شكراً ترامب.. شكراً واشنطن

شكراً ترامب.. شكراً واشنطن
السبت ٠٨ أبريل ٢٠١٧ - ٠٤:٢٢ بتوقيت غرينتش

" Thanks Trump, Thanks Washington"، هكذا بدأ احد المستعربين او احد المغفلين لقائه مع قناة تلفزيونية استضافته ليعلق على الضربة الاميركية على سوريا.

الضيف غير الكريم وجه الشكر للولايات المتحدة ورئيسها دونالد ترامب، على ضرب عاصمة عربية هرعت لنجدتهم عندما قام صدام حسين باحتلال بلده الكويت. هذا الضيف وصل معه الامر ليطالب ترامب بقصف القصر الجمهوري في دمشق ايضا، ولم يجرؤ على المطالبة بوقف القصف الامريكي على المدنيين في سوريا والعراق بعد ان اعترفت واشنطن نفسها بان طائراتها قتلت مدنيين في البلدين، او بوقف القصف الاسرائيلي على الفلسطينيين، او بفك الحصار عنهم، ونسى او تناسى القصف والحصار "العربي" على اليمن، وكان المواطن العربي درجات درجة اولى ودرجة ثانية، واناس دون تصنيف اساسا.

العدوان الاميركي على سوريا اعاد للاذهان موقف الملك السعودي فيصل بن عبد العزيز، الذي يتغنى السعوديون ومن معهم بموقفه بحرب 73، وهذا الموقف المشبوه اساسا، عندما هدد بوقف امداد النفط للغرب، وطبعا لم يفعل ذلك، بل اعطاهم حجة ليسيطروا عليه بشكل كامل على عائداته. هذا الملك بعد ان واجه مصر في عام الف وتسعمائة واثنين وستين في اليمن، اثناء دعم الرياض لفلول القوات الملكية، ودعم القاهرة للثورة اليمنية، وجد نفسه الملك فيصل في موقف قد يفقده عرشه وعرش من حوله، فما كان عليه غير مطالبة الرئيس الاميركي ليندون جونسون بطلب العون ولكن ليس اي عون، طالبه بان تحتل اسرائيل مصر، نعم هذا ما حدث فعلا، وفيما يلي نص الرسالة كاملة بحسب ما جاء في كتاب "عقود من الخيبات" للمؤلف حمدان حمدان.. وقد جاء في رسالة الملك فيصل بتاريخ 27 ديسمبر1966 والتي تحمل رقم 342 من أرقام وثائق مجلس الوزراء السعودى ما يلي:

"من كل ما تقدم يا فخامة الرئيس، ومما عرضناه بإيجاز يتبين لكم أن مصر هى العدو الأكبر لنا جميعا، وأن هذا العدو إن ترك يحرض ويدعم الأعداء عسكريا وإعلاميا، فلن يأتي عام 1970 - كما قال الخبير في إدارتكم السيد كيرميت روزفلت - وعرشنا ومصالحنا في الوجود.. لذلك فأنني أبارك، ما سبق للخبراء الأمريكان في مملكتنا، أن اقترحوه، وهو ان تقوم اميركا بدعم اسرائيل بهجوم خاطف على مصر، تستولي به على اهم الاماكن الحيوية في مصر، لتضطر بذلك لا لسحب جيشها صاغرة من اليمن فقط، بل لاشغال مصر باسرائيل عنا مدة طويلة لن يرفع بعدها اي مصري رأسه خلف القناة".

نعم هذه هي الحقيقة، السعودية كانت خلف النكسة في عام 67، الرياض كانت خلف احتلال القدس والجولان السوري وسيناء المصرية.

العدوان الاميركي على سوريا، فضح الجميع وعراهم، حيث تم فضح المعارضة السورية التي تقف مع الاميركي والاسرائيلي في ضرب بلدها، وفضح تركيا والسعودية وقطر وغيرهم من الدول العربية والغربية التي لطالما تشدقت بكلمة ان الحل السياسي هو الحل الوحيد للازمة السورية، ولكن عند اول امتحان سقطت في نواياها السيئة.

ولكن هذا العدوان كشف عن قوة الدولة السورية وجيشها، حيث بعد ساعات قليلة عادت قاعدة الشعيرات في حمص، الى عملها الطبيعي وعادت لقصف مواقع الارهابيين، وهذا الامر بنسبة للواقع العسكري مستحيل، لان صاروخ الـ"توماهوك" مدمر لدرجة غير متوقعة، اذا كيف تقلع الطائرات مرة اخرى وكأن شيئا لم يكن؟

ولكن الاهم من ذلك كشف عن عمق وصلابة التحالف السوري - الروسي، الذي لطالما حاولوا التحدث عن وجود خلافات بين الدولتين ولكن الحقيقة كشفت عكس ذلك، ولعله لم يعد خفيا على احد ان منظومات الدفاع الجوي الروسية عملت واسقطت 36 صاروخا اميركيا، حيث اعلنت واشنطن انها اطلقت 59 صاروخا ولكن ما سقط هو 23، اذا اين الـ36 صاروخا!

لنسئل منظومات الدفاع الجوي الروسية او حتى السورية اين هي؟!

* ابراهيم حمدي شير