تحت سماء الفوعتين

تحت سماء الفوعتين
الثلاثاء ٢٨ فبراير ٢٠١٧ - ٠٦:١٤ بتوقيت غرينتش

التقيتها في الطريق فروت لي ماحصل معها وهي تبكي لدرجة أنها لفتت أنظار المارة..

العالم - ثقافة

قالت لي: يا بنيتي.. طلبت من الفلاح أن يقلع عدة شجرات من كرم الزيتون وٱنني ضد القلع الجائر الذي حصل، لكنني مجبرة لا مال لدي لأشتري الحطب ولا بديل لأشعل النار.. وبعد أن ذهب الفلاح بساعات نار اشتعلت في قلبي وتسرب الندم إليٌ واجتاحني عذاب الضمير ياإلهي ماذا فعلت وكنت كمن أرسلت مجرما" ليذبح ولدها انتفضت اركض باتجاه الكرم مسرعة علني أصل قبل فوات الأوان لكنني وصلت كوصول سكينة إلى ريا في قصة ريا وسكينة فقد انتهى الامر.

يالهول المشهد لقد وجدت أشجاري التي زرعتها وسقيتها ماء قلبي وربيتها كما ربيت أطفالي مسجاة على الارض، والفلاح يقطع اغصانها.. أحسست كانه يقطع أوصالي.. ركضت إلى الارض وضممت جذوها إلى صدري، وقلت لهم: انا أسفة واعتذر..

أجل، أسفة أنتم عرائس ترتدون ثوباً أخضر مرصع بالياقوت الأخضر والأسود، شامخات شموخ الوطن، عذراوت لم يدنسكم ارهاب مقدسات عند الله وكريمات أصيلات على الأرض.

اقتلعتكم بيدي والله لأندم ندامة الكسعٌي.

انظري يا بنيتي ماذا فعل بنا الارهاب.

اغتالنا وهانحن نغتال مقدساتنا وعزنا وتراثنا.. وأرجو من الله أن لا تدفعنا الحاجة لقتل بعضنا.

تمتمت قليلا ثم ختمت حديثها بهذه الاهزوجة:

بفضل الارهاب صارت بور أرضينا

اللي أشجارها زينت أيامنا وليالينا

ياطير الطاير بالسما خبر أهالينا

وقلن اهل الفوعتين أشجار ورياحينا

واللي مابحبن أشواك وكينا ...أشواك وكينا

وودعتي وغادرت وهي تبكي ...
وأنا واقفة صامتة مذهولة !!!


* من الفوعة/ ايمان تقي

3