"على السعودية ان تدفع" .. الاعلام السعودي يستقبل "المنصور بالله" !

الأحد ٢١ مايو ٢٠١٧ - ١١:٠٦ بتوقيت غرينتش

“على السعودية ان تدفع” .. شعرت بالخجل وقررت ان اكتفي بهذه التغريدة التي تختصر كل شيء وانا اتابع تقريرا “ذكيا” لقناة “دوتشه فيليه” الالمانية تطرقت فيه لابرز تغريدات دونالد ترامب عن المملكة العربية السعودية قبل ان يحل عليها “ببركاته” واقدامه “الطاهرة”.

العالم - مقالات

وللامانة شعرت بالدوار قبل ان اخط هذه الكلمات فمن اين ابدأ؟ وكيف سانتهي؟ و”خيرات” الاعلام السعودي علينا و“نعمه” عديدة لا تعد ولا تحصى.

فهل اتطرق “للدعاة” الذين اغدقوا على “ضيف المملكة الكبير” او بالاحرى “ضيف الامة” بأكملها بالدعوات حتى انني توقعت ان يكون “أبو ايفانكا ” محور خطب الجمعة لكل المساجد من المحيط الى الخليج (الفارسي) {هو يستحق بصراحة وهو من توحدت على يده الامة }؟

وبيني وبينكم انا لم اصلي صلاة الجمعة لهذا السبب بالذات فقد خشيت الا اكون “أهلا” للدعاء “للمنصور بالله” الهمام الذي سخره الله لنا لانتشالنا من القاع, وهذا ليس كلامي وحدي فقط, والدليل ان “الشقيقة الكبرى” حامية العرض والشرف خصصت حملة اعلامية ضخمة لهذا الغرض “النبيل” واستهلتها بايات من سورة “الحجرات” بالذات وعنوان عريض هو “الشعار الرسمي” وجاء كما يلي “العزم يجمعنا”.

نعم فبعد ان لطخ “الحزم” جاء دور “العزم” هو الاخر, اما عن الافلام الوثائقية الخاصة بالمناسبة “العظيمة” فانا فعلا مندهش حتى ان “الندم” اصابني في مقتل ذلك انني كنت فيما مضى “التوبة لن اعيدها” اظلم هذه المؤسسات الاعلامية بشكل لا يحتمل واثبتت الان العكس اي انها تعمل بكد واجتهاد لتقديم منتوج يليق بها وبميزانياتها الضخمة.

فانظر كيف اصبحت قناة “الاخبارية” وكيف خلعت رداء “الكسل” وصار تنتج وتوزع لا بل و“تبدع” في انتظار صاحب الطلة البهية التي ستسعدنا جميعا, اشدد على صيغة الجمع حتما ذلك ان “حس” وروح “الجماعة” حاضرة بقوة في مواد الاعلام السعودي الذي يحب الحديث باسلوب “الشقيقة الكبرى” الناصحة الخائفة على اخوتها الصغار لذلك “تضمنا”  لكل “وليمة كبرى” واذا لم تصدقوا كلامي.. اسالوا اهل اليمن..

نعم “العزم يجمعنا” ولكن من أجل ماذا يا ترى؟

الا يشعروا هؤلاء بالعار والخزي وهم يريدون استغفالنا بهذا الشكل المخزي؟ هل المتلقي والمواطن العربي “غبي” لدرجة تجعله غير مدرك اننا في حفل تقديم فروض الطاعة والولاء ودفع “الجزية” صاغرين؟

بالورقة والقلم, ما دور هذا المولود “المشوه” الجديد الذي سيطل علينا من الرياض سوى تكريس الخراب والدمار والشتات لهذه الامة وابناءها؟ وماذا عن فلسطين القضية المركزية التي لم ولن يكلف النظام السعودي نفسه عناء ذكرها الا لغرض واحد هو “التصفية النهائية”؟

ما اثبته هذه الحملة الرخيصة {لا اقصد الناحية المادية بالطبع} ان الاعلام السعودي والعربي حين يريد التحرك من اجل “كارثة” ما فهو يصبح نشيطا وفاعلا وحين يتعلق الامر بقضايا جوهرية اصلية تمس الجميع على غرار ماساة سوريا وكوارث اليمن الذي تنخره الكوليرا والجوع وصمود الاسرى الفلسطينيين في سجون العار فان “الديباجة” القديمة الجديدة تكون هي الطاغية.

ولكن هل هناك فعلا “عاقل” على وجه المستديرة يمكن ان تنطلي عليه كذبة ترامب والسعودية هذه؟

ختاما ادعو كل الدعاة وتحديدا “نجوم الشاشة” الى اليقظة اثناء خطاب “الضيف الكبير” عن الاسلام لعلهم يستنيرون بعلمه وتعم الفائدة على صفحاتهم بالتويتر وبرامجهم في الشهر الفضيل؟

قالها احمد مطر يوما ما: عرب ولكن لو نزعت جلودهم لوجدت اللبن أمريكان..

مقدمة معتز مطر عن فلسطين: حقا ياما في الاعلام العربي مظاليم

الان الان وليس غدا اجراس العودة فلتقرع.. عفوا فيروز ومعذرة اجراس العودة لن تقرع خازوق دق باسفلنا من شرم الشيخ الى سعسع..

بكلمات نزار قباني التي لا تنسى قدم الاعلامي المصري معتز مطر مقدمة نارية لبرنامجه على قناة “الشروق” متحدثا عن نكبة فلسطين ونكبتنا جميعا.

ما استغربت له وانا اتابع الحلقة التي فاجاتني شخصيا بكمية “الصراحة” التي احتوتها في اسلوب غير معتاد في الاعلام العربي المنتشي بهجر القضية الفلسطينية والخوف من الجهر بالحقيقة المرة.

ساكون صريحا واقول انني لا اتابع محتوى ما يقدمه الاعلامي معتز مطر باستمرار ولكنني من “انصار” هذا الخطاب الجدي الصريح بعيدا عن اللف والدوران وتحديدا اذا تعلق الامر بقضية رئيسية بهذا الحجم.

لذلك اجد ان الانطلاق من محطة بغطاء معروف معلوم ما يحد او العكس { كل حسب ميوله  بالطبع } من التركيز على بعض الاعلاميين وقوة شخصياتهم وزادهم الكبير في طرح قضايا يعجز الاخرون عن الاقتراب منها حتى, ما يجعلني متيقنا ان معتز مطر وكثر غيره يدفعون “ضريبة” الاختيار والموقف من نظام مجرم مستبد ما يجعل فرص انتشارهم بالشكل الامثل غير متكافئة في معركة اعلامية لا تعترف بالكفاءة و الموهبة والحضور بقدر ما صارت تحتكم لاشياء اخرى غير منصفة للاسف واهمها “الولاء” لولي الامر والنعمة.

مع ذلك اجراس العودة ستقرع يا معتز..

الدراما العربية تحتضن “داعش” وتلفظ القضية الاولى:

كلما ناقشنا هنا او في اماكن اخرى ومنذ سنوات خلت ان القضية الفسلطينية في الدراما العربية كانت تتعرض “لمؤامرة ممنهجة” ستثبت الايام صحتها, كان البعض في تلك الفترة يتهمنا بالرجعية والتخلف مؤكدا ان الامر لا يتجاوز كونه صدفة لا اقل ولا اكثر.

والان بعد ان صار الموضوع حقيقة ماثلة شاخصة امامنا وبات يتكرس في كل عام وموسم درامي حسب تصنيفات المحطات العربية, هذه الاخيرة التي تتحمل كامل المسؤولية في هذا الوضع بشهادة صناع الدراما الذين يشتكون من الشروط التعجيزية لهؤلاء حين يفتح هذا الملف بالذات.

وبالقاء نظرة على كل ما انتج وسيعرض عربيا ستكون “الخيبة” هي المحصلة النهائية والوحيدة, فيكف تعجز عشرات الانتاج التي تسير بارقام فلكية في طرح عمل واحد على الاقل عن فلسطين؟

لماذا صار انتاج مسلسلات عن “داعش” مثلا امرا محببا للقنوات على غرار الام بي سي التي “امتحنت” ردة الفعل عبر حلقات مسلسل سيلفي في اجزائه الماضية قبل ان تقدم على عرض عمل كامل عن الموضوع في الشهر الفضيل؟

سنعود لهذا الموضوع بتفاصيل أوفى في الايام المقبلة بحول الله ..

عادل العوفي - راي اليوم

114-3