"التعاون الإسلامي" و"الجامعة العربية" تحذران من المساس بالمسجد الأقصى

الخميس ٠٢ مارس ٢٠١٧ - ٠٦:٠٢ بتوقيت غرينتش

قالت منظمة التعاون الإسلامي في فلسطين، الأربعاء 1 مارس/آذار، إن السلطات الإسرائيلية بدأت بتنفيذ التقسيم المكاني للمسجد الأقصى المبارك، من خلال وضع غرفة زجاجية في ساحته.

جاء ذلك، في مؤتمر صحفي عقده ممثل المنظمة أحمد الرويضي، ومفتي القدس والديار المقدسة محمد حسين، في المركز الإعلامي الحكومي بمدينة رام الله.

وقال الرويضي إن إدخال غرفة زجاجية إلى ساحة المسجد، يقصد بها الانتقال للتقسيم المكاني بعد فرض التقسيم الزماني من خلال الاقتحامات اليومية للمستوطنين.

ولفت ممثل المنظمة إلى أن الممارسات الإسرائيلية من اعتقالات بصفوف المرابطين والحفريات والاقتحامات ومنع الأوقاف الإسلامية من ممارسة عملها إلى جانب وضع غرفة زجاجية، يؤكد بدء تخصيص مكان للصلوات التلمودية اليهودية.

وأكد المتحدث على ضرورة العمل والتحرك بالتنسيق مع الرئاسة الفلسطينية ووزارة الخارجية لحماية المقدسات، محذرا من استمرار السلطات الإسرائيلية في عمليات حفر الأنفاق أسفل البلدة القديمة والمسجد الأقصى.

وصرح قائلا "لا نعلم حجم هذه الأنفاق التي يتواصل العمل فيها، ونخشى من تعرض المسجد للانهيار في حال وقوع هزة أرضية طبيعية أو مصطنعة"، مبينا أن الحفريات تهدد نحو 20 ألف منزل فلسطيني في وادي حلوة جنوبي الأقصى.

من جهته أكد محمد أحمد حسين مفتي القدس والديار الفلسطينية أن قرار محكمة الصلح الإسرائيلية التي زعمت أن الأقصى مكان مقدس لليهود باطل.

وقالت محكمة "الصلح" في القدس، الاثنين، إن المسجد الأقصى مكان "مقدس لليهود" ويحق لهم الصلاة فيه فيما لا يحق لأي كان، منعهم من الوصول لساحاته والصعود لما أسمته "جبل الهيكل".

ورفض المفتي حسين أي قرار أو تشريع إسرائيلي يقنن رفع الأذان في المساجد، مصرحا انه من كان يزعجه الأذان فليرحل ويترك الأرض لمن يؤذن ويصلي فيها.

واتهم مفتي الديار، السلطات الإسرائيلية بممارسة عدوان صارخ على المقدسات الإسلامية، داعيا العالم الإسلامي إلى ضرورة تنظيم رحلات وزيارات للقدس والمسجد الأقصى دعما لصمود المقدسيين.

جدير بالذكر أن "الهيكل" حسب التسمية اليهودية، هو هيكل سليمان أو معبد القدس، والمعروف باسم الهيكل الأول، الذي بناه النبي سليمان عليه السلام، وأطلق عليه اسم "الهيكل" لوضع التابوت الذي يحتوي على الوصايا العشر، غير أن البناء تعرض للتدمير على يد القائد البابلي، نبوخذ نُصَّر، أثناء غزوه القدس، عام 586 قبل الميلاد.

وفيما يصر اليهود على أن الهيكل كان في الموقع الحالي للمسجد الأقصى، فإن الحفريات الواسعة التي قامت بها إسرائيل في المنطقة منذ عام 1967 لم تثبت وجوده، دون أن يكون من الواضح حتى الآن موقعه الحقيقي.

الجامعة العربية: اعتبار الأقصى "مكانا مقدسا لليهود" تطور خطير

دانت جامعة الدول العربية، الأربعاء، بشدة قرار إسرائيل باعتبار القدس والمسجد الأقصى "مكانا مقدسا لليهود"، واصفة إياه بالتطور الخطير في السياسة الإسرائيلية تجاه المقدسات الإسلامية.

وقالت الجامعة العربية، في بيان لها، إن ما أعلنت عنه ما يسمى بمحكمة الصلح الإسرائيلية بأن القدس والمسجد الأقصى المبارك مكان مقدس لليهود ويحق لهم الصلاة فيه، يعتبر تطورا خطيرا تجاه المقدسات الإسلامية، ويعكس توجها إسرائيليا واضحا على كل المستويات لترسيخ وتوسيع نطاق الانتهاكات الإسرائيلية.

وأشارت إلى أن السلطات الإسرائيلية تواصل تنفيذ مخططاتها العدوانية الممنهجة ضد مدينة القدس المحتلة والمسجد الأقصى، في محاولات متسارعة حثيثة لتهويد كل شبر من المدينة المقدسة.

وطالبت الجامعة العربية في بيانها، المجتمع الدولي بسرعة التحرك لضمان حماية المقدسات المسيحية والإسلامية، وخاصة الإسلامية بالحرم القدسي الشريف، وإجبار إسرائيل كقوة احتلال على التراجع عن مخططاتها التي ترمي إلى تهويد القدس والأراضي الفلسطينية واستهداف الحرم القدسي الشريف.

وأكدت أن مواصلة إسرائيل تشريع هذه القوانين واستهداف المقدسات، خاصة المسجد الأقصى المبارك، يكشف عن استهتارها بحقوق الشعب الفلسطيني وبالتشريعات والقرارات الدولية التي حددت الأقصى بكونه مكانا خالصا للمسلمين، خاصة القرار الذي اعتمدته اليونيسكو والذي اعتبر الأقصى موقعا إسلاميا مقدسا لا يوجد أي ارتباط لليهود به.

جدير بالذكر أن المجلس التنفيذي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة "اليونيسكو"، اعتمد في 18 أكتوبر/تشرين الأول 2016، قرارا نص على وجوب التزام إسرائيل بصون سلامة المسجد الأقصى وأصالته وتراثه الثقافي وفقا للوضع التاريخي الذي كان قائما، بوصفه موقعا إسلاميا مقدسا مخصصا للعبادة، وجزءا لا يتجزأ من موقع للتراث العالمي الثقافي.

المصدر: وكالات

4