الاردن يدق طبول الحرب في الجنوب السوري.. هل حددت ساعة الصفر!؟

الاردن يدق طبول الحرب في الجنوب السوري.. هل حددت ساعة الصفر!؟
الخميس ١١ مايو ٢٠١٧ - ٠٥:٣٣ بتوقيت غرينتش

بدا أن النفي الذي أطلقه العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، بعدم مشاركة القوات المسلحة الأردنية في أي عملية عسكرية داخل الأراضي السورية لمواجهة نفوذ تنظيم "داعش"، لم يجد آذاناً صاغية في دمشق، التي سارعت من خلال وزير خارجيتها وليد المعلم للقول بأنها ستعتبر القوات الأردنية حال دخولها الأراضي السورية "معادية".

العالم - العالم الإسلامي

وبحسب خبراء عسكريين ومراقبين، فإن الموقف السوري ينبع من التطورات العسكرية المتسارعة على الحدود مع الأردن، فضلاً عن تنظيم الأردن لما يعرف بتدريبات "الأسد المتأهب" بمشاركة القوات المسلحة الأمريكية، لتتزايد التكهنات والتسريبات حول خطوة أردنية مرتقبة لإطلاق عملية "درع اليرموك" في مدينة درعا المحاذية للحدود الأردنية، على غرار تلك التي أطلقتها تركيا على الحدود السورية تحت اسم "درع الفرات".

وجاءت تصريحات الملك الأردني على عكس ما أعلن الناطق الرسمي باسم الحكومة الأردنية، في 7 أيار الجاري، من أنها ستقوم بالدفاع عن حدودها بالعمق السوري إذا اقتضى الأمر ذلك، وهو ما بدا جادّاً حين أسقطت طائرات سلاح الجو الملكي الأردني، في العاشر من نفس الشهر، طائرة استطلاع مسيّرة اقتربت من أجواء المملكة في الحدود الشمالية، شمال غربي مدينة المفرق القريبة من سوريا.

وقال محمد المومني، الذي يشغل كذلك منصب وزير الدولة لشؤون الإعلام: إن الأردن "سيبقى مستمراً بموقفه المتزن والحكيم تجاه الأزمة السورية"، مشيراً إلى أن "العالم يتماهى معه ونشارك في كل ما يتعلق بالشأن السوري، ونحن مع وقف التصعيد، وهدفنا أن تبقى حدودنا مستقرة وآمنة".

ويرى الكاتب والمحلل السياسي عمر كلاب، حول مشاركة مرتقبة للأردن في الحرب بسوريا، أن "قرار المشاركة في الحرب داخل الأراضي السورية عملياً يحتاج إلى حسابات عميقة ودقيقة تدركها قيادة القوات المسلحة جيداً".

وأوضح في حديث صحافي أن "الحالة البرية الأردنية تشهد اشتعالات تستدعي وجود كل فرد على الأرض الأردنية ذات الحدود الملتهبة".

وقال: "تصريحات العاهل الأردني عبد الله الثاني مؤخراً بهذا الخصوص واضحة تماماً، إلا إذا حدث تطور أو مستجد استدعى غير ذلك".

التحضير بسرية تامة

بعيداً عن التكهنات السياسية، فإن مطبخ القرار الأردني يعمل بصورةٍ سرية، لتبقى التكهنات حبيسة الصالونات السياسية رفيعة المستوى.

وبالرغم من ذلك فإن أحاديث يتداولها البعض وصلت حد الحديث عن ساعة الصفر، وعن تفاصيل العملية العسكرية المرتقبة، وبأنها ستكون تحت إشراف كامل من قبل الجيش الأردني، بالتنسيق الكامل مع "فصائل المعارضة المسلحة" القريبة من الحدود مع الأردن، إذ يمتلك الأردن علاقات قوية معها، لدرجة أن "الجيش الحر" واجه هجوماً لتنظيم "داعش"، في وقت سابق، كان يستهدف الحدود الأردنية بعددٍ من السيارات المفخخة.

خطوة استباقية

من جهته رأى اللواء المتقاعد من الجيش الأردني، مأمون أبو نوار، أن "التحركات العسكرية الأردنية بالقرب من الحدود مع سوريا هدفها منع تمدد ووقف نفوذ تنظيم داعش"، واصفاً تلك الخطوة بـ"الاستباقية"، التي "تأتي تمهيداً لإقامة مناطق آمنة في تلك البقعة الجغرافية من الحدود".

ويركز الأردن في مراقبة المنطقة المطلة على محافظة درعا بشكل مباشر؛ باعتبارها صاحبة الحدود الاستراتيجية مع الأردن، وصاحبة المعبرين الحدوديين الوحيدين معها، وكذلك هي المعنية بوجود جيش "خالد بن الوليد"، المتهم بمبايعة تنظيم "داعش" في ريفها الغربي، وبشكل متاخم للحدود الأردنية.

ومن هذه الزاوية، بحسب مراقبين، فإن السبب الرئيس لنية الأردن في دخول الأراضي السورية، يكمن في أن جيش خالد يكن الكثير من العداء المعلن وبشكل واضح للسلطات الأردنية، قبل أن تتنامى قدراته العسكرية، مقابل فشل فصائل المعارضة في احتوائه وهزيمته.

لكن مصادر مطلعة في الأردن أوضحت لـ"الخليج أونلاين" أن الدور الأردني في المعركة المقبلة سيقتصر على تقديم غطاء جوي لقوات "الجيش الحر" وبقية فصائل المعارضة التي توصف بـ"المعتدلة" بدرعا، في أثناء بدء المعركة بينها وبين جيش خالد.

المصدر: شام تايمز

108