ماذا يعدّ نتنياهو وترامب؟

ماذا يعدّ نتنياهو وترامب؟
الأربعاء ١٢ أبريل ٢٠١٧ - ٠٨:٤٢ بتوقيت غرينتش

يبدو أن التاريخ يريد أن يعيد نفسه بشكل جديد في عام 2017، ففي تشرين الثاني 1917 صدر وعد بلفور البريطاني لمنح فلسطين للحركة الصهيونية بهدف إقامة وطن قومي لليهود فيها، ووافق عليه وصدقه عام 1919 الأمير فيصل ابن الشريف حسين في وثيقة وقعها مع حاييم وايزمان رئيس الحركة الصهيونية، وظهر الاثنان في صورة مشتركة منذ ذلك الوقت.

العالم - مقالات

في النهاية سجل تاريخ القرن العشرين إنشاء الكيان الاسرائيلي عام 1948 على 78 بالمئة من مساحة فلسطين المقررة من بريطانيا، من حدود نهر الأردن حتى ساحل البحر، ومن جنوب رأس الناقورة حتى حدود غزة مع مصر، وحتى تشرين الثاني المقبل للعام 2017 يكون قد مرّ قرن من الزمن على هذا الوعد، ويبدو أن واشنطن تسعى من خلال رئيسها الجديد دونالد ترامب إلى استكمال ما وعد به بلفور بالموافقة على خطة الحركة الصهيونية باستكمال ضم معظم ما تبقى من مساحة فلسطين في الضفة الغربية إلى السيادة الإسرائيلية تمهيداً لفرض إسرائيل كـ«دولة يهودية» على كامل مساحة فلسطين باستثناء قطاع غزة، حيث يراد اعتماده كأراضٍ للدولة الفلسطينية المقبلة بموجب الحل القائم على وجود دولتين إحداهما الكيان الاسرائيلي والأخرى فلسطين التي ترفض "إسرائيل" منحها أي أراضٍ في الضفة الغربية المحتلة.

في هذه الأوقات يعد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خطة يريد من خلالها الاحتفال في تشرين الثاني 2017 بمئوية وعد بلفور، بتقديم إنجاز يضعه مع حاييم وايزمان أول رئيس لكيان إسرائيل، ومع ديفيد بن غوريون كأول رئيس حكومة إسرائيلية يستكمل دولته الصهيونية بالإعلان عن منحهم أراضي الضفة الغربية لتوسيع حدود كيانه.

فنتنياهو يدرك أن مناسبة 100 عام على أول وثيقة بريطانية استعمارية تؤسس كيان إسرائيل لا يمكن أن تتكرر إلا بعد مئة عام أخرى لن يكون فيها موجوداً.

أما ترامب فقد ظهر جلياً أنه على استعداد للقبول بكل ما تريده وتطرحه حكومة نتنياهو وجسد ذلك عملياً حين قال أمام العالم: «لا يهم أن تكون هناك دولتان أو دولة واحدة» وحين اختار أهم ثلاثة يهود أميركيين في إدارته بالنسبة لمستقبل المفاوضات مع السلطة الفلسطينية وهم: ديفيد فريدمان سفيراً لإسرائيل، وجيسون غرينبلات المبعوث الخاص لعملية التسوية في الشرق الأوسط، وجاريد  كوشنير المستشار لشؤون الشرق الأوسط، ولذلك يتوقع بعض الوزراء الإسرائيليين بأن يشهد الاحتفال بمئة عام على وعد بلفور في 2 تشرين الثاني 2017 افتتاح السفارة الأميركية في مدينة القدس المحتلة كاعتراف أميركي، وربما بريطاني، بأنها عاصمة "إسرائيل" لأن فريدمان ألمح للبعض بهذا الجدول الزمني المقبل.

ولكي يحقق ترامب ونتنياهو هذه الأحلام الإسرائيلية التي ستتحول إلى كوابيس لشعب فلسطين يتحدث بعض الصحفيين الإسرائيليين عن القمة العربية التي حضرها بشكل غير مسبوق عن القمم العربية التي عقدت في السنوات الماضية، معظم الرؤساء والملوك المدعوين، وكأنها القمة التي سيكون من آثارها التوصل في الأشهر المقبلة إلى تطبيع تمهيدي بين عدد من الدول العربية و"إسرائيل".

إن هذا الاحتمال يعززه اهتمام ترامب بالاجتماع بالملك عبد الله الثاني الأردني مرتين قبل القمة وبعدها، إضافة إلى الاجتماع المقبل مع رئيس السلطة الفلسطينية، ويشير الإسرائيليون إلى أن قمة عمان في 29 آذار الماضي كانت أول قمة «تمتنع عن التطرق إلى حدود إسرائيل المقبلة إذا تحقق السلام معها بموجب المبادرة العربية».

تحسين الحلبي - الوطن

2-4