احتجاجات في كوريا الجنوبية على استضافة منظومة "ثاد" الأميركية والصين تهدد

احتجاجات في كوريا الجنوبية على استضافة منظومة
الثلاثاء ٢٨ فبراير ٢٠١٧ - ٠٦:٢٤ بتوقيت غرينتش

نظم متظاهرون في كوريا الجنوبية، الثلاثاء 28 فبراير/شباط، مسيرة احتجاج ضد نية بلادهم استضافة قاعدة أمريكية للدفاع الصاروخي المعروف بمنظومة "ثاد" المثيرة للجدل.

العالم - أسيا والباسفيك

كما هدد بعض سكان المنطقة التي من المنتظر أن تتموضع فيها المنظومة الصاروخية الأمريكية برفع دعوى قضائية ضد وزارة الدفاع الكورية الجنوبية، بحسب ما أفاد به محامون.

واجتمع المتظاهرون بالعاصمة الكورية سيئول رافعين لافتات ومرددين شعارات تنديدا بالاتفاق الأمريكي - الكوري الجنوبي، علما أن هذا الاتفاق الذي وقع عليه الجانبان الثلاثاء، يمنح واشنطن نشر نظام دفاع صاروخي متطور في ملعب للغولف، بعد أن تم التخلي عن موقع النشر الأولي، بسبب معارضة السكان أيضا.

و"ثاد" هو منظومة متطورة مصممة لاعتراض صواريخ باليستية قصيرة ومتوسطة المدى، بالإضافة إلى الصواريخ متوسطة المدى قبل بلوغها الهدف، خاصة وأن المنظومة مجهزة برادار بعيد المدى، ويعتقد أنها ستكون قادرة على اعتراض الصواريخ الباليستية متوسطة المدى الكورية الشمالية.

ويأتي الاحتجاج، الثلاثاء، كما ذكرت وكالة أنباء يونهاب الكورية الجنوبية، إثر ورود معلومات عن أن الجيش سوف يستخدم طائرات الهليكوبتر لجلب سياج من الأسلاك الشائكة لإغلاق ملعب الغولف بعد أسابيع من الاحتجاجات اليومية.

وقال منظمو الاحتجاج إن مئات من الجنود وشرطة مكافحة الشغب قد انتشروا في الملعب لحراسته.

من جهتها أكدت حكومة كوريا الجنوبية، الثلاثاء، أن الصفقة (الاتفاق) تهدف إلى الدفاع عن النفس ضد صواريخ كوريا الشمالية.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية تشو يونيو هيوك إن قرار نصب منظومة "ثاد" هو عمل سيادي للدفاع عن النفس، مؤكدا أنها تهدف إلى حماية بلاده وشعبها من التهديدات النووية والصاروخية لكوريا الشمالية، بحسب ما نقلت عنه "يونهاب".

الصين تحذر

ومن جهتها حذرت الصين مجددا وبشدة من إقامة منظومة الدفاع الصاروخية الأمريكية المتقدمة "ثاد" على أراضي كوريا الجنوبية، مؤكدة عزمها اتخاذ التدابير اللازمة لحماية مصالحها الأمنية.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية كنغ شوانغ، في تصريح الاثنين، إن عملية نشر "ثاد" التي بدأت الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية في تنفيذها بالفعل تقوض بشكل خطير التوازن الاستراتيجي الإقليمي والمصالح الأمنية الاستراتيجية لدول المنطقة، بما فيها الصين.

وأضاف أن الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية تتحملان جميع العواقب الناتجة عن هذه العملية التي تمثل تهديدا لسلام واستقرار شبه الجزيرة الكورية، وحثهما على إيقاف عملية نشر الصواريخ وعدم المضي قدما في هذا الطريق الخاطئ.

وأشار المتحدث الصيني إلى أن الصين أكدت مرارا وتكرارا أنها تتفهم المخاوف الأمنية المنطقية للأطراف المعنية، ولكن على كل دولة أن تتفهم أن حماية أمنها لا ينبغي أن يكون على حساب المصالح الأمنية للبلدان الأخرى، معربا عن أسفه لاستمرار تجاهل البعض لما تبديه الصين من مخاوف بشأن التهديد الماثل لمصالحها الأمنية، مؤكدا معارضة بلاده التامة واستيائها الشديد من موقف واشنطن وسيئول إزاء تلك القضية.

مناورات "فرخ النسر"

هذا ومن المقرر أن تبدأ كوريا الجنوبية والولايات المتحدة تدريبات عسكرية سنوية مشتركة، الأربعاء، وسط تفاقم التوترات بعد التجربة الصاروخية الأخيرة لكوريا الشمالية ووفاة الأخ غير الشقيق لزعيمها.

وقال مسؤول في وزارة دفاع كوريا الجنوبية لوكالة "يونهاب" للأنباء "سيبدأ الحلفاء مناورات "فرخ النسر" غدا، والتي تستمر حتى نهاية أبريل/نسيان، وسوف تقام تدريبات الحل الرئيسي ابتداء من 13 مارس/آذار المقبل.

و"فرخ النسر" هي مناورات للتدريب الميداني التي تعتمد على القوات البرية والجوية و البحرية، و"الحل الرئيسي" هي مناورات مركز القيادة بمحاكاة الكمبيوتر.

وقد نددت بيونغ يانغ بالمناورات الأمريكية - الكورية الجنوبية المشتركة باعتبارها بروفة للغزو.

كما ذكر المسؤول الكوري الجنوبي أن واشنطن تعتزم إرسال آليات رئيسية عسكرية استراتيجية مثل حاملة الطائرات "كارل فينسون يو إس إس" وطائرات "أف-35" وقاذفات "بي- 1 بي" و "بي-52 " للمناورات المشتركة.

تجدر الإشارة إلى أن حاملة الطائرات كارل فينسون قد قامت بزيارة إلى ميناء في جزيرة "غوام" في 10 فبراير/شباط، استعدادا للانضمام إلى التدريبات.

ومن المرجح أن يقوم الحليفان بضم الآليات الاستراتيجية الرئيسية إلى التدريبات العسكرية لتوجيه تحذير شديد اللهجة ضد استمرار الاستفزازات الكورية الشمالية ، وذلك إثر إطلاق بيونغ يانغ، في 12 فبراير/شباط، صاروخا باليستيا متوسط المدى تم تطويره حديثا، في أول تجربة لها منذ تنصيب الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب.

المصدر: روسيا اليوم

110-3