الدقامسة "البطل" الذي يتوارى عن الأنظار!

الدقامسة
الجمعة ١٧ مارس ٢٠١٧ - ٠٢:١٤ بتوقيت غرينتش

الجندي أحمد الدقامسة، بلا شك هو بطلٌ أردني يحق لكل المُواطنين أن يرفعوا رأسهم به، كونهم أردنيين، ومن يُتابع مُقابلته مع مراسل قناة “الجزيرة”، يعلم أن الرجل مُستمر على ذات النهج “المُقاوم”، والقُضبان التي حرمته عائلته وحياته 20 عاماً، لم تجعله يشعر بالندم على فِعلته.

العالم -الاردن
 

وبالرّغم أن سلطات بلاده كافأته خير مُكافأة بالسجن على قتل فتيات إسرائيليات، كانوا قد سخروا من صلاته، أكّد الدقامسة أن استقرار مملكته الأردنية خط أحمر، وكأنه يرد جميل بلاده “البائس″ بأحسن منه، وتلك على العموم أخلاق الرجال الحق، الذين لا يحقدون، ولا يشمتون ببلادهم، مهما ضربت بكرامتهم عرض الحائط.

الخوض في مسألة ووطنية ورجولة الدقامسة، جرّاء فِعلته بقتل الإسرائيليات، أمرٌ منتهي لن نخوض فيه أبداً، فالأصوات المُمتعضة من الإفراج عنه، بتبرير كونه اعتدى على فتيات بريئات عُزّل، لا يعرفون معنى الوطنية، ولم يُشاهدوا الفلسطينيات البريئات اللواتي يقتلهم الاحتلال الإسرائيلي يومياً، ولو فرضنا أن الدقامسة قتل وارتكب جريمة، ألم يمضي فترة عقوبته كاملة، وخرج من السجن دون منيّة أحد، أم أن ذنب “البطولات” ضد "إسرائيل"، جريمة يجب أن يخرج صاحبها من الحياة، حتى ترتاح ضمائر الخونة والعُملاء.

الإعلام الأردني “الخاص” تحديداً، واكب خروج الدقامسة، وأدى واجبه المهني على أكمل وجه، لكن يبدو أن ذلك الإعلام دخل في سُبات عقيم بعدها، مع اختفاء الدقامسة عن الأنظار ولم يجرؤ على طرح تساؤلات “مشروعة”، عن دور حكومة الأردن، والتي يترتّب عليها حماية حياة الجندي الدقامسة.

فماذا يعني أن تقوم عائلته بحمايته، وعدم الإعلان عن مكانه، خشية “تصفيته” من قبل الإسرائيليين، وهم (الإسرائيليون) الذين عبّروا عن ذلك صراحةً وعلانية، دون أي مُراعاة لتواجد الدقامسة على الأراضي الأردنية، وبالتالي يحق له كما أي مواطن أردني أن يهنأ فيما تبقّى له من عُمره، وألا يختفي عن الأنظار، ويعيش حياة الخارجين عن القانون، للأردن سيادة على "إسرائيل" أن تحترمها، وللدقامسة روح عليها أن تحميها، أليس كذلك؟

خالد الجيوسي/ راي اليوم

106-10