الثمن الذي يريده بارزاني مقابل مشاركة البشمرغة بحرب الموصل؟

الثمن الذي يريده بارزاني مقابل مشاركة البشمرغة بحرب الموصل؟
الأربعاء ٢٢ مارس ٢٠١٧ - ٠٥:٤٨ بتوقيت غرينتش

السؤال الأهم الذي يتردد حاليا على السنة الكثيرين في العراق، بل ومنطقة الشرق الأوسط برمتها، هو عما سيحدث بعد هزيمة "الدولة الإسلامية" او "داعش" في الموصل، بعد التقدم الحثيث لقوات الجيش العراقي، ووحدات الحشد الشعبي الداعمة له، الى جانب قوات البشمرغة الكردية، واستعادة هذا التحالف المدعوم أميركيا للكثير من احياء المدينة الشرقية منها او الغربية.

العالم - مقالات

اللافت ان جميع القوى التي تلتقي على هدف اجتثاث "الدولة الإسلامية" (داعش) وانهاء وجودها في الموصل كمقدمة لاخراجها من عاصمتها في الرقة السورية، يرفضون الإجابة على هذا السؤال علنا على الاقل، وهناك شكوك حول وجود خطط او خرائط محددة في هذا الخصوص.

الشخص الوحيد الذي يملك الإجابة، وامتلك الجرأة لاعلانها هو السيد مسعود بارازاني، رئيس منطقة كردستان في شمال العراق، ففي خطابه الذي القاه بمناسبة عيد النوروز قال "ان شعب كردستان قاوم عشرات السنين وصولا الى مقاومة ارهابيي داعش، وها نحن نرى كيف طردتم الإرهابيين ويوم الانتصار النهائي بات قريبا".

وأضاف في فقرة أخرى نعتقد انها الأهم "نتيجة تضحياتكم وتضحيات البشمرغة، يجب ان تسفر هذه التضحيات عن حصولنا على حقنا في تقرير المصير والسيادة على ارضنا، اسوة بشعوب الأرض كافة".

حق تقرير المصير الذي يتحدث عنه السيد مسعود بارازاني هو اعلان قيام الدولة الكردية المستقلة في شمال العراق، كمكافأة للأكراد على قتالهم لجماع "داعش" الارهابية، وتقديم اكثر من الف "شهيد" في المعارك التي خاضتها قوات البشمرغة لاخراجها من جبل سنجار وكركوك، واحياء الموصل الشرقية جنبا الى جنب مع القوات العراقية.

مشاركة الاكراد في هذه الحرب لا يمكن ان تتم دون  مقابل، ولا بد ان هناك ضمانات أميركية وروسية، بان يكون المقابل هو الدولة الكردية المستقلة، وتصحيح خطأ تاريخي بإلغاء معاهدة "سيفرز" عام 1921 التي اكدت على هذا الحق.

سقوط "داعش" قد يعني قيام الدولة الكردية، او يمهد لها، وكل ذلك يتم بقرار اممي واميركي بالدرجة الأولى.

السؤال الجديد هو عما اذا كانت هذه المعادلة الجديدة في مرحلة ما بعد "داعش" ستكون نهاية حرب وبدء أخرى؟.

نترك الإجابة للاشهر المقبلة، وان كنا على ثقة بأن الحروب في المنطقة لن تتوقف في المستقبل المنظور على الأقل.. والأيام بيننا.

راي اليوم

102-2