فورين أفيرز: هكذا سيخيب ترامب آمال السعودية

فورين أفيرز: هكذا سيخيب ترامب آمال السعودية
الجمعة ١٢ مايو ٢٠١٧ - ٠٦:٠٦ بتوقيت غرينتش

نشرت مجلة " فورين أفيرز" تقريرا، طرحت فيها نقاط الاختلاف والعوائق المتوقعة بين أمريكا والسعودية، رغم تفاؤل الأخيرة بقدوم دونالد ترامب لرئاسة الولايات المتحدة.

العالم - السعودية

وقالت المجلة، في التقرير بحسب "عربي21"، إنه في أواخر نيسان/ أبريل الماضي، عين الملك السعودي، سلمان بن عبد العزيز، ابنه خالد سفيرا جديدا للمملكة في الولايات المتحدة.

وكشفت المجلة أن "صعود خالد يعد علامة على القوة المتنامية لشقيقه الأكبر، ولي ولي العهد محمد بن سلمان، وزير الدفاع السعودي".

ورأى مراقبون أن تعيين خالد يعد محاولة من الملك سلمان لتعزيز العلاقات بين العائلة المالكة في السعودية والرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي قام بمنح صهره ومستشاره جاريد كوشنير مسؤوليات كبيرة في السياسة الخارجية".

وقالت المجلة: إنه "بعد سنوات من العلاقة المتوترة مع الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما، يبدو أن السعوديين متفائلون بشأن ترامب، فلديه سجل طويل من العداء تجاه المنافس الرئيس للمملكة في المنطقة، إيران، وعلى وجه الخصوص نحو الاتفاق النووي الذي عقده أوباما وتقبلته السعودية على مضض".

ويتضح هذا التفاؤل في تغطية وسائل الإعلام السعودية؛ فقد أشادت باجتماع ترامب وولي ولي العهد في آذار/ مارس الماضي، ووصفته بأنه "نقطة تحول تاريخية" في التحالف الأمريكي السعودي. "وبعد أول مكالمة هاتفية بين ترامب والملك سلمان، في كانون الثاني/ يناير الماضي، أشاد الملك سلمان بترامب؛ لقراره "الشجاع" في نيسان/ أبريل بإطلاق صواريخ ضد قواعد عسكرية للنظام السوري".

وتشير المجلة إلى أن " هذا الخطاب الإيجابي، إلى جانب تعيين خالد، أتى بنتيجة؛ فقد أعلن ترامب مؤخرا أن أول رحلة له إلى الخارج ستكون للسعودية، ثم إلى "إسرائيل" والفاتيكان، في ما يبدو أنه جهد رمزي لتعزيز العلاقات بين الديانات التوحيدية الثلاث في العالم".

وعلى الرغم من التفاؤل السعودي الواضح، إلا أنه لا تزال السياسة الأمريكية تجاه الشرق الأوسط بعيدة عن المراد السعودي. "فلم يتم وضع عقيدة أمنية وطنية متماسكة تجاه المنطقة، كما أن أهداف واشنطن الرئيسية في الشرق الأوسط غير واضحة".

"ورغم أن ترامب يريد أن يميز نفسه عن سلفه، فإنه من غير المتوقع أن يغير خط سياسة الولايات المتحدة في الاتجاه المؤيد للرياض، سواء عن طريق الجهود للإطاحة بالأسد، أو من خلال مواجهة كبيرة مع إيران"، بحسب المجلة.

كما أن هناك قضايا أخرى يمكن أن تعرقل التوافق بين الطرفين، مثل الانفراج الأمريكي-الروسي، الذي من الممكن أن يعزز نفوذ بشار الأسد، وبالتالي إيران. كما أن محاولة ترامب لاستئناف عملية التسوية الإسرائيلية الفلسطينية قد تتطلب الضغط على الرياض؛ لجلب رام الله إلى طاولة المفاوضات.

يشار إلى أن الاتفاق النووي مع إيران كان مصدرا رئيسيا للتوتر الأمريكي السعودي خلال السنوات القليلة الماضية. وقد كان ترامب يقف ضده أيام حملته الانتخابية للرئاسة، كما أن نائبه مايك بينس وعد "بتمزيق صفقة إيران" بمجرد تولي منصبه.

ولكن على الأقل حتى الآن، يبدو، بحسب المجلة، أن واشنطن لا تعتزم إعادة التفاوض، ناهيك عن إلغاء الاتفاق بالطبع. "ويرجع ذلك جزئيا إلى أن هزيمة تنظيم داعش هي الأولوية الإقليمية العليا لترامب".

وبدلا من التخلي عن الصفقة بشكل كامل، يبدو أن "ترامب سوف يسعى إلى فرضها وتطبيقها بدقة، مع الاستمرار في معارضة الأنشطة الإيرانية في المنطقة الأوسع، حيث تعهد ترامب مؤخرا بإظهار "الصرامة" في تطبيقه".

وفي الوقت ذاته الذي شدد فيه ترامب العقوبات على إيران، زاد المساعدات اللوجستية والمخابراتية لقوات التحالف العربي بقيادة السعودية في اليمن. ومن غير المرجح أن تكون إيران نقطة خلاف بين واشنطن والرياض، على الرغم من احتجاجاتها السابقة.

"ومن أجل تخفيف حدة التوترات مع ترامب والرد على دعواته المتكررة لتقاسم الأعباء، تتفاوض الرياض حاليا على شراء أسلحة تقدر قيمتها بمليارات الدولارات من واشنطن، بما في ذلك نظام الدفاع الصاروخي "ثاد".

ولكن بالنسبة للرياض، فإن الاختبار الحقيقي لنوايا ترامب سيكون سياسة الولايات المتحدة تجاه اليمن".

ومنذ آذار/ مارس 2015، "شن التحالف الذي تقوده السعودية عدواناً على اليمن ضد حركة انصار الله. وقد فشلت السعودية في تحقيق أي نتائج إيجابية، على الرغم من إنفاقها ما يقدر بنحو 200 مليار دولار".

وبدلا من ذلك، "أدت الحرب إلى كارثة إنسانية، وجلبت انتقادات للمملكة، الأمر الذي يعرّض الأراضي السعودية لخطر صواريخ أرض - أرض، التي تمتلكها انصار الله".

وقالت: "حتى الآن، لم يشر ترامب إلى أي تغييرات كبيرة في سياسة واشنطن في اليمن".

وأضافت: "لا يزال البيت الأبيض يدعم رسميا محادثات السلام التي توسطت فيها الأمم المتحدة، واستمر في سياسة أوباما أيضا لضربات الطائرات دون طيار ضد الملاذات الإرهابية في البلاد".

وتريد الولايات المتحدة أن ترى الرياض بجانبها في معركة تنظيم القاعدة في اليمن، "وتشير إلى أنها مستعدة لإزالة بعض القيود المفروضة على مبيعات الأسلحة إلى المملكة العربية السعودية".

103-3