين مليون من المسلمين الشيعة في باکستان ، أي ضعف العدد الموجود من الشيعة في العراق .

قبل قيام الثورة الإسلامية في ايران عام 1979م ، کانت الدولتان عضوين فعّالين في حلف " السينتو " المناهض للإتّحاد السوفيتي السابق ، وعلي الرغم من الموقف العدائي المتطرّف للجمهورية الإسلامية في ايران ضدّ الولايات المتّحدة الأميرکية ، کانت باکستان من بين أوائل الدول التي إعترفت بالنظام الإسلامي في طهران تحت قيادة روح الله الموسوي الخميني (ره).

کان دور باکستان في تطوّرات ملف ايران النووي لا يعدو کونه کمتفرّج سلبي ، علي أيّة حال، عبد القدير خان ، أبو القنبلة النووية الباکستانية ، إعترف قبل خمسة أعوام بأنّه مرّر أسرار نووية إلي طهران وليبيا ! تلک الإعترافات لسعت إسلام آباد بقوّة وأجبرت الرئيس الباکستاني آنذاک ، الجنرال برويز مشرّف ، کي يتصرّف ضدّ عبدالقدير خان، قبل أن يصدر عفواً ويأمر بحجزه في منزله ، هذا الشخص لايزال يُعتبر في باکستان بطل وطني .
في الشهر الماضي ، ترک عبد القدير خان منزله في إسلام آباد لفترة زمنية قصيرة ، وذلک بعد أن رفعت المحکمة العليا القيود ضدّ تحرّکاته . غير نادم علي دوره في قيادة أکبر شبکة للإنتشار النووي ، ظهر عبد القدير خان في مقابلة تلفزيونية نادرة حيث إمتدح برنامج ايران النووي !

" فيما لو نجحت الجمهورية الإسلامية في ايران في الحصول علي التقنية النووية ، سوف نکون جبهة قويّة في المنطقة لمواجهة الضغوط الدولية " ! هذا ما قاله خان للمراسل. " قدرة ايران النووية سوف تعادل قوّة إسرائيل وتحيّدها " ! هذا ما أضافه ، ومتبنّياً لغة إسلامية طنّانة حبّبته للرأي العام المحافظ في باکستان!

أحمد خان ، مساعد وزير الخارجية الباکستاني ، رفض إدّعاءات عن تريّث باکستان في دعم برنامج ايران النووي. " لدينا نظام من ثلاث طبقات يمنع الإنتشار النووي " ! هذا ما صرّح به خان لمجلة تايم . ولکن إسلام آباد مسرورة لحصول طهران علي القدرة النووية من أجل إستخدامها للأغراض السلمية.

" طالما ايران من الدول الموقّعة علي معاهدة عدم إنتشار الأسلحة النووية ، ولو حدث وان حصلت علي القدرات النووية لإستخدامها في الحصول علي الطاقة ، لن تکون لدينا أيّ مشکلة مع ذلک " .

کما أضاف مساعد وزير الخارجية الباکستاني قائلاً : تنظر باکستان إلي ايران علي أنّها دولة مسؤولة ، وعلي هذا الأساس لا تتوقّع من ايران بأن تمضي قُدماً في الحصول علي الأسلحة النووية.

کما إمتنع مساعد وزير الخارجية الباکستاني عن التعليق علي کيفية تصرّف إسلام آباد وردّة فعلها فيما لو فُرضت عقوبات أخري قاسية علي طهران.

بدلاً من ذلک ، سترکّز إسلام آباد علي تقوية مستوي تعاملاتها کي تحصل علي دعم ايران في تلبية حاجات باکستان من الطاقة ، التجارة والإتّصالات. العلاقة الجديدة مع ايران أثمرت عن زيادة قدرها 28% في التجارة ، وذلک وفقاً لتصريحات مساعد وزير الخارجية الباکستاني ، أحمد خان ، ومع النقص الحادّ في الطاقة الکهربائية في باکستان ، تنتظر إسلام آباد بشغف بناء خط أنابيب الغاز الذي طال أمده منذ أعوام عدّة ، ذلک الخطّ الذي لايزال موضع شکّ !

کما أنّ الحکومة المدنية الباکستانية الضعيفة تنظر إلي التأثير الايراني کإحتمال قويّ لهزيمة المملکة العربية السعودية التي لديها علاقات قويّة مع المعارضة في الداخل. يتّهم مسؤولوا الحکومة في منتدياتهم الخاصّة السعوديين بالإجحاف بحقّ الرئيس الباکستاني ، آصف علي زرداري ، والسبب هو خلفيته الشيعية. ولکن تجاوب باکستان لايران سوف يعتمد في النهاية علي المؤسّسة العسکرية القويّة . ويقول المحلّلون ، بأنّ الجيش قلق جدّاً من نزعات ايران الاقليمية .

" إنّهم ليسوا بحلفاء إقليميين " هذا ما تقوله کريستين فير، من " مؤسّسة راند " في واشنطن. " هناک إفترا