فيلم أميركي يتحدث عن داعش ودرعا قبل 5 سنوات من الأزمة السورية!

فيلم أميركي يتحدث عن داعش ودرعا قبل 5 سنوات من الأزمة السورية!
الإثنين ٠٣ أبريل ٢٠١٧ - ٠٦:٥٢ بتوقيت غرينتش

في عام 1997 أي قبل عشرين عاماً بالتمام، أنتجت هوليود، التي أسسها اليهود، فيلماً من الكوميديا السوداء بعنوان «هز الكلب» من إخراج بيري ليفنسون وبطولة داستن هوفمان وروبرت دي نيرو، وقد وردت على لسان الأخير عبارة يجب على حكام الدول التي تطمع أميركا بثرواتها أن يقفوا عندها طويلاً: «إن الحكومة الأميركية في المستقبل ستخوض حروبها من خلال قوات تخلقها داخل البلد المراد السيطرة عليه ومن خلال وسائل التكنولوجيا الحديثة كالاتصالات والانترنت والميديا ومن خلال خلق حالة من الفوران الشعبي الداخلي وبأيدي زمرة من سكان البلد نفسه».

العالم - سوريا

ولو أمعنا النظر في هذه الفكرة التي يزيد عمرها على عقدين من الزمن لوجدنا أنها تعبر بدقة عن جوهر السياسة التي تطبقها أميركا في منطقتنا منذ ست سنوات.

في مستهل فيلمه الخطير يطرح ليفنسون على المشاهد السؤال الملغوم التالي: «لماذا يهز الكلب ذيله؟». ثم يقدم إجابة ملغزة على سؤاله إذ يقول: «لأن الكلب أذكى من الذيل. ولو كان الذيل أذكى لكان هو الذي يهز الكلب».

لست من أنصار نظرية المؤامرة ولا أريد أن أشجع على الاعتقاد بأن السينما الأميركية تملك القدرة على التنبؤ بالمستقبل، لكن تاريخ السينما له رأي آخر. فقبل ثلاثة أعوام من وقوع أحداث الحادي عشر من أيلول عام 2001 تنبأت هوليود بوقوع تلك الهجمات في فيلم «الحصار» الذي ساهم مكتب التحقيقات الفيدرالي FBI في إنتاجه عام 1998.

وقد شاهدت قبل الشروع بكتابة هذا المقال فيلماً خطيراً بعنوان «كيان الأكاذيب» من إخراج السير ريدلي سكوت وبطولة ليوناردو دي كابريو وإنتاج عام 2008. وهو يتحدث بوضوح على لسان مدير المخابرات المركزية الأميركية عن كيان إرهابي تتطابق صفاته مع داعش قبل تأسيس داعش بخمسة أعوام. يقول مدير المخابرات المركزية: «هؤلاء الناس لا يريدون أن يفاوضوا، أنهم يريدون إقامة الخلافة العالمية على الأرض ويريدون لكل ملحد أن يهتدي أو يموت».

والعجيب في الأمر هو أن صانع الفيلم جاء على ذكر درعا قبل بدء الحرب فيها بخمس سنوات! ففي ختام الفيلم تقوم المخابرات الأميركية والأردنية باختراق الحدود السورية إلى مدينة درعا السورية، بحجة مطاردة قائد تنظيم إرهابي، اسمه الحقيقي كريم الشمس، من مواليد حماة بسورية، كان قد توعد الغرب على اليوتيوب بقوله: «سنضرب عشوائيا وبشكل مستمر عبر أوروبا ثم أميركا بشكل مباشر. لقد نزفنا، والآن سوف ينزفون وينزفون»! وقد تحقق التهديد الذي ورد في الفيلم مؤخراً!

يختلف فيلم «كيان الأكاذيب» عن كل الأفلام التي سبقته بأنه يقارب مشكلة الإرهاب كمنتج غربي، ففي بداية الفيلم يقول قائد المخابرات المركزية الأميركية الذي يؤدي دوره راسل كرو: «لو أبعدنا سيطرتنا على هذا العدو لحظة واحدة، فسوف يتغير بشكل كامل»، وفي هذا اعتراف، غير مباشر، بسيطرة أميركا على الإرهاب التكفيري.

كما يختلف فيلم «كيان الأكاذيب» بنظرته غير السطحية لجذور الإرهاب، فعندما يبرر قائد الإرهابيين قتل المدنيين، يقول له روجر فارس بطل الفيلم: «أنت تسيء تفسير الكتاب الوحيد الذي تؤمن به… أنت إما مؤمن ساذج وإما سياسي فاسد كالرأسماليين الغربيين الذين تحتقرهم. بالنسبة لي أنتم عبيد لشيوخ السعودية ولأموال النفط الوهابي التي يملكونها، وحين تنتهي أموال النفط سيختفي ذكركم من التاريخ».

أومن أن السينمائيين الأميركان لا يملكون القدرة على التنبؤ بالمستقبل، كما أومن أيضاً أن الساسة الأميركان مثل غيرهم لا يعرفون المستقبل، إلا أنهم يحبون الأحلام السينمائية وأظن أن حبهم لها يشجعهم على دمجها في خططهم وتحويلها إلى كوابيس لشعوب العالم!

المصدر: الوطن

106-10

كلمات دليلية :