الالمان ينتخبون ميركل مستشارة لولاية ثانية مع الليبراليين

الإثنين ٢٨ سبتمبر ٢٠٠٩ - ٠٢:١٢ بتوقيت غرينتش

اختار الناخبون الالمان الاحد المحافظة انغيلا ميركل مستشارة لولاية ثانية من اربع سنوات على رأس ائتلاف يمين الوسط الذي تمنت تشكيله مع الليبراليين، وفق النتائج الرسمية.

وفاز المحافظون (الاتحاد الديمقراطي المسيحي/الاتحاد الاجتماعي المسيحي) بزعامة ميركل (55 عاما) وحلفاؤهم الليبراليون من الحزب الديمقراطي الحر بغالبية مريحة بحصولهم على 332 مقعدا من اصل 622 في البرلمان المقبل، وفق النتائج الرسمية التي صدرت فجر الاثنين.

اما الحزب الديمقراطي الاجتماعي الذي حكم مع ميركل خلال السنوات الاربع الماضية ضمن "ائتلاف واسع" وقد رشح للمستشارية وزير الخارجية المنتهية ولايته فرانك فالتر شتاينماير (53 عاما)، فسجل اسوأ نتائج في تاريخه لم تتخط 23 بالمئة من الاصوات.

واعلنت المستشارة المتحدرة من جمهورية المانيا الديمقراطية (المانيا الشرقية سابقا) والتي تتمتع بشعبية هائلة، بعد ساعة على اغلاق مراكز التصويت، عن تشكيل هذا الائتلاف الجديد الذي كانت تتمنى قيامه لتحكم على رأسه القوة الاقتصادية الاولى في الاتحاد الاوروبي بعدما ضربها انكماش اقتصادي غير مسبوق جراء الازمة الاقتصادية العالمية.

وقالت ميركل متحدثة في المقر العام لحزبها في برلين "يمكننا هذا المساء الاحتفال بالفوز. نجحنا في الحصول على غالبية متينة لتشكيل حكومة جديدة تضم الاتحاد الديمقراطي المسيحي/الاتحاد الاجتماعي المسيحي والحزب الديمقراطي الحر، وهذا امر جيد".

غير ان نسبة 33،8 بالمئة من الاصوات التي حصل عليها حزبا الاتحاد المسيحي تعتبر اسوأ نتائجهما منذ العام 1949.

وعلقت صحيفة دي فيلت الاثنين عاكسة رأيا اجمعت عليه الصحف الالمانية "النتيجة مرة لحزبي الاتحاد المسيحي، وخصوصا للمستشارة"، مشيرة الى ان النتيجة تؤشر بالمرتبة الاولى الى "فوز الحزب الديمقراطي الحر".

وتراجعت نسبة مشاركة الناخبين الى ادنى مستوياتها التاريخية مسجلة 70،8 بالمئة مقابل 77،7 بالمئة قبل اربع سنوات.

وقالت ميركل "اريد ان اكون مستشارة لجميع الالمان حتى احسن الوضع في بلادنا".

وحصل الحزب الديمقراطي الحر على 14،6 بالمئة من الاصوات، وهو افضل اداء في تاريخه، مستعيدا بذلك دوره التقليدي ك"صانع للملوك" بعد 11 عاما امضاها في المعارضة.

واعرب زعيم الحزب غيدو فيسترفيلي عن ارتياحه ل"هذه النتيجة الممتازة" متعهدا بالعمل من اجل احلال "نظام ضريبي عادل وتحسين الفرص على صعيد التعليم والدفاع عن الحريات الفردية" في المانيا.

اما الاجتماعي الديمقراطي شتاينماير (53 عاما) فاعترف ب"هزيمة مرة" معتبرا ان "تحديا جديدا ينتظرنا هو تحدي المعارضة".
وسجل الحزب الديمقراطي الاجتماعي تراجعا قدره عشر نقاط عن الانتخابات السابقة قبل اربع سنوات حيث حصل على 34،2 بالمئة من الاصوات. ولم يتمكن خلال الحملة الانتخابية من طرح نفسه كمنافس حقيقي للمحافظين الذين شاركهم الحكم في الولاية المنتهية.

وكانت ميركل التي صنفتها مجلة فوربس "المرأة الاقوى في العالم" لاربع سنوات على التوالي، تدعو الى فك هذا الائتلاف.

وقالت السبت خلال آخر تجمع انتخابي عقدته في برلين بعد حملة رتيبة تجنبت خلالها قطع اي وعود "سيترتب علينا غدا اعطاء الاتحاد القوة الكافية لتشكيل حكومة جديدة في المانيا".

وركز الاتحاد الديمقراطي المسيحي حملته على الشعبية القياسية التي تتمتع بها المستشارة، متجنبا الخوض في المسائل الجوهرية.

وتم تعزيز الاجراءات الامنية في البلاد وعلى الاخص في محطات القطارات والمطارات، بعدما بث ناشطون اسلاميون على الانترنت مع اقتراب الاستحقاق الانتخابي تهديدات بينها رسالة من زعيم القاعدة اسامة بن لادن تحمل ترجمة بالالمانية والانجليزية.

وبحسب النتائج المعلنة، فان خمسة فقط من الاحزاب المتنافسة تخطت عتبة 5 بالمئة المطلوبة للدخول الى مجلس النواب.

وحقق حزب "دي لينكي" الى يسار الحزب الديمقراطي الاجتماعي تقدما من 8،7 بالمئة عام 2005 الى 11،9 بالمئة، فيما سجل حزب الخضر نتيجة قياسية قدرها 10،7 بالمئة من الاصوات، متخطيا للمرة الاولى عتبة 10 بالمئة.

وثمة ملفات اقتصادية عديدة تنتظر ميركل من بينها ارتفاع نسبة البطالة وزيادة العجز وصعوبات النظامين التعليمي والصحي في حين بدأت البلاد لتوها الخروج من الانكماش.

وعلى جدول اعمال الحكومة المقبلة ايضا المشاركة الالمانية في قوة حلف شمال الاطلسي في افغانستان حيث تصاعدت حدة العنف.

وقد اعلن الاتحاد المسيحي الديمقراطي والحزب الديمقراطي الحر انهما يعتزمان التراجع عن التخلي المقرر عن برنامج الطاقة النووية.