ملك الأردن يلتقي ترامب بعد السيسي بخلفية عن رؤى البريطانيين..

ملك الأردن يلتقي ترامب بعد السيسي بخلفية عن رؤى البريطانيين..
الثلاثاء ٠٤ أبريل ٢٠١٧ - ٠٥:٠٣ بتوقيت غرينتش

يلتقي ملك الاردن عبد الله الثاني الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في واشنطن اثناء الاستعدادات لكل منهما: الاول للقاء الرئيس الامريكي دونالد ترامب، والثاني لمغادرة واشنطن بعد لقاء مماثل أمس الاثنين.

العالم - العالم الاسلامي

ملك الاردن التقى قبل سفره بسويعات برئيسة الوزراء البريطانية الامر الذي من الممكن انه ناقش ما قد يتم في مئوية وعد بلفور هذا العام، وهنا فمع عمان على الاقل تصورا جيدا عن وجهة النظر البريطانية وكيفية رؤيتها للاوضاع في المنطقة.

حتى اللحظة يبدو أن أجندة اللقاء الثاني لملك الاردن بالرئيس الامريكي مزدحمة، خصوصا والاول يحمل بين يديه توافقات القمة العربية التي عُقدت قبل ايام قليلة في البحر الميت وبمشاركة اكبر حشد من الزعماء العرب، وتمخضت عن توافقات على الاقل على ملفيّ ترامب الاساسيين.

الملف الاول هو ملف مكافحة الارهاب، وهو ما يتوقع ان يبحثه الزعيمان من جانبين الاول الحديث عن محاربة الارهاب في العالم وبالاخص في دولتي جوار مثل العراق وسوريا، خصوصا والاردن كوّن سلسلة انطباعات ايجابية لدى الجارتين في القمة الاخيرة وفعالياتها.

مع العراقيين كان الاردن مضيافا ومتوازنا بالخطاب ما ظهرت نتائجه عبر سلسلة اشارات على الوفد العراقي بالارتياح وعبر شكر اعضائه الوافر للاردن على استقباله القمة، خصوصا وقد وفرت المناسبة الفرصة للعراقيين للخروج من المزيد من العزلة واستئناف العلاقات مع دول اساسية في التحالفات العربية مثل دولة الامارات.

اما السوريون فقد اظهر لهم الاردن مجموعة من الاشارات التي تظهر حسن النوايا وهنا الحديث لا ينقطع عند التصريحات المتعلقة بالمقعد السوري الفارغ، ولا بعلم سوريا الاصلي والرسائل الموجهة لاركان النظام حول التنسيق الذي لا يجب ان ينقطع. هذا حصرا ما جعل دمشق تقرر معاودة استقبال وسائل المواصلات الاردنية وتفرض عليها رسوما، كما الوسائل اللبنانية.

الملف ذاته سيتم بحثه من وجهة نظر الاردن وهو ادراج جماعة الاخوان المسلمين على قوائم الارهاب، وهو بالطبع الامر الذي يسانده الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، بينما تتحفظ عليه عمان، التي فضّت الجماعة بصورتها الاصلية واستعاضت عنها بالحزب التابع لها وهو حزب جبهة العمل الاسلامي الممثل في البرلمان الاردني.

طبعا في السياق، احتاط الحزب المذكور اصلا واعلن سلفا اعادة هيكلته وانتخابات مبكرة بين صفوفه، وهنا يقطع الحزب اي طريق على انقسام داخلي متوقع تحت ذات الشعارات التي طرأت عليه خلال السنوات الماضية، من اختطاف وأردنة وغيرها.

ملف الارهاب اذن سيتناول من جانبين في اللقاء المنتظر والثاني للملك الاردني مع الرئيس الامريكي، اما الملف الثاني فيتوقع له ان يكون ذلك المتعلق بالقضية الفلسطينية، والذي يلعب فيه الاردن ومصر الدوران الاساسيان من وجهة نظر الادارة الامريكية الحالية، وهنا من المتوقع ان تشهد النقاشات تبادلا للرؤى يتوقع منها مقترحا امريكيا على غرار المقترح الذي كان متوقعا من السعودية في القمة، وهو مقترح سيماطل اكثر في تسليم المستوطنات الاسرائيلية الموجودة في الضفة الغربية للفلسطينيين، ويتجنب الحديث عنها مقابل قيام دولة بلا سيادة، وهو ما يتحدث عنه المفكر الاردني الابرز عدنان ابو عودة، باعتباره السياسة الاسرائيلية القائمة على كسب الوقت، وباعتباره يحدث المتغيرات على الارض.

طبعا الملف ذاته بحثه ترامب مع الرئيس المصري الاثنين، الامر الذي لم يظهر منه بعد الكثير، وهو ما من المفترض ان الاخير وضع الملك عبد الله الثاني في صورته بدقة اثناء اللقاء الذي جمعهما، خصوصا وقد اتفق الرجلان بالاضافة للرئيس الفلسطيني محمود عباس بعد انتهاء القمة العربية مباشرة على ان يتم التنسيق بين ثلاثتهم في المواضيع المطروحة.

طبعا في تتبع السياسة، يبدو ان مربط الفرس يكمن تحديدا في الجانب المتعلق في القضية الفلسطينية وهنا الحديث ليس فقط على تسوية تدعمها السعودية وغيرها من وراء الكواليس وقد تزيد واحدة على التسويات العربية التي تتم على حساب الشعب الفلسطيني، وانما عن احراج للأردن الذي فضّل مليكه منذ بدء ظهور ملامح التسوية بقاءه خارجها وترك زمام القضية للفلسطينيين ولقرارهم.

بكل الاحوال، ليس الملفين المذكورين الوحيدين على الاجندة الامريكية الاردنية المشتركة، فعمان تعاني منذ مدة من تجمد المساعدات الامريكية كما من تسرب رأس المال والمنظمات الامريكية الى خارجها، وهنا الحديث يشمل التنسيقين العسكري والاستخباري ايضا.

أجندة اللقاء الكاملة، وان لم يعلن عنها في التصريحات الاعلامية للجانبين ستتم ترجمتها لاحقا، وهنا طبعا يبدو ملك الاردن مصرّا تماما على  الالتزام بدوره كرئيس للقمة العربية وبالتالي الالتزام بكل ما ورد بإعلان عمان.

فرح مرقه / راي اليوم

109-3