النفط يلوّح بشرارة حرب بين الكيان الاسرائيلي ولبنان!

النفط يلوّح بشرارة حرب بين الكيان الاسرائيلي ولبنان!
الثلاثاء ٢٨ مارس ٢٠١٧ - ٠١:٥١ بتوقيت غرينتش

أثارت محاولة الكيان الإسرائيلي بسط سيادته على منطقة متنازع عليها في البحر المتوسط، غضب السلطات اللبنانية، فبرزت الخلافات مجدداً بين الجانبين، في حين يحاول كل منهما جذب المستثمرين الأجانب بمجال البترول والغاز إلى الحدود البحرية.

العالم - مقالات وتحليلات

وذكر تقرير نشرته صحيفة فايننشيال تايمز البريطانية، الثلاثاء 28 مارس/أذار 2017، أن ذلك الخلاف حول الحدود البحرية، يأتي في الوقت الذي تتصاعد فيه التوترات بين الكيان المحتل وحزب الله اللبناني، ما يُعَد تذكيراً بالمخاطر الجيوسياسية الإقليمية؛ إذ إن كل من تل ابيب وبيروت تريدان استثمارات في مجال الطاقة، تبلغ قيمتها مليارات الدولارات.

ويعود النزاع القائم بينهما إلى سنوات عدة ماضية، لكنه خرج إلى العلن في الأيام الأخيرة بعد أن تم الكشف عن خطط  حكومة كيان الاحتلال لاقتراح "قانون المناطق البحرية"، الذي من المتوقع أن يسعى لفرض سيادتها على المنطقة المُتنازَع عليها، والتي تدّعي كل من "إسرائيل" ولبنان، أنها جزءٌ من مياهها الإقليمية.

ويقول مسؤولون "إسرائيليون" إنهم يهدفون إلى حل الأمر من خلال الوساطة والحوار، ولكنهم بحاجة أيضاً إلى ضمان حقوقهم بعد القرار اللبناني بضم الأراضي المُتنازع عليها، في جولة الإثبات المُسبق لأهليتها أمام مُستثمري الطاقة العام الماضي. وتحمل المناطق الجنوبية المُتنازَع عليها مع كيان الاحتلال، أفضل الفُرص لاستكشاف النفط والغاز.

وفي هذا السياق، قال وزير الطاقة الإسرائيلي، يوفال شتاينتز، في مقابلة مع صحيفة فايننشيال تايمز: "إن الحكومة اللبنانية اقترحت إصدار بعض التراخيص التي تشمل الأراضي المُتنازَع عليها أيضاً. قبل ذلك، كان الوضع الراهن يَنُص على أنه لا يحق لأحد القيام بأي خطوات تخص المنطقة المُتنازَع عليها".

وكان شتاينتز يسعى للتغلب على ذلك الصراع، ووصفه بأنه "بسيط"، مُشيراً إلى أن متوسط عرض الأراضي الموضوعة قيد المُناقشة، لا يتجاوز 7 كم.

ووصف رئيس مجلس النواب اللبناني، نبيه بري، المنطقة البحرية بأنها "مزارع شبعا البحرية"، في إشارة إلى الأراضي المُتنازع عليها بين البلدين، حيث اشتبكت القوات "الإسرائيلية" مع قوات حزب الله. ومزارع شبعا، هي منطقة تقع على الحدود بين لبنان وهضبة الجولان الخاضعة للسيطرة "الإسرائيلية".

وقال بري للصحفيين اللبنانيين الأسبوع الماضي: "في حال استمرت "إسرائيل" في مؤامرتها التوسعية من خلال الحكومة والكنيست، فإن ذلك يعني أن شرارة الحرب تلوح في الأفق".

وأضاف: "ومن جانبنا نحن، في لبنان، لن نهدأ ولن نقبل بأي تنازلات عن حقوق شعبنا في تلك الموارد، التي تصل قيمتها لدرجة القداسة بالنسبة إلينا".

وقد حاولت الولايات المتحدة من قبل، التوصل إلى حل بين الطرفين؛ إذ لا تجمع بينهما أي علاقات دبلوماسية ولا تتواصلان بشكل مُباشِر.

وقال النائب اللبناني محمد القباني: "إن الولايات المتحدة تحاول التدخل منذ عدة سنوات، ولكن دون فائدة أو وصول لأي نتائج"، مضيفا: "نطالِب بتدخل الأمم المتحدة لتسوية الأمر؛ نريد رسم خط أزرق في البحر، تماماً مثلما يوجد خط أزرق على الأرض" في إشارة إلى ترسيم الحدود بين البلدين.

وقد عانت لبنان كثيراً في محاولاتها لجذب الاهتمام في جولة العطاءات الخاصة بها، للتنقيب عن النفط والغاز.

وبعد انسحاب العديد من شركات الطاقة، أعاد المسؤولون اللبنانيون مؤخراً فتح باب التأهيل المسبق، والذي سيغلق أبوابه مع نهاية شهر مارس/آذار الجاري. وقد تسبب الاقتتال السياسي الذي يجري حالياً بلبنان، في زيادة مخاوف المستثمرين.

وقال أحد رجال الأعمال من شركة إقليمية، إنه يعتقد أن النزاع الجاري يثبط المُستثمرين المُحتملين فيما يتعلق بجولة العطاءات في لبنان.

في حين أكد أحد مسؤولي الطاقة التنفيذيين أن "الأمر خطير وهام للغاية، وتُعد خطورته، من بين أسباب عدم خوضنا تلك العطاءات. لا يستطيع أحد إنكار خطورة الحفر البحري، ماذا عن الانخراط في أراضٍ مُتنازع عليها بين بلدين في حالة حرب؟".

المصدر: هافينغتون بوست عربي

102-3