ماهي استراتيجية واشنطن لمواجهة ايران.. مارتن انديك يجيب؟!

ماهي استراتيجية واشنطن لمواجهة ايران.. مارتن انديك يجيب؟!
الجمعة ٣١ مارس ٢٠١٧ - ٠٨:٣١ بتوقيت غرينتش

ادلى الدبلوماسي الاميركي السابق والصهيوني المعروف مارتن انديك بشهادة امام لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الاميركي حول “الاستراتيجية الاميركية حيال ايران”، وذلك بينما يبحث الكونغرس تبني مشروع قرار جديد ضدها تحت ذريعة برنامجها للصواريخ البالستية وما يسمى "دعمها للارهاب"، وغيرها من الامور.

العالم - مقالات

وقال انديك الذي يعد من ابرز الشخصيات الاميركية الصهيونية (من اصول استرالية ويحمل جنسية الكيان الاسرائيلي ايضا)، ان رسم استراتيجية شاملة ضد ايران يعد “اولوية ملحة”، وذلك لان “طموحات ايران للهيمنة تهدد مصالح الولايات المتحدة وحلفائها بالشرق الاوسط”، بحسب تعبيره.

وتطرق انديك الى عدد من العناصر ضمن ما وصفها “استراتيجية للرد” على ايران، وقال: ان العنصر الاول هو التطبيق الصارم للاتفاق النووي.

واضاف بان العنصر الثاني يتمثل بدعم الحكومة العراقية برئاسة حيدر العبادي وكذلك دعم القوات المسلحة العراقية بينما تقاتل من اجل هزيمة “داعش” واستعادة الموصل وما اسماها “المناطق السنية في العراق”، وبينما شدد على استحالة ازالة نفوذ ايران بالكامل في العراق، اشار الى امكانية مواجهة هذا النفوذ، حسب زعمه.

وتابع انديك  بان عدم انخراط السعودية والدول الخليجية بشكل جاد مع الحكومة العراقية على مدار الاعوام منع من مواجهة نفوذ طهران في العراق. غير انه اضاف بان الزيارة التي قام بها وزير الخارجية السعودي عادل الجبير مؤخراً الى بغداد و”المسعى السعودي للانخراط مع العشائر السنية في العراق” (بحسب انديك)، يبشر بمقاربة جديدة يجب “تشجيعها واستمرارها”.

كذلك قال انديك بشهادته: ان ما اسماها “الميليشيات الشيعية التي تديرها ايران” وفي حال ملأت الفراغ الناتج عن هزيمة “داعش” في العراق، فان ذلك يعني بان ايران قد اتخذت خطوة كبيرة جداً نحو انشاء جسر بري يمتد من ايران الى العراق ومن ثم سوريا ولبنان.

وشدد على ان ذلك يجعل من دعم “الدول السنية” لاي مساعي تقودها اميركا من اجل اعادة اعمار ما تم تدمير في العراق امراً ضرورياّ!

اما العنصر الثالث بحسب انديك، الاستراتيجية الاميركية حيال ايران فيتمثل بالعمل على حل سياسي للحرب على اليمن، واذا اشار الى ان ادارة ترامب تدرس حالياً امكانية تكثيف الدعم العسكري للسعودية والامارات في اليمن، شدد على ان مثل هذه الخطوة لن تكون منطقية الا في حال ترافقت مع استراتيجية دبلوماسية لانهاء الحرب، محذراً من ان الولايات المتحدة قد تنجر الى “المستنقع اليمني”، بالتالي شدد على ان الدعم الاميركي للدول العربية المشاركة في العدوان على اليمن يجب ان يضع شرطاً ينص على ضرورة ان تسعى السعودية للتوصل الى حل سياسي.

هذا فيما قال انديك: ان العنصر الرابع يتمثل بتقليص نفوذ ايران في سوريا، واعتبر بالوقت نفسه ان هذا العنصر يعد الاصعب والاكثر تعقيداً باستراتيجية “الرد” على ايران.

وشدد على ضرورة الاعتراف بان كلا من الولايات المتحدة وروسيا غير قادرتان على تحقيق هذا الهدف في ظل الظروف الحالية، وهوما يستوجب تحديد اهداف “اكثر تواضعاً”.

وتابع بان واشنطن يمكنها على سبيل المثال الضغط على روسيا من اجل منع ايران من الاستفادة من الموانئ البحرية في سوريا، اذ ان سيطرة ايران على ميناء بحري سيمكنها من ارسال السلاح الى حزب الله بسهولة اكبر، بحسب تعبيره.

كذلك شدد انديك على ضرورة دعم الولايات المتحدة للموقف الاسرائيلي الذي يطالب روسيا بالضغط على ايران وحزب الله كي لا تقوم هذه الاطراف “بارسال قواتها الى مرتفعات الجولان”، بحسب تعبيره.

واضاف بان وجود “قوات تابعة لايران وحزب الله” في الجولان يحمل معه خطر فتح جبهة جديدة بوجه "اسرائيل"، وبان ذلك سيشكل تهديدا كبيرا “للحليف الاسرائيلي”.

كما اشار انديك الى اهمية العمل على حل سياسي في سوريا “يؤدي بالنهاية” الى رحيل الرئيس بشار الاسد، مشدداً على اهمية وضع شرط للتسوية السياسية يتمثل بمغادرة جميع “القوات الاجنبية” من سوريا.

وتابع انديك بان العنصر الخامس هو الاستفادة من قدرات الحلفاء الاقليميين ضمن “استراتيجية امنية اقليمية”.

وتحدث عن وجود “استعداد جديد” في المنطقة بهذا الاطار، لافتاً الى ان تركيا على سبيل المثال قامت مؤخراً بتطبيع العلاقات مع “إسرائيل”، بينما دول الخليج (الفارسي) تقوم “بتطوير علاقاتها الامنية مع “إسرائيل”، كذلك قال ان التعاون الامني بين مصر و”إسرائيل” وصل الى مستوى غير مسبوق.

وعليه اعتبر انه “حان الوقت لاختبار استعداد الحلفاء للانضمام معاً في اطار ترتيب امني اقليمي سيسمح لنا جميعاً بتنسيق جهودنا ضد ايران بفاعلية اكبر”.

وقال انديك: ان العنصر السادس يتمثل بالتأسيس للمفاوضات مع ايران حول ما اسماه “طموحاتها وسلوكها بالمنطقة”.

واضاف بان مشروع القرار الجديد بالكونغرس المطالب بفرض عقوبات جديدة على ايران، وكذلك العناصر الخمس الاخرى التي سبق وتحدث عنها، انما تشكل ارضية للانخراط مع ايران في حال نجحت.

وتابع بان المفاوضات مع ايران يجب ان تركز على مساعيها “لتصدير ثورتها والتدخل بشؤون الدول العربية حول المنطقة”، وفقاً لزعمه.

كما قال ان المفاوضات يجب ان تشمل ايضاً ما اسماه “نشاطات ايران الاقليمية المزعزعة للاستقرار ورعايتها للاهارب”، اضافة الى برنامجها للصواريخ البالستية و”نشاطاتها النووية” بعد انتهاء مهلة الاتفاق النووي.

كمل خلف - راي اليوم

2-3