"جهاد النكاح".. قصص مأساوية لتونسيات عائدات من جحيم سراب "الجنة المزعومة"

الأربعاء ٠٨ مارس ٢٠١٧ - ١١:٣٢ بتوقيت غرينتش

أعادت حكاية التونسية «سوسن» ضيفة الحصة الأخيرة لبرنامج "عندي مانقلك" والتي وقع اتهامها بممارسة جهاد النكاح في سوريا وهي منه بريئة، أعادت إلى الأذهان الحديث عمّا يعرف بآفة جهاد النكاح خاصة في ظل تواتر الروايات حول تونسيات غرّر بهن في محرقة تنظيم داعش الارهابي الذي ما فتئ ينظّر بفتاوى غريبة وشطحات مذلّة لإرضاء نزوات منتسبيه وأهوائهم الرخيصة.

العالم - مقالات

أخبار الجمهورية ارتأت في هذا الإطار نشر قصة سوسن «البريئة» من كل التهم -حسب روايتها- التي لاحقتها بعد توجهها الى سوريا للقاء حبيبها، فضلا عن رصد أبشع حكايات التونسيات المغرّر بهن ممن تورطن في ممارسة تلك الآفة الى جانب بسط وجهة نظر المشرع القانوني التونسي ورأي الدين فيها فكان التالي...

سننطلق بسرد حكاية التونسية «سوسن» التي حتّى وإن اختلفت عن الحكايات التي سننشرها تباعا والمتعلقة بضحايا آفة التغرير بعقول فتياتنا لممارسة ما يسمى بجهاد النكاح، إلاّ أنه وجب الوقوف على مأساتها حتّى تكون عبرة يقتدى بها خاصة أنها أثارت جدلا كبيرا في صفوف متتبعيها وذلك لخطورة تفاصيلها وفظاعة ما تعرضت اليه الشابة في سوريا والاتهامات التي رافقتها بسبب اتباع «أهواء» قلبها الذي حملها الى طريق لا تحمد عقباه..

هذه الشابة وجدت نفسها فجأة بين قضبان السجون السورية وذلك بتهمة القدوم من تونس من اجل ما يسمى بجهاد النكاح وهي لا عملت «لا يدها لا ساقها» كما يقال في مثلنا الشعبي وكاد يؤدي بها الحلم للقاء فارس أحلامها الى كابوس مظلم لا نهاية له..

الحكاية التي تنقلها إليكم أخبار الجمهورية حسب راويتها «سوسن» التي تبلغ من العمر 30 سنة والتي ظهرت في الحصة الأخيرة لبرنامج عندي منقلك ، انطلقت إثر تعرف الشابة سنة 2012 عبر الفايسبوك وتطبيقة السكايب على شاب سوري وهو طالب في لبنان وقعت في حبه ووعدها بالزواج ...

سوسن أكدت انها قررت سنة 2013 الرضوخ الى طلب صديقها لقاء والدته بتركيا وإذعانا لطلبه أوهمت عائلتها انها ستتوجه الى اسطنبول لمدة اسبوع من أجل قضاء عطلة سياحية، مشيرة إلى انها واثر لقاء الوالدة السورية تحديدا بمنزل شقيقها بمنطقة «انطاكيا» اقنعتها بالسفر معها الى سوريا للتعرف على بقية عائلتها المستقبلية في منطقة ادلب تحديدا بـ«جرجاناز» في معرّة النعمان..

وكشف المستور!

وتابعت سوسن قائلة انها وخلال اليومين الأولين لقيت معاملة حسنة من قبل والدة الشاب السوري في اليومين الأولين الا انها وخلال اليوم الثالث لاحظت تغيرا ملحوظا في تصرفاتها ومعاملتها واخبرتها انها لن تعيدها الى تونس، مشددة على انها اتصلت بعائلتها لاخبارهم انها اتجهت الى سوريا وهو ما فاجأهم وأصابهم بالذهول والصدمة..

وقالت الشابة أنّ والدة صديقها منعتها من الاتصال بصديقها عبر تطبيقة السكايب حتى تستنجد به، وباتت تعاملها كالخادمة بل وأمرتها بالذهاب معها لجني الزيتون لمدة 10 ايام فضلا عن إهانتها امام العائلة وضربها وتعذيبها على حد تعبيرها..

وواصلت روايتها قائلة انها وخلال يوم من الايام قررت انهاء معاناتها فتوجهت الى شقيق السورية التي كانت في ضيافتها وهو والد 6 فتيات وذلك للاستنجاد به قصد البحث عن حل لها ومساندتها من اجل ان تصل الى الحدود السورية، علما بأنها لا تملك اي وثائق تثبت هويتها حيث تم حجز كل شيء من قبل والدة حبيبها، مشيرة الى ان الرجل السوري وافق على مساعدتها هو وابنته التي مدتها ببطاقة هويتها حتى تتمكن من الوصول الى الحدود اللبنانية السورية بعد ايهام السلطات النظامية انها مواطنة سورية..

21 يوما تحت الأرض.. تعذيب واهانات وآهات خانقة...

كشفت «سوسن» انها واثر وصولها الى الحدود اللبنانية السورية وتحديدا بمنطقة هجرة الدبوسية تم التفطن إلى انها ليست صاحبة بطاقة الهوية التي بحوزتها، ومن هناك بدأت المعاناة الجديدة حيث قالت انها واثر اخبار القائمين على المنطقة الديوانية بتلك الحدود بحقيقة جنسيتها تعرضت الى شتى انواع الاهانة والضرب بواسطة ما يسمى بـ«الكرباش» عندهم بعد توجيه تهمة جهاد النكاح في حقها فضلا عن الزج بها في السجن تحت الارض لمدة 21 يوما بعد عدم تصديق الرواية الحقيقية لمجيئها الى سوريا..

وأكدت المتحدّثة انه تم الحكم عليها بالسجن لمدة 10 اشهر قضت منها 5 اشهر وسط التعذيب قائلة «شفت فيهم النجوم»، مشيرة الى ان صديقها السوري قرر توكيل محام للدفاع عنها ومحاولة عقد قرانه عليها لإنقاذها الا انه لم يفلح في ذلك..

ومواصلة في سرد حكايتها «العجيبة» قالت سوسن انه بعد ان تقرر اخلاء سبيلها بعد قضاء عقوبتها السجنية في سجن بمنطقة «باب مسلى» تم تحويلها الى نقطة تسفير قصد اعادتها الى تونس بعد تسليمها الى السفارة التونسية، مشيرة الى انها وعند عودتها الى تونس وجدت وحدات تتبع مركز «القرجاني» في انتظارها للتحقيق معها في شبهة الارهاب وتهمة جهاد النكاح التي تعلقت بها.

في الختام اكدت «سوسن» انه بعد اثبات تقرير الطب الشرعي في تونس براءتها من تهمة جهاد النكاح تم اخلاء سبيلها بعد قضاء 6 ايام في الايقاف للتحقيق معها، مشيرة الى انها والى حدود النطق بروايتها امام الرأي العام التونسي مازالت تخضع الى الاقامة الجبرية وانها وجدت أمامها النظرة القاسية للمجتمع تنهش مشاعرها وتخدش حياءها فضلا عن إحساسها بالندم عن صنيعها تجاه عائلتها...

حينـمــا يتحوّل الحلم إلـى كابــوس مرعــــب

عائدة من جحيم داعش: أوهموني أن جهاد النكاح فريضة على كل مسلمة

ومن المآسي والمصائب الأخرى التي تندرج ضمن هذا الملف ووقف الرأي العام على فظاعتها تأتي حكاية عائشة التونسية التي غرّر بها وزُجّ بها في محرقة سوريا لممارسة ما يسمى بجهاد النكاح صلب التنظيم الارهابي الوحشي داعش.

حيث تقول عائشة في مقابلة بثّتها قناة (تونسنا) إنها كانت على تواصل مع نساء أخبرنها عن جهاد النكاح على أنه فريضة في الإسلام وقد أفتى به بعض من مشايخ وعلماء الدين.

وأكملت عائشة متابعة: إنّها كانت ممنوعة من قبل أهلها من القراءة، باستثناء الكتب الدينية، وأن ثقافتها العامة كانت شبه معدومة، فسافرت إلى سوريا بحجة جهاد النكاح لصالح المقاتلين الذين يقاتلون النظام وأتباعه في سبيل الله على حد تعبيرهم وأنه يتوجب عليها كمسلمة أن تنفذ وصية الله عن طريق رجال الدين وعلمائه.

وقالت: إنّ المرأة التي أخذتهن إلى سوريا أخبرتهن أنّهن حتى لو قتلن في سوريا سيكُن شهيدات في سبيل الله ولذا ألتزمت بإرتداء النقاب.

طريق الدخول إلى الجنة !

وأكملت عائشة، أنّها شعرت بأنها ستدخل إلى الجنة هي والنساء اللواتي ذهبنّ معها وعددهن 13 لتقديم واجب «جهاد النكاح» وأنّ كل إمرأة لم تقدّم هذا الجهاد ستدخل النار، لكنها بعد تقديم ما يُقال عنه جهاد النكاح شعرت أنّها تعرضت للإحتيال من قبل أشخاص يدعّون الإسلام ويستخدمونه لأغراض جنسية معيبة.

كما أكدت عائشة أن صديقة لها هناك طلقها زوجها بغرض السفر إلى سوريا وأداء «جهاد النكاح حتى تضمن الجنة له ولها لأنه أعانها على تطبيق شرع الله ..».

هذا، و قررت «عائشة» أن تفضح كل ما يدور داخل أسوار «داعش» من فساد وإزهاق للأرواح باسم الدين الإسلامي.

أبشع قصة للتونسية أم أسماء: مارست الجنس مع 100 إرهابي

«كثر الهم يبكي» هي خلاصة حكاية المكناة بأم أسماء وهي إحدى التونسيات العائدات من سوريا وهي أصيلة ولاية القيروان وفي الثلاثين من عمرها ام لطفلين احدهما لم يتجاوز عمره الشهرين ، سافرت مع زوجها نضال الى سوريا فوجدت نفسها تمارس جهاد النكاح مع 100 ارهابي خلال 27 يوما فقط .

وحسب اعترافات هذه الأخيرة فقد توجهت مع زوجها نضال الى تركيا وتحديدا الى اسطنبول حيث اصطحبهما أبو أحمد وهو تركي يجيد اللغة العربية الى التراب السوري ليجدا التونسيين (ن ب وم أ ج) في انتظارهما قبل ان يتوجه الجميع نحو منطقة العزاز في سوريا .

وحسب اعترافات أم أسماء التي نشرتها الشروق فانها كانت تمارس الجنس يوميا مع اربعة ارهابيين لمدة 27 يوما، وقبل دخولها الى غرفة الارهابي كانت تردد دعاء «اللهم إني أعوذ لك من الخبث ومن الخبائث»، مضيفة انها كانت ترتدي ملابس شفافة تختارها أم شعيب الحاملة للجنسية الصومالية وكانت تطلب منهن معاملة الارهابيين الذين يمارسون معهم جهاد النكاح كما تعامل المرأة زوجها.

من جهة أخرى أشارت ام اسماء إلى انّها كانت تمارس جهاد النكاح مع الارهابيين وكانت حاملا في شهرها الاول، مؤكدة انها اكتشفت حملها في تونس قبل سفرها نحو سوريا مضيفة انها كانت تعود الى منزلها يوميا وهي في حالة نفسية سيئة وتطلب من زوجها مساعدتها ولكنه يكتفي بالبكاء فقط.
قصة تونسية مارست «جهاد النكاح» وعادت مصابة بـالإيــــدز..

في سياق متصل نذكّر بقصة الفتاة التونسية البالغة من العمر تسعة عشر عاما وهي ضحية "جهاد النكاح" عادت من سوريا تحمل جنينا مصابا بالايدز جراء ممارستها الجنس مع باكستانيين وأفغان وليبيين وتونسيين وعراقيين وسعوديين وصوماليين. ووفق ما نشرته صحيفة الشروق حول هذه الواقعة فإنّ قصة لمياء بدأت مع داعية على قناة دينية كان يسخر من إسلام التونسيين ومن فهمهم للدين لتصطدم قبل عامين بشخص أقنعها أن لباسها عورة وخروجها إلى الشارع حرام.

واعتقدت لمياء أن كلام هذا الشخص هو الدين وعليها تطبيق فتاويه بالحرف إن رغبت في محبة الله وتقول الصحيفة الواضح أن لمياء تحولت إلى «عبدة» وملك خاص لهذا الشخص الذي لم يعد يتوانى عن ترويضها لخدمة مشروعه السلفي الجهادي العدمي.

واقتنعت لمياء أن المرأة يمكن لها المشاركة في الجهاد والقضاء على أعداء الإسلام بالترويح على الرجال بعد كل غارة وغارة ليصبح جسدها ملكا لهم بمجرد أن يقرر أحد هؤلاء الظلاميين إفراغ كتلة العقد الجنسية فيها.

وتقول صحيفة الشروق وصلت الحرب في سوريا إلى أوجها وتحول عقل لمياء إلى عجينة يفعل بها شيخها ما يشاء لتترك منزل العائلة وتغادر التراب التونسي باتجاه مدينة بنغازي الليبية ومنها إلى تركيا قبل أن تحط بها الرحال في حلب السورية».

مخيمات لمجاهدي الحرام واللذة !

فوجئت لمياء بعدد النساء والفتيات المقيمات داخل مستشفى قديم تحول إلى مخيم لمجاهدي الحرام واللذة واستقبلها أمير قال عن نفسه إنه تونسي ويدعى أبو أيوب التونسي لكن القائد الحقيقي للمخيم هو شخص يمني يقود مجموعة مسلحة أطلقت على نفسها فيلق عمر وهو الذي استمتع أولا بالوافدة الجديدة لمياء.

لمياء لا تعلم عن عدد الشواذ الذين اغتصبوها ولكنها كانت في كل عملية جنسية تعي جيدا معنى إهدار الكرامة الإنسانية على يد وحوش لا يترددون في استعمال العنف لإرغامها على ممارسة الجنس بطريقة لا غاية منها إلا إذلال المرأة وإهانة ذاتها وتحقير إنسانيتها.

وتؤكد الصحيفة أن لمياء مارست الجنس مع باكستانيين وأفغان وليبيين وتونسيين وعراقيين وسعوديين وصوماليين وأن الجنين الذي في أحشائها مجهول الهوية والنسب وهو مصاب بنفس مرضها «الايدز»..

الأستاذ منير بن صالحة: قانونيا لا وجود لمفهوم «جهاد النكاح»

ولأنّ آفة جهاد النكاح غريبة عن مجتمعنا وكل المجتمعات العربية المسلمة، ونظرا لأنّه بات ظاهرة خطيرة وجب تفسيرها والوقوف على أسبابها وتتبع «مروّجيها» ومعاقبة كل من تورط فيها، كان لأخبار الجمهورية اتصال بالمحامي منير بن صالحة لاستبيان وجهة نظر المشرع التونسي حول المتورطين في ما يسمى بـ«جهاد النكاح» فكان التالي...

في البداية قال الأستاذ بن صالحة انه وبتصفح المجلة الجزائية التونسية التي تنظم الجرائم في تونس فإنه لا وجود لشيء أو لفعلة اسمها جهاد النكاح مشيرا إلى ان هذا المفهوم ينقسم إلى عبارتين والقانون التونسي الجنائي تعرض إلى مسألتي هاتين العبارتين ألا وهما الجهاد والنكاح لكنه لم يتعرض إلى ما يعرف بجهاد النكاح..

وقال انه ومبدئيا فإن تعريف النكاح هو الاتصال الجنسي كفعل مشروع يأتي في إطار مشروع الا وهو الزواج، ولا يكون جريمة إلا في حالات معينة مثل الزنا والاغتصاب أو مواقعة قاصر أو البغاء السري..

وأضاف ان الجهاد هو عبارة عقائدية وليست قانونية وقد تعرض لها المشرع التونسي في إطار قانون مكافحة الإرهاب سنة 2003 والذي تم تنقيحه سنة 2015، مشيرا الى ان المشرع التونسي يعاقب كل شخص ينتمي الى وفاق جعل من الإرهاب وسيلة لتحقيق أغراضه السياسية..

وبناء على هذا قال محدّثنا انه لو ثبت ان النكاح قد حصل بمساعدة أشخاص اتخذوا من الارهاب وسيلة لتحقيق أغراضهم السياسية كقلب نظام الحكم مثلا فإنّ هذا النكاح سوف يدخل في باب الوسائل المسهّلة والمعينة لهذا الوفاق لأن الوفاق الذي يمثل مجموعة من الأشخاص يحتاج الى السلاح والى الغذاء وأحيانا إلى إشباع النهم الجنسي..

وأضاف «وبالتالي تصير المرأة التي تتصل بهذا الوفاق وبهذه المجموعة لإشباع نهمها الجنسي تصير شريكة في الإرهاب وهذا هو الموقف القانوني»..

حقيقة تحجير السفر على التونسيات إلى سوريا وتركيا...

وحول حقيقة تحجير سفر التونسيات إلى سوريا وفرض شرط الترخيص الأبوي للتوجه إلى إسطنبول، قال الأستاذ منير بن صالحة أنه ليس هنالك نص قانوني يمنع المرأة من السفر إلى سوريا أو إلى تركيا ولكن هي إجراءات أمنية غير مكتوبة في نصوص قانونية صادرة باسم الشعب التونسي..

  وشدّد محدّثنا على أن الوحدة الوطنية لمكافحة الإرهاب والسلطات الممثلة في وزارة الداخلية والتي تنشط في إطار التوقي من الإرهاب تتخذ ما يسمى بالتدابير الأمنية لتفادي وقوع جرائم إرهابية ومن ضمن هذه التدابير منع الشبان من السفر إلى ليبيا أو تركيا أو الفتيات من السفر إلى بعض المناطق والبلدان التي بها ما يسمى بؤر التوتر وهو لا يعتبر منعا قانونيا وإنما في اطار جريان عمل دأبت عليه السلطات الأمنية لتفادي وقوع مثل هذه الجرائم...

نقابة الأيمة على الخط...

ولأنّ ما يسمى بآفة جهاد النكاح يعتبر خطرا على مجتمعنا وديننا الإسلامي الحنيف الذي ينبذ كل هذه المظاهر اللاأخلاقية التي لا تمت إليه بأية صلة وهو منها براء، كان لنا اتصال بفاضل عاشور كاتب عام نقابة الأيمة لاستفساره حول رؤية الشرع الإسلامي حول هذه الظاهرة فأكد لنا في بداية مداخلته أنّ مفهوم «الجهاد» وحده من الناحية الشرعية يعتبر من أسمى ومن أنبل الطاعات التي يضحي الإنسان بحياته من أجلها دفاعا عن قيم ومبادئ كونية هامة لولاها ما وجد..

وقال انّ جهاد الفكر هو أسمى من القتل الذي نسب للكفار وفق ما نسبته الآيات القرآنية في جزء كبير منها، مشيرا في المقابل إلى انّ النكاح في مفهومه الشرعي له شروط وضوابط حددها الشرع وكل من يخرج عنها يصبح في حكم المنكر والسقوط في جريمة أخلاقية وإنسانية من شأنها الإساءة للدين الإسلامي فيصبح بذلك في حكم الزنا..

وتابع محدّثنا قائلا «أما ما يعرف بجهاد النكاح فهو مفهوم خارج ودخيل عن الدين الإسلامي الحنيف الذي ينبذه ويمقته وهو مخالف لمقاصد الإسلام وروحه فهذا الدين قد جاء من اجل الحفاظ على اللبنة الأولى المتمثلة في الأسرة وحماية لوحدتها وحفظا للعرض والنسل والمال وأتى من اجل نبذ المهانة والانحدار الأخلاقي»..

وأضاف فاضل عاشور قائلا إنّ مبتدعي هذه المفاهيم وخالقي هذه الظواهر هم مجموعة من المجرمين أساءت للدين وللوطن بهذه التخريجات والتقليعات التي هدفها ضرب الدين وقيمه النبيلة والحط منها وإهانة للمرأة التي كرمها الله بسورة كاملة ـ النساء ـ نظرا لقيمتها الكبيرة..

ماهو رأي علم النفس؟

وحول رأي علم النفس في هذه الظاهرة أو الآفة، أكّد لنا الدكتور المختص في علم النفس عماد الرقيق أنّ المغرر بهنّ من ضحايا ما يسمى بجهاد النكاح عادة هن مصابات بمرض نفسي ويعانين نوعا من الإهمال العائلي والعاطفي، مشيرا إلى أن من تقبل هذا الأمر ليست سوية في شخصيتها والتي تكون هشة وضعيفة..

وحول طريقة التعامل مع الضحايا العائدات من بؤر التوتر، قال الدكتور الرقيق أنّه وبعد المتابعة الأمنية لمحاسبة كل المتورطين يستوجب توفير الإحاطة النفسية للمغرر بهن بعد الاستماع لما تعرضن له والوقوف على الأسباب الكامنة وراء هشاشة شخصياتهن والتي ساهمت في وقوعهن بين أنياب وحوش بشرية، فضلا عن عرضهن على مختصين في معالجة الصدمات ..

منارة تليجاني - جمهورية

2-4