السيد فضل الله: لا داعي لمخاوف العرب حول ايران

الخميس ١٧ سبتمبر ٢٠٠٩ - ٠٥:٥٧ بتوقيت غرينتش

أكد المرجع الديني اللبناني آية الله السيد محمد حسين فضل الله الا داعي للمخاوف التي تثيرها بعض الدول العربية حول ايران، مبديا استغرابه من اعتبار طهران عدوا للعرب.

وقال السيد فضل الله، في لقاء خاص مع قناة العالم الاخبارية بث مساء الخميس:
ان ايران لا تشكل اية خطورة على الدول العربية ، وقد اكدت مرارا ان برنامجها النووي هو للاغراض السلمية وانتاج الطاقة ولا تنوي صنع اسلحة نووية.

واكد "ان ايران لها الحق ، مثل الكثير من الدول المتقدمة وحتى العربية منها ، في الاستفادة من الطاقة النووية في المجالات السلمية مثل توليد الطاقة الكهربائية".

واعتبر "ان المشكلة فيما يثار من ضجة حول برنامج ايران النووي، تكمن في سعي الولايات المتحدة واسرائيل الى اضعاف ايران".

وقال السيد فضل الله: لا شك انه عندما ندرس واقع الامة الاسلامية في العالم فاننا نجد ان هناك حربا داخلية وخارجية تشن عليها من اجل اسقاط جميع قيمها ومواقعها الاستراتيجية وثرواتها الكبيرة على الرغم من ان هذه الامة تمثل خمس العالم وعدد سكانها يزيد عن المليار نسمة.

واضاف "هناك حالة من التخلف التي ماتزال تسيطر على الكثيرين من ابناء الامة الاسلامية من خلال الامية الثقافية التي تجعل الانسان المسلم انسانا لا يملك فكرا منفتحا يستطيع من خلاله ان يبدع وان تنفتح آفاقه على واقع جديد ليتكامل مع العالم الذي ياخذ باسباب التقدم".

وتابع "هناك تخلف في الذهنية وهناك نوع من انواع الخرافة يحركه الكثيرون من الخرافيين الذين يعتبرون الخرافة دينا، ولا يميزون بين الحقيقة والخرافة الى جانب الغلو الذي يجعل الانسان المسلم ينفتح على مقدساته بطريقة تتجاوز واقعها العقيدي".

واتهم السيد فضل الله بعض اصحاب المذاهب بمحاولة تكفير اصحاب المذاهب الاخرى و"ربما يستحلون دماءهم وذلك بسبب عدم تحقيقهم العلمي وتدقيقهم في مسالة الفرق بين الكفر والايمان، مما ادى الى اسقاط الوحدة الاسلامية وبالتالي تمكن المستكبرون عبر تحالفهم من العبث بالواقع الاسلامي انطلاقا من ذلك".

واتهم ايضا الغرب بمحاولة شن حرب على الاسلام من خلال شن الحملات المغرضة لتشويهه وتصويره بانه دين العنف والارهاب والتطرف من دون الحديث عن العنف في المسيحية، موضحا "ان الاعلام الغربي يستغل قدراته الفنية والعلمية لتشويه صورة الاسلام ومقدساته ولاسيما شخصية النبي محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) من خلال اقدام البعض على تقديم صورة مشوهة له انطلاقا من خلفيات الحقد".

واوضح السيد فضل الله "ان الغرب يرى بان البلاد الاسلامية تختزن الكثير من الثروات البترولية ومن المعادن الكثيرة التي يتوقف عليها نموه وتطوره الاقتصادي ومن هنا عمل الاستعمار الغربي على السيطرة على مقدرات العالم الاسلامي، الامر الذي ظهر جليا فيما يسمى بالعولمة التي احكمت قبضتها على العالم الاسلامي وخلقت فيه الفتن الكثيرة".

واضاف: ان العالم الاسلامي يعيش في حوض متحرك يشرف عليه الاحتلال وتشرف عليه الجهات الحاقدة.

وفي جانب آخر من حديثه للعالم، اكد السيد فضل الله، ان الفتوى التي اصدرها بحرمة التطبيع مع الكيان الاسرائيلي منطلقة من اساس شرعي، معتبرا ان ما بسمى بالدول العربية المعتدلة في حالة خضوع مطلق للسياسة الاميركية.

وكان السيد فضل الله افتى الاحد بحرمة التطبيع مع الاحتلال الاسرائيلي لاي مسلم، مهما كانت نتائج حركة الانظمة السياسية العربية، وشدد في بيان على ان فلسطين في حدودها التاريخية، هي ارض عربية اسلامية، ولا يملك احد شرعية التفريط في شبر منها، ومؤكدا ان حرمة التطبيع مع العدو تشمل كل مسلم.

وفي الشان اللبناني الداخلي راى السيد فضل الله ان مسالة تشكيل الحكومة ستاخذ وقتا طويلا. ولكن لن يبقى لبنان بلا حكومة.