الرئيس ماكرون يريد فرنسا قوية وإعادة صياغة الاتحاد الاوروبي

الرئيس ماكرون يريد فرنسا قوية وإعادة صياغة الاتحاد الاوروبي
الأحد ١٤ مايو ٢٠١٧ - ٠٨:٣٨ بتوقيت غرينتش

تعهد ايمانويل ماكرون الذي اصبح رسميا الاحد اصغر رئيس في تاريخ فرنسا وثامن رؤساء الجمهورية الخامسة، باعادة صياغة اوروبا واعادة "الثقة بالنفس" للفرنسيين وذلك قبل توليه مهامه كقائد اعلى للجيوش.

وقال ماكرون (39 عاما) المؤيد لاوروبا في اول خطاب رسمي له في الاليزيه ان "أوروبا التي نحتاج اليها ستشهد إعادة صياغة وإطلاق لأنها تحمينا".

ومساء الاثنين سيزور الرئيس الفرنسي الجديد، كما فعل سلفه الاشتراكي فرنسوا هولاند في 2012، في اول رحلة له خارج فرنسا الى المانيا حيث سيجتمع بالمستشارة انغيلا ميركل.

وفي مؤشر الى رغبته في دفع المحور الفرنسي الالماني في اوروبا المتأزمة، اختار ماكرون السفير الفرنسي الحالي في المانيا فيليب ايتيان (61 عاما) في منصب مستشاره الدبلوماسي.

واضاف في خطابه امام مئات المدعوين لحفل تنصيبه انه بازاء "حالات الغلو" في العالم "سنكون بحاجة الى اوروبا اكثر نجاعة واكثر سياسية لانها اداة قوتنا وسيادتنا".

ورحب رئيس المفوضية الاوروبية جان كلود يونكر بتنصيب ماكرون على حسابه في موقع تويتر مشيدا بـ"فتح صفحة جديدة لفرنسا، وانطلاقة جديدة لأوروبا".

الى ذلك وعد الرئيس الجديد الذي لا يزال يحتاج الى غالبية في الانتخابات التشريعية في حزيران/يونيو لتطبيق برنامجه، ب "جمع" الفرنسيين المترددين ازاء العولمة واوروبا.

وقال ماكرون الذي فاز بشكل عريض في الانتخابات الرئاسية رغم النتيجة التاريخية لزعيمة اليمين المتطرف مارين لوبن، "لا بد من حماية افضل للفرنسيات والفرنسيين الذين يشعرون بانهم منسيون في هذا الحراك العالمي الواسع".

كما وعد ماكرون (وسط) الذي تسلق سلم السلطة بناء على برنامج شعاره "لا من اليسار ولا من اليمين" هو الذي لا يملك تجربة سياسية كبيرة ولا حزبا سياسيا كبيرا، باصلاح "عميق للحياة السياسية" في فرنسا المنقسمة جدا مع بطالة مزمنة (10 بالمئة) والتي لا تزال تخضع لحالة الطوارىء بسبب التهديدات الارهابية.

وسيتعين على المصرفي السابق ووزير الاقتصاد السابق ان ينجح في رهانه على "تفجير" الطبقة السياسية الفرنسية للحصول على غالبية من الوسط في الانتخابات التشريعية في حزيران/يونيو.

وقال الاحد "لن اتخلى عن شيء من التعهدات التي قطعتها" وذلك في وقت يطلب فيه البعض خصوصا من اليمين، ضمانات قبل الانضمام الى المعسكر الرئاسي.

وسيشكل تعيين رئيس الوزراء الذي سيدير معركة الانتخابات التشريعية لحركة "الجمهورية الى الامام"، اختبارا كبيرا لرغبته في اعادة صياغة المشهد السياسي.

ومن المقرر تعيين رئيس الوزراء الجديد الاثنين.

وبقي ماكرون متكتما على هوية من اختاره للمنصب تاركا الاشاعات تتواتر بين السياسيين وفي وسائل الاعلام. لكن اسم ادوار فيليب النائب عن اليمين والمعتدل والمقرب من رئيس الوزراء الاسبق آلان جوبيه، هو الاكثر تداولا.

وصباح الاحد تولى ماكرون خلال موكب بروتوكولي في الاليزيه مهامه رسميا. وإلى جانبه بدت زوجته بريجيت (64 عاما) باسمة فيما وقفا يدا بيد أمام مدخل القصر الرئاسي، قبل متابعتها بتأثر شديد خطابه الرسمي. وتداول الاعلام العالمي اخبار الثنائي الذي كسر الاعراف نظرا لفارق 24 عاما بينهما.

وبعد خطاب التنصيب اختتمت 21 طلقة مدفعية مراسم الاليزيه، وغادر ماكرون على متن آلية عسكرية إلى جادة الشانزيليزيه، ملوحا بيده للفرنسيين الذين انتشروا على جانبي طريقه رغم زخات المطر.

وأنهى مساره إلى قوس النصر راجلا حيث وضع الزهور على نصب الجندي المجهول الذي اقيم تكريما للجنود القتلى في الحرب العالمية الاولى، قبل ان يصافح الحشود.

وبالنسبة لهذا الرئيس الشاب الذي لم يؤد الخدمة العسكرية، من المهم ان يتآلف بسرعة مع منصب القائد الاعلى للجيوش التي ينتشر نحو اربعة آلاف منها في خمس دول في الساحل و1500 في العراق وسوريا.

وبعد ولاية طبعتها شعبية متدنية قياسية أكد هولاند (62 عاما) الاحد انه يسلم "فرنسا في وضع أفضل مما كانت عليه عندما تسلمها" هو من سلفه اليميني نيكولا ساركوزي في 2012.

المصدر : فرانس برس

5

تصنيف :