بوتين سيزوّد سوريا بصواريخ تسقط كل هدف جوي

بوتين سيزوّد سوريا بصواريخ تسقط كل هدف جوي
الأحد ٠٩ أبريل ٢٠١٧ - ٠٥:٥١ بتوقيت غرينتش

العدوان الأميركي بـ48 صاروخ توماهوك، ضد مطار الشعيرات العسكري في ريف حمص، ما زال يحظى بالاهتمام الاول على الصعيدين الاقليمي والدولي وسط توتر في العلاقات بين واشنطن وموسكو قبل زيارة وزير الخارجية الأميركي تيلرسون الى موسكو الاسبوع المقبل، ويبقى البارز قيام الجيش السوري باستئناف العمل في المطار، وانطلقت عدة طائرات سورية من نوع «سوخوي 22» ونفذت غارات في ريف ادلب بعد تفقد رئيس اركان الجيش السوري للمطار.

الاتصالات السياسية المكثفة لم تنجح في تخفيض حدة التوتر حيث تخـيم اجواء الحرب الباردة على العلاقات بين روسيا وواشنطن. في ظل تهديد روسي بتزويد الجيش السوري بأسلحة متطورة وصواريخ قادرة على صدّ أي هجوم.
فيما قال المتحدث باسم البيت الأبيض شون سبايسر إن الضربة الجوية التي استهدفت القاعدة الجوية في مطار الشعيرات بريف حمص (وسط سوريا) رسالة قوية لبقية العالم. ووصفها بالحازمة والمبررة والمناسبة.
وأضاف سبايسر في أول إيجاز صحفي منذ الضربة العسكرية أن الرئيس دونالد ترمب يعتقد أن الحكومة السورية يجب أن تتقيد بالتزاماتها بعدم استخدام الأسلحة الكيميائية.
كما أشار إلى أن الولايات المتحدة وروسيا قد يكون لديهما التزام مشترك في هزيمة تنظيم الدولة الإسلامية بالتزامن مع الاتفاق على ضرورة تجنب استخدام الأسلحة الكيميائية من نظام الأسد.
وكان مسؤولون أميركيون قد أشاروا إلى أن الهدف من الضربة ليس السعي لتغيير النظام بقدر ما هو حث الرئيس السوري بشار الأسد على تغيير سلوكه.
بدورها، قالت المندوبة الأميركية في مجلس الأمن الدولي نيكي هايلي إن إيران وروسيا تدعمان النظام السوري لإخفاء جرائمه.
وأضافت أن الوضع تغير بعد الضربات الأخيرة، وأن الأسد لن يتمتع بحماية بعد الآن، مضيفة أن بلادها على استعداد لتوجيه ضربات أخرى إلى مواقع النظام السوري.
وقد استهدفت الضربة العسكرية الأميركية غير المسبوقة القاعدة الجوية التي انطلق منها الهجوم الكيميائي لقوات النظام على بلدة خان شيخون في ريف إدلب شمال سوريا وأدى إلى مقتل مئة مدني وإصابة أربعمئة آخرين.
وأظهرت صور عبر الأقمار الصناعية دمارا كبيرا في قاعدة الشعيرات الجوية. وقالت مصادر أميركية إن الضربة أدت إلى تدمير نحو عشرين طائرة تابعة للنظام. وكان البنتاغون أعلن أنه تم استهداف الطائرات ومحطات الوقود وكل ما له علاقة بالطيران السوري في  القاعدة.

رد روسي

في المقابل، قللت وزارة الخارجية الروسية في شأن الضربة الأميركية لسوريا، وقالت إنها «ليست إستراتيجية وإنما محاولة لإثبات الذات في ظل الصراع السياسي الداخلي العنيف».
وفي وقت سابق، قالت وزارة الدفاع الروسية إنها أبلغت الملحق العسكري الأميركي في موسكو بإيقاف العمل ببروتوكول التنسيق مع الولايات المتحدة لمنع الحوادث الجوية فوق سوريا بدءا من منتصف الليلة الماضية، كما أعلنت وزارة الدفاع الروسية أنها ستعزز الدفاعات الجوية السورية لحماية المنشآت الحيوية.
من جهة أخرى، اعلنت قيادة الأسطول الروسي عن توجه الفرقاطة الصاروخية الأميرال غريغوروفيتش المزودة بصواريخ كاليبر إلى سوريا.
وقرر الرئيس الروسي بوتين تسليح الجيش السوري بصواريخ مضادة للطائرات ولصواريخ توماهوك كروز الاميركية وان الجيش السوري سيسقط كل هدف جوي يقوم بغارة على سوريا وهذه أول مرة تفتح روسيا مخازنها لسلاح فعال ودقيق وتشحنه جواً إلى سوريا لوضعه على الاراضي السورية والدفاع ضد الغارات والصواريخ الاميركية التي تطير مثل الطائرات من نوع توماهوك كروز.
لكن رئيس لجنة الشؤون الدولية بمجلس الاتحاد الروسي، قسطنطين كوساتشوف، صرح بأن روسيا لن تنجر إلى عمليات عسكرية ضد الولايات المتحدة في سوريا، إن لم يكن هناك خطر مباشر على العسكريين الروس.
وكتب كوساتشوف في صفحته على موقع «فيسبوك»: «برأيي هذا لا يعني أن الطيران الروسي سينجر إلى عمليات عسكرية ضد الولايات المتحدة ومن يدعمها، في حال لم يكن هناك خطر مباشر على عسكريينا في سوريا».
واعتبر كوساتشوف أن تعليق العمل بالمذكرة الروسية - الأميركية لمنع وقوع حوادث وأمن التحليقات في سوريا كان خطوة طبيعية.
وقال: «لا يمكن أن تكون هناك آليات قانونية لدعم أعمال غير قانونية. ومن خلال ضربتها على قاعدة القوات السورية في حمص وضعت الولايات المتحدة نفسها خارج الاتفاقيات الدولية لمكافحة الإرهاب، وارتكبت عملين خطيرين في آن واحد».

روحاني: لتحقيق دولي محايد

من جهته، دعا الرئيس الإيراني حسن روحاني إلى إجراء تحقيق محايد في هجوم شهدته سوريا الأسبوع الماضي ويشتبه بأنه بأسلحة كيماوية محذرا من أن الضربات الصاروخية التي نفذتها الولايات المتحدة ردا عليه قد تؤدي إلى تصعيد التشدد في المنطقة.
وأضاف في كلمة ألقاها يوم «نطالب بكيان دولي محايد لتقصي الحقائق... لمعرفة من أين أتت هذه الأسلحة الكيماوية».
لكن روحاني كتب في تغريدة عن الضربات الصاروخية «أدعو العالم إلى رفض مثل هذه السياسات التي لا تجلب إلا الدمار والمخاطر للمنطقة والعالم».
وأضاف «العدوان الأميركي على الشعيرات (القاعدة الجوية) يقوي التطرف في المنطقة والإرهاب وغياب القانون وانعدام الاستقرار في العالم ويجب إدانته».

تيلرسون: مدرج مطار الشعيرات لم يكن هدفا

بالمقابل، قال وزير الخارجية الأميركي، ريكس تيلرسون، إن مدرج مطار الشعيرات في حمص لم يكن هدفا للقصف الصاروخي ولذلك بقي صالحا للاستخدام.
وأضاف تيلرسون أن الضربات الأميركية أصابت أهدافا تابعة للقوات الجوية السورية ودمرتها.
تجدر الإشارة إلى أن ناشطين تحدثوا عن إقلاع  طائرات حربية سورية من قاعدة الشعيرات وشنها ضربات جوية على مناطق يسيطر عليها المسلحون في ريف حمص الشرقي.
ونقلت وكالة «رويترز» عن ناشطين سوريين قولهم إن قاعدة الشعيرات الجوية، التي تعرضت فجر الجمعة لضربات الصواريخ المجنحة الأميركية، استأنفت عملها وأقلعت منها طائرات حربية سورية.
وذكر نشطاء أن حجم الأضرار التي لحقت بقاعدة الشعيرات غير واضحة بشكل كامل، لكن الطائرات الحربية السورية «فعلت المستحيل» من أجل مواصلة استخدامها في طلعات جوية.
كما تحدثت وسائل إعلام عربية عن أن «طائرتين عسكريتين أقلعتا من داخل مطار الشعيرات الذي عاد إلى الخدمة بشكل جزئي وشنتا غارات على ريف تدمر».
كما أبلغ وزير الخزانة الأميركي ستيف منوتشين الصحفيين أنه يعتزم إعلان عقوبات اقتصادية إضافية على سوريا في المستقبل القريب في إطار الرد الأميركي على هجوم بغاز سام تقول الدول الغربية إن حكومة الرئيس السوري بشار الأسد نفذته.
وقال منوتشين «نتوقع أن تلك (العقوبات) ستستمر في أن يكون لها تأثير مهم على منع الناس مع الدخول في تعاملات تجارية معهم. العقوبات مهمة للغاية وسنستخدمها لتحقيق أقصى تأثير».
كذلك قدم أعضاء مجلس الشيوخ الأميركي مشروع قانون يقضي بتأسيس «محكمة هجينة» بشأن سوريا.
وجاء في الوثيقة التي تم نشرها، تحت إسم «قانون محاسبة المسؤولين عن جرائم حرب في سوريا لعام 2017»، أن «محكمة هجينة تعني محكمة جنائية مؤقتة، ستضم حقوقيين محليين وأجانب، وقضاة وغيرهم من الخبراء، الذين سيحاكمون أشخاصا يشبه بارتكابهم جرائم حرب أو جرائم ضد الإنسانية أو الإبادة الجماعية».
وأوضح أحد أصحاب المشروع، السناتور الجمهوري ماركو روبيو، أن هذه المبادرة تهدف إلى «ضمان محاسبة المسؤولين عن انتهاك حقوق الإنسان بحق السوريين الأبرياء».
ويقترح أصحاب المشروع، وهم مشرعون عن الحزبين الجمهوري والديمقراطي الأميركيين، على وزير الخارجية الأميركي، ريكس تيلرسون، وهيئات فدرالية أخرى، دراسة إمكانية تأسيس «آلية قانونية انتقالية لسوريا»، بما في ذلك «الحكمة الهجينة» الآنفة الذكر.
وينص المشروع أيضا عن تقديم الدعم للأشخاص والمؤسسات التي تبحث عن المشتبه بهم في ارتكاب جرائم حرب، والجرائم ضد الإنسانية والإبادة الجماعية، إلى جانب جمع وتوثيق الأدلة، وحماية شهود العيان.

مكاسب شركات الدفاع الأميركية

الى ذلك، ارتفعت أسهم شركات الدفاع الأميركية، ومنها «رايثيون» المصنعة لصواريخ «توماهوك كروز»، يوم الجمعة عقب الضربات الصاروخية الأميركية على قاعدة الشعيرات الجوية في وسط سوريا.
وصعدت أسهم قطاعي الدفاع والطاقة. وعلى ما يبدو فإن المستثمرين يراهنون على أن قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب سيعني أن البنتاغون سيسعى لشراء المزيد من صواريخ توماهوك كروز، وفقا «CNN Money».
وكانت وزارة الدفاع الأميركية قد طلبت مبلغ 2 مليار دولار على مدى 5 سنوات لشراء أربعة آلاف من تلك الصواريخ للبحرية الأميركية في ميزانيتها المالية للعام 2017، في شباط الماضي.
وتظهر بيانات وكالة «بلومبرغ» أن سهم شركة «رايثيون» أغلق يوم أمس الجمعة عند 152.96 دولاراً بزيادة نسبتها 1.47% أو 2.21 دولار عن سعر الإغلاق السابق.
ولم تكن «رايثون» شركة الدفاع الوحيدة التي ارتفعت أسهمها. إذ صعدت أسهم شركة «لوكهيد مارتن» الأميركية، التي تشترك مع «رايثيون» بنظام قاذفة صواريخ «الرمح» وكذلك صواريخ «هيلفاير».
وأنهت «لوكهيد مارتن» التعاملات مرتفعة بنسبة 1.17% أو 3.12 دولار عند 270.23 دولاراً للسهم الواحد. كما صعدت أسهم شركة «جنرال ديناميكش» بنسبة 0.93%، وشركة «نورثروب غرومان» بنسبة 0.90%.

أطباء سويديون: تم قتل الأطفال السوريين عمدا

وكشفت منظمة «أطباء سويديون لحقوق الإنسان» (SWEDRHR) خداع ما يسمى بالـ «الخوذ البيضاء»: من يسمون أنفسهم منقذين وطوعيين لم ينقذوا الأطفال السوريين بل على العكس قاموا بقتلهم لأجل تصوير مقاطع إعلامية أكثر واقعية.
وبحسب الفيديو، أوضح الأطباء السويديون أنه تم تخدير الطفل بمخدر عام ويظهر الطفل وهو يحتضر بسبب زيادة جرعة المخدر، ولم تظهر على الأطفال أي أعراض تسمم بالغازات الكيميائية.. لقد كانت جريمة قتل مصورة على أنها عملية إنقاذ.

خروج المسلحين من حي الوعر

على صعيد آخر، استؤنف صباح امس خروج الدفعة الرابعة من المسلحين وبعض أفراد عائلاتهم الرافضين لاتفاق المصالحة من حي الوعر بمدينة حمص، تمهيدا لإخلائه من السلاح والمسلحين.
وذكرت وكالة «سانا» أن 3 حافلات خرجت من حي الوعر وعلى متنها 45 من المسلحين وعدد من أفراد عائلاتهم.
ونقلت الوكالة عن محافظ حمص، طلال البرازي، قوله إن خروج الدفعة الرابعة «يسير وفق البرنامج المخطط له ولا يوجد أي عقبات، حيث من المقرر اليوم خروج أكثر من 400 مسلح والبعض من أفراد عائلاتهم الرافضين لاتفاق المصالحة باتجاه الريف الشمالي الشرقي».
وكان 836 مسلحا مع بعض عائلاتهم قد خرجوا، السبت الماضي، باتجاه ريف إدلب، في إطار تنفيذ اتفاق المصالحة بحي الوعر، في حين تمت تسوية أوضاع المئات بموجب مرسوم العفو رقم 15 للعام 2016.
وتم، في الـ 13 من الشهر الماضي، التوصل لاتفاق المصالحة في حي الوعر، والذي يمتد تنفيذه 6-8 أسابيع، يكون الحي في نهايتها خاليا من جميع المظاهر المسلحة بعد خروج المسلحين الرافضين للاتفاق مع عائلاتهم وتسوية أوضاع المسلحين الباقين.

المصدر: الديار

4

تصنيف :