البيت الأبيض يخاطر بالانسحاب من الجبهة العراقية

البيت الأبيض يخاطر بالانسحاب من الجبهة العراقية
الأحد ٠٥ فبراير ٢٠١٧ - ٠٥:١١ بتوقيت غرينتش

تناولت صحيفة "نيزافيسيمايا غازيتا" قرار ترامب منع مواطني عدد من الدول من الدخول إلى الأراضي الأميركية، مشيرة إلى نية بغداد منع حاملي الجوازات الأميركية من دخول الأراضي العراقية.

العالم ـ العراق

وجاء في مقال الصحيفة:
يهدد قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشأن الهجرة بتعقيد جهود التحالف الدولي في محاربة "داعش". فقد شجب النواب العراقيون ضم العراق إلى قائمة الدول، التي يمنع مواطنوها من دخول الأراضي الأميركية، وهددوا باتخاذ رد متماثل ومنع حاملي جوازات السفر الأميركية من دخول الأراضي العراقية. وقد حاز مشروع هذا القرار موافقة غالبية أعضاء البرلمان العراقي.
وستدرس الحكومة العراقية قرار البرلمان، الذي يهدد بحد ذاته بتفاقم العلاقات بين واشنطن وبغداد، بحسب الخبراء.
فقد دعا نائب رئيس مجلس النواب العراقي همام حمودي الكونغرس الأميركي إلى "الضغط على الإدارة الأميركية" وإعادة النظر في مبادرة ترامب، على الأقل فيما يخص العراق. كما شجبت وزارة الخارجية العراقية قرار ترامب، وأعربت عن أسفها لأنه موجه ضد "حليف وشريك استراتيجي للولايات المتحدة".
ويشارك أعضاء السلك الدبلوماسي الأميركي في بغداد وزارة الخارجية العراقية رأيها، حيث تشير صحيفة وول ستريت جورنال إلى أن أعضاء السفارة الأميركية في بغداد بعثوا إلى الخارجية الأميركية مذكرة يشيرون فيها إلى أن هذا القرار يضر جداً بالعلاقات الثنائية. فقد تضمنت المذكرة مثلا إشارة إلى أن أحد كبار الضباط العراقيين لن يتمكن من زيارة عائلته المقيمة في الولايات المتحدة. كما أن رجال الأعمال العراقيين، الذين وقعوا عقدا مع جنرال موتورز قيمته مليارا دولار، لن يتمكنوا من زيارة مقر الشركة في الولايات المتحدة كما كان مقررا.
كذلك، يشير الدبلوماسيون الأميركيون في مذكرتهم إلى أن "عواقب هذا القرار سوف نشعر بها بشكل غير متناسب، خاصة إذا أقر العراق تدابير مماثلة، تمنع حاملي الجوازات الأميركية من دخول الأراضي العراقية". ويضيف الدبلوماسيون أن العراق إحدى الدول القليلة في الشرق الأوسط، التي توجد فيها بعثة دبلوماسية أميركية متكاملة. لذلك من المهم الاستمرار بعمل البرنامج، الذي يسمح للعراقيين المتعاونين مع واشنطن بالهجرة والإقامة في الولايات المتحدة.
من جانبه، يحاول البنتاغون إنقاذ العراقيين، الذي قدموا له المساعدة، والسماح لهم بدخول أراضي الولايات المتحدة. وتشير واشنطن بوست إلى أن البنتاغون يعد قائمة بأسماء العراقيين "الجديرين بالثقة" وإرسالها إلى حرس الحدود. يقول النقيب جيف ديفيس إن "هناك عدداً كبيراً من العراقيين عملوا معنا كشركاء في مكافحة الإرهاب أو كمترجمين، رغم علمهم بأنهم يجازفون بحياتهم في هذا العمل. ونحن نريد أن نتأكد من أن أسماء الذين أثبتوا التزامهم بعملهم معنا معروفة لحرس الحدود، بغض النظر عما يجري".
أما بشأن عمل قوات التحالف الدولي في العراق، فمن المحتمل أن يتضرر في حال اتخاذ بغداد تدابير متماثلة مع قرار ترامب. تفيد USA Today بأن مئات المقاولين، الذين قدموا من الولايات المتحدة كأفراد، يعملون في العراق حاليا. والحديث ليس عن الذين يشاركون في العمليات الحربية، بل عن أولئك الذين يقدمون الخدمات اللازمة لعمل القواعد العسكرية. فحسب الإحصاءات المتوفرة، يوجد في العراق زهاء 5 آلاف عسكري أميركي بينهم ألفا متعاقد.
هذا، ولم يصدر عن الحكومة العراقية تصريحات رسمية شديدة اللهجة بشأن مبادرة ترامب، لكن الضباط الكبار وعلماء الدين لا يخفون استياءهم. فمثلا، دعا السيد مقتدى الصدر إلى طرد الأميركيين من الأراضي العراقية. ويشارك الصدر هذا الرأي أحمد الأسدي، الذي وصف قرار ترامب بأنه "إهانة لكرامة العراقيين".
104-4