الاقتتال بالغوطة صراع نفوذ وجبهة النصرة على وشك الذوبان

الاقتتال بالغوطة صراع نفوذ وجبهة النصرة على وشك الذوبان
الأربعاء ٠٣ مايو ٢٠١٧ - ٠٢:٢٣ بتوقيت غرينتش

قال الكاتب والمحلل السياسي اللبناني، جيري ماهر ، إن المعارك العنيفة التي تجري في غوطة دمشق بين جماعتين من المسلحين، هما: "جيش الإسلام"، الذي يبرز في قيادته كبير مفاوضي المعارضة السورية، محمد علوش، وتنظيم "هيئة تحرير الشام" المقرّب من جبهة النصرة تحمل في طياتها صراعا على النفوذ في المنطقة تمهيدا لجمع أوراق تسمح بلعب أدوار أكبر مستقبلا.

ماهر، الذي كان يتحدث لـCNN بالعربية، قال: إن ما يحصل في الغوطة الشرقية هو اقتتال جماعات " تحاول بالحقيقة تحقيق إنجازات لبسط نفوذها على الأرض والسيطرة على أكبر بقعة ممكنة لتتمكن بها من لعب دور في المرحلة القادمة بالنسبة للمفاوضات أو حتى تقاسم النفوذ وإدارة المناطق."

وتابع المحلل السياسي اللبناني بالقول: "مجموعات من جيش الاسلام تتهم مجموعات من هيئة تحرير الشام بأنها تضيق على مقاتليها على الحواجز وتمنع مرور أرتال من المقاتلين والسلاح إليها وتعيق تحركاتهم بين المناطق، فاتخذ جيش الاسلام قراراً بالقضاء على الهيئة لفرض السيطرة الكاملة على الغوطة."

وأردف ماهر باعتبار أن ما يحصل في الغوطة هو "النظام السوري يشاهد الاقتتال ويستفيد من استنزاف المعارضة المسلحة لقواتها".

واستطرد ماهر بالقول: "أعتقد أن مخابرات النظام السوري تعرف كيف تحرك أدواتها داخل صفوف المعارضة لتشجيع الاقتتال فيما بينها!!! وكل هذا يصب اليوم في مصلحة دمشق... فأرادت أن يشغل المعارضة المسلحة بالاقتتال الداخلي، وهذا ما يحصل الآن فتشتعل الغوطة وتهنأ دمشق بالأمن والسلام."

ونفى ماهر وجود رابط بين القتال في الغوطة والمفاوضات الجارية في أستانة بين الوفود الدولية حول الأزمة السورية، قائلا: إن "جيش الإسلام" يريد فرض سيطرته قدر المستطاع ليكون الجهة الوحيدة التي تفاوض وتفرض شروطها في الداخل والخارج.

واعتبر ماهر أن جبهة النصرة لم يعد لها "شكل حقيقي" في سوريا بسبب ذوبان الكثير من عناصرها في مجموعات أخرى، متوقعا اختفاء "جبهة فتح الشام" قريبا، خاصة وأن معظم مقاتليها ليسوا أجانب، ما يسمح لهم بالانضمام لجماعات أخرى بسهولة.

وعن التنسيق الروسي التركي لإقامة مناطق "هادئة" في سوريا يتوقف فيها التصعيد العسكري رد ماهر بالقول: "إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تمتلك خطة كبيرة لسوريا. يحاول الروسي اليوم أن يسبق ترامب ويؤمن بعض المناطق بالتعاون مع الأتراك، في محاولة لوضع ترامب في الزاوية فلا تكون لخطته أي ضرورة لتنفيذها في سوريا.. السباق هو بين روسيا وأمريكا على فرض السيطرة في سوريا وترغب موسكو بمنع الأمريكي من التدخل بقوته العسكرية."

3