اوباما يؤيد مقاربة دبلوماسية مع طهران

الأربعاء ٢٣ سبتمبر ٢٠٠٩ - ١٢:٤١ بتوقيت غرينتش

قال الرئيس الاميركي باراك اوباما في كلمته امام الجمعية العامة للامم المتحدة أن بلاده ستبقى ملتزمة بالخيار الدبلوماسي في التعامل مع ايران.

وبدأت الجمعية العامة للامم المتحدة أعمال دورتها الرابعة والستين في نيويورك بحضور رؤساء وزعماء اكثر من 140 دولة.

واكد اوباما ان بلاده ستواصل سعيها لمنع انتشار الاسلحة النووية مشيرا في الوقت ذاته الى حق جميع الدول في امتلاك تقنية نووية سلمية.

وقال اوباما "انه يؤيد مقاربة دبلوماسية مع كوريا الشمالية وايران تفتح الطريق امام ازدهار اكبر وسلام أكثر أمنا للدولتين اذا ما التزمتا بتعهداتهما"، على حد تعبيره.

كما دعا الرئيس الاميركي الى "عهد جديد من التعاون المتعدد الاطراف" لمواجهة تحديات الكوكب.

وقال اوباما "ان الوقت حان للعالم لاتخاذ وجهة جديدة، ينبغي ان نفتح عهدا جديدا من التعاون المتعدد الاطراف قائما على مصلحة واحترام متبادلين".

واضاف الرئيس الاميركي "ان الخطابات المنعزلة لن تحل مشاكلنا" قائلا: "ان الامم والشعوب كانت لديها مصالح مشتركة في العام 2009 اكثر من اي وقت مضى في تاريخ الانسانية".

واكد الرئيس الامريكي استمرار بلاده في حربها ضد تنظيم القاعدة.

وعلى صعيد التغير المناخي قال أوباما ان تهديدات تغير المناخ خطيرة وملحة ومتزايدة داعيا الى التعاون لمواجهته.

واضاف "ان التاريخ سيحكم على استجابة أجيالنا حيال هذا التحدي، لذا فان فشلنا في التصدي له - بشجاعة وسرعة وسويا - سيجعلنا نجازف بارسال اجيال المستقبل نحو كارثة لا يمكن النكوص عنها".

وحول الصراع الاسرائيلي الفلسطيني جدد الرئيس الامريكي دعمه لحل الدولتين على ان تكونا مستقلتين لانهاء الصراع واعتبر الاستمرار في بناء المستوطنات غير شرعي.

وقال "إن بلاده لا ترى استمرار النشاط الاستيطاني الإسرائيلي شرعيا، وأن الوقت قد حان لاستئناف محادثات السلام الفلسطينية الإسرائيلية بدون شروط".

وأضاف أوباما "ما زلنا ندعو الفلسطينيين لإنهاء التحريض ضد إسرائيل وما زلنا نؤكد أن أمريكا لن تقبل شرعية المستوطنات الإسرائيلية المستمرة".

وفي أول رد فعل فلسطيني على خطاب أوباما، انتقدت الحكومة الفلسطينية في غزة ما جاء في الخطاب واعتبرت اوباما "منحازا بالكامل" للكيان الاسرائيلي.

وقال المتحدث باسم الحكومة طاهر النونو، إن خطاب اوباما "لم يأت بأي جديد في ما يتعلق برؤية واضحة بالصراع في الشرق الأوسط أو إعادة حقوق الشعب الفلسطيني".

وأضاف أن الرئيس الأميركي "كان منحازاً بالكامل للاحتلال الإسرائيلي، وحديثه لا يبشر بإمكانية الوصول إلى إعادة أي من حقوق الشعب الفلسطيني في ظل هذه الإدارة إذا ما استمرت سياساتها الخارجية على هذا النحو".

وتابع ان حديث أوباما عن يهودية كيان الاحتلال الإسرائيلي استجابة للمطالب الإسرائيلية التي تعني بمنتهى الوضوح إنهاء حق العودة بالنسبة للاجئين وعموم الفلسطينيين في الخارج وإسقاط هذا الحق بالكامل .

من جانبه، اعتبر نائب الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين عبد الرحيم ملوح ما جاء في خطاب أوباما فيما يتعلق بالملف الفلسطيني- الإسرائيلي تراجعا عن الشرعية الدولية وقراراتها بشأن حل الصراع، منتقدا حديثه عن يهودية الكيان الإسرائيلي.

وقال، "إن حديث اوباما عن الالتزام بتحقيق السلام الشامل والعادل بين فلسطين وإسرائيل غير كاف، ويجب عليه الالتزام بقرارات الشرعية الدولية فيما يخص حل الصراع".

وأضاف ملوح "إذا أراد أوباما حل الصراع وتحقيق السلام عليه أن يبدي جدية في الضغط على إسرائيل لإلزامها بالاعتراف بقرارات الشرعية الدولية، وليس الضغط فقط على الطرف الفلسطيني صاحب الحق في الاستقلال وإنهاء الاحتلال".

وأكد أن الفلسطينيين يلمسون تراجعا في مواقف الرئيس الأميركي التي أعلنها في خطابه في جامعة القاهرة في حزيران/ يونيو الماضي، مضيفا أن ما يهمهم الآن هو تلبية أوباما لمتطلبات قرارات الشرعية الدولية بما يقوم إلى إنهاء الاحتلال الإسرائيلي وإقامة الدولة الفلسطينية.

وانتقد ملوح حديث أوباما عن إقامة دولتين يهودية وفلسطينية، قائلا "ليس من واجب أي فلسطيني الاعتراف بيهودية دولة إسرائيل، وهو أمر غير قابل للنقاش بالنسبة لنا لأننا نريد إقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس وضمان عودة اللاجئين وإنهاء الاحتلال وليس النقاش بشأن دينية دولة إسرائيل".

وردا على حديث اوباما عن عدم القبول باستمرار شرعية الاستيطان اليهودي، شدد المسؤول الفلسطيني على أن الاستيطان اليهودي بكافة أشكاله غير شرعي ومرفوض فلسطينيا، وهذا هو الموقف الدولي وعبرت عنه قرارات الشرعية الدولية.