معارض سعودي يتهم الرياض بالتدخل الواسع في حرب صعدة

الجمعة ٢٥ سبتمبر ٢٠٠٩ - ٠٣:٥٦ بتوقيت غرينتش

اتهم معارض سعودي حكومة بلاده بالتورط في حرب صعدة في اليمن الى ابعد الحدود، مشيرا الى ان آل سعود يعتبرون اليمن شأنا سعوديا خالصا ولا يجب ان يتدخل او يتحرك اي طرف فيه دون اشارة واذن منهم.

وقال المعارض السعودي فؤاد ابراهيم يوم الخميس، في تصريح خاص لقناة العالم الاخبارية ضمن برنامج "الحقيقة اين": ان توصية الملك السعودي المؤسس عبد العزيز لابنائه بان "خيركم وشركم من اليمن"، اسست لنوع غير متكافئ من العلاقة بين السعودية واليمن، وابقت الاخيرة مرصودة في السياسة السعودية على المستوى السياسي والعقائدي.

واضاف ابراهيم: ان الرياض تحركت دائما في اي مناسبة داخلية في اليمن وقد تم ارتكاب مجازر خلال الاربعينيات من القرن الماضي خلال الانتفاضات اليمنية على ايدي السعوديين، كما تم تدبير انقلابات بليل باموال سعودية في الستينيات ضد عهد الامامة وغيرها.

وتابع: كما انفقت السعودية مليارات الدولارات من اجل احداث انقسام وانشقاق في اليمن منذ منتصف التسعينيات، لتحويل قسم كبير من اليمنيين الى المذهب الوهابي لمواجهة المذهب الزيدي الغالب، مشيرا الى وجود تعايش سلمي قبل ذلك في اليمن.

واعتبر ابراهيم ان ما كشف عنه الحوثيون من اسرار التدخل السعودي لم يكن الا قليلا من كثير، مؤكدا ان تورط السعودية واضح في حرب صعدة، ويكفي لذلك زيارة علي عبد الله صالح الى الامير سلطان بن عبد العزيز الذي يعتبر المسؤول عن الملف اليمني في الادارة السعودية، على حد تعبيره.

واشار ان مبررات الحوثيين لدخولهم النزاع ضد السلاطات منذ عام 2004 هو التمييز على قاعدة مذهبية وقبلية ومناطقية في اليمن، الامر الذي انتقل الى اليمن من السعودية، متهما الاخيرة بافشال اتفاق الدوحة الذي عقد بين صنعاء والحوثيين في عام 2008، ما يعني انه لايراد لاي اتفاق بين الطرفين ان ينجح.

وقال هذا المعارض السعودي: ان آل سعود يعتبرون اليمن شأنا سعوديا خالصا ولا يجب ان يتدخل او يتحرك اي طرف فيه دون اشارة واذن من الرياض، معتبرا ان التحرك المشروع للحوثيين هو من اجل المطالبة برفع التمييز والمشاركة في الحكم والثروة.

وشدد على ان ما يعاني منه الحوثيون في الشمال يعاني منه اهل الجنوب اليمني ايضا من تمييز وتهميش وعدم التكافؤ والمساواة على المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، محملا الحكومتين اليمنية والسعودية المسؤولية الكبرى عما يجري.

ورفض ابراهيم ان يكون اليمن مستقرا قبل الحرب الاخيرة في صعدة وان ما قام به الحوثيون قد احدث زلزلة للمعادلة القائمة في البلاد، معتبرا ان اليمن واوضاعه جزء من المنطقة التي يملأها المستبدون من المحيط الى الخليج وهي السبب في عدم الاستقرار فيها، حسب قوله.

كما رفض ان يكون الحوثيون هم من خرقوا وكسروا اتفاق الدوحة 2008 مع صنعاء، مشيرا الى ان الحكومة اليمنية خرقت وقف اطلاق النار عدة مرات بعد الاتفاق ونكثت بتعهدها باطلاق سراح الف اسير من الحوثيين وعدت باطلاقهم خلال شهر من توقيع الاتفاق، مشيرا الى ان الحكومة واصلت الاعتقالات بعد ذلك.

واكد ابراهيم ان الايام ستكشف عما وصفه بانه سيزكم الانوف حول حقيقة التورط السعودي في النزاعات في المنطقة خاصة في العدوان الاخير على غزة.

واعتبر ان الحرب في صعدة وصلت الى مرحلة كسر العظم، بسبب اصرار الحكومة اليمنية على ازالة الحوثيين ومطالبهم، مؤكدا ان الازمة لا تحسم بالمزيد من الشروط التي تضعها الحكومة في صنعاء وانما باتفاق داخلي وطني دون تدخل اقليمي خاصة من السعودية.

واشار الى ان الحكومة انسحبت في النهاية عما وضعته من شرط باطلاق بعض الرهائن التي ادعت ان الحوثيين يحتجزونهم، وذلك بعد ان انكشف امرها وتبين ان ذلك انما هو مجرد مسرحية لاستمالة الرأي العام الداخلي والخارجي.

وانتقد المعارض السعودي فؤاد ابراهيم السكوت الاميركي والغربي ازاء ما يجري في اليمن واعتبارهم ذلك في اطار مكافحة الارهاب، الامرالذي استغلته الحكومة اليمنية لتحريك الغرب باتجاه دعمه في هذه الحرب التي تحولت الى مجازر ضد المدنيين الذين سقطوا في العراء بالاسلحة السعودية.