«جيش الإسلام يكتسح القطاع الأوسط ويُقهقر منافسيه»

«جيش الإسلام يكتسح القطاع الأوسط ويُقهقر منافسيه»
الثلاثاء ٠٢ مايو ٢٠١٧ - ٠٦:١٧ بتوقيت غرينتش

البندقية سيدة الكلمة في معظم نزاعات الميلشيات المسلحة في سورية، حتى وإن كانت تلك النزاعات ضمن الجسد والإيديولوجية الموحّدة؛ فالمصالح والأهداف البعيدة والمكاسب المادية فوق كل الاعتبارات.

تنظيم "جيش الإسلام" المدعوم سعودياً أكبر وأقوى تنظيمات الغوطة الشرقية لم ينسَ ما حلّ به قبل عام بتاريخ ٢٨ / ٤ / ٢٠١٦ فقد اجتمع عليه أخوة العقيدة من تنظيمات "فيلق الرحمن، و جبهة النصرة، وفجر الأمة، و أحرار الشام" وهاجموه في بلدات مديرة ومسرابا وسيطروا على مخازن كبيرة للذخيرة والعتاد، واستمرّت المعارك قُرابة الشهرين قُتل على إثرها المئات من المسلحين، سبقها حرب اغتيالات صفّت العشرات من القادة والمسؤولين لتلك التنظيمات.

شنّ تنظيم " جيش الإسلام" بتاريخ ٢٨ / ٤ / ٢٠١٧ هجوماً موسّعاً مدعوماً بالمدرّعات والدبابات على مقرات ومواقع التنظيمين المتحالفين "فيلق الرحمن" و "جبهة النصرة" في القطاع الأوسط للغوطة الشرقية من محور مسرابا-عربين بالتزامن مع هجوم مماثل انطلق من منطقة المرج، وخلال ساعات قليلة سيطر "جيش الإسلام" على كامل بلدات عربين و حزة وكفر بطنا وحمورية وبيت نايم والأفتريس والمحمدية وحاصر مقرّاتهم في حوش الأشعري ومحيط حزة.

وبحسب مصادر "دمشق الآن" في الغوطة الشرقية: فقد سيطر جيش الإسلام على أكبر مخازن ومستودعات الأسلحة والذخيرة لفيلق الرحمن، وسيطر على معظم مقدرات اللواء ٤٥ التابع له كما سيطر على مخازن تحوي آلاف قذائف الهاون تتبع لتنظيم "جبهة النصرة" وتم قتل وأسر العشرات وتصفية بعضهم من قادة ومسلحين فيلق الرحمن وجبهة النصرة.

ليُصدر بعدها "جيش الإسلام" بياناً يوضح سبب الهجوم والذي بحسب زعمه كان لتمادي "جبهة النصرة" واعتقال عدد من عناصره ومصادرة أسلحتهم أثناء توجههم للقتال في القابون.

وبحسب خبراء عسكريين فإن هجوماً بهذا الحجم يحتاج لأشهر من الحشد والتخطيط، وأصدر بياناً آخراً قال فيه أنه وبساعات تمكّن من القضاء على معظم قوة جبهة النصرة في الغوطة الشرقية، وقد أصدرت جميع الفصائل والفعاليات داخل الغوطة بيانات شجبت فيها هجوم جيش الإسلام ودعته للإنسحاب إلى مواقعه السابقة.

خرجت بعض المظاهرات في مدن وبلدات القطاع الأوسط من الأهالي المبايعين لتنظيمي "فيلق الرحمن" و "جبهة النصرة" جابهها جيش الإسلام بالرصاص الحي، مما أدى إلى قتل وجرح العشرات من المتظاهرين.

وبعد تجميع مسلحي جبهة النصرة و فيلق الرحمن لقواهما والاستفاقة من صدمة الهجوم حشدوا قوات كبيرة وشنوا هجوماً معاكساً على "جيش الإسلام" بالبلدات التي سيطر عليها وتمكنوا من استرجاع كفر بطنا وحزة والأفتريس واسترجاع معظم مقرّاتهم في حوش الأشعري، وصد هجوم عنيف لجيش الإسلام مدعوماً بالدبابات باتجاه مدينة سقبا وتمكنوا من تدمير عدة مجنزرات وعربات قتالية له، وقتل العشرات من مسلحيه، الأمر الذي استدعى من قيادة "جيش الإسلام" زجّ مزيداً من مقاتليه ومدرعاته؛ وشنّ هجوماً موسّعاً على بلدتي زملكا وحزة، وتقدم بشكل موسّع في الأحياء السكنية فيها بعد قصفها بقذائف الدبابات والرشاشات الثقيلة، كما قُتل خلال المعارك أبرز قادة "فيلق الرحمن" المدعو "أبو نجيب" و المدعو "أبو نبيل الجوبراني" وأصيب قائد قطاع جوبر المدعو "أبو حسن رشيد" وهؤلاء المتزعمين من قادوا معركة جوبر الأخيرة ضد الجيش السوري.

وأكّدت مصادر "دمشق الآن" من الغوطة الشرقية سقوط عشرات الضحايا من المدنيين بينهم نساء وأطفال خلال المعارك والقنص والقذائف المتبادلة، وتم قطع معظم الطرق الرئيسية في مدن وبلدات القطاع الأوسط ورفع السواتر الترابية والمتاريس، ونزح عدد كبير من المدنيين من زملكا وحزة لمناطق أكثر أماناً فيما حُوصر المئات منهم في محاور الاشتباك.

يبدو أن الغلبة حتى الآن لصالح "جيش الإسلام" رغم مقتل أعداد كبيرة في صفوفه وتراجعه عن بعض المناطق، لاسيما أنها بعقر دار فيلق الرحمن وجبهة النصرة ومعقل جيش الإسلام الأهم مدينة دوماً بمنأى عن تلك الأحداث.

معارك كرٍّ وفر يشهدها القطاع الأوسط، طرفاها اتفقوا على قتال الجيش السوري، واختلفوا على تقسيم مناطق النفوذ وأموال الدعم الخارجي، ولربما وصلت إلى حد اللا رجوع، والغوطة لم تعد تقبل القسمة على أثنان أو ثلاثة، والمؤكّد أن تلك النزاعات لن تنتهي إلا بدخول الجيش السوري، وتطهير ما تبقّى من تراب الغوطة الشرقية وهو ما لمسه المدنيون بل وطالب بعضهم بدخول الجيش السوري بعد الأحداث الأخيرة.

* محمد كحيلة/ دمشق الآن

3