الفشل.. حليف الحلف الصهيو-أميركي-أعرابي ضد إيران ومحور المقاومة!

الفشل.. حليف الحلف الصهيو-أميركي-أعرابي ضد إيران ومحور المقاومة!
الثلاثاء ٢٣ مايو ٢٠١٧ - ٠٦:٤٨ بتوقيت غرينتش

بفعل نظرة العداء التي نجح الإعلام بزرعها في أذهان كثير من الأميركيين تجاه العرب والمسلمين بمن فيهم أولئك الذين جعلوا من خدمة المعسكر الصهيو-أميركي مبرر وجودهم الأول، من المؤكد أن دونالد ترامب قد كسب أصواتاً وازنة قد تكون هي السبب الأول لفوزه في الانتخابات الرئاسية الأميركية. أما لماذا كسب هذه الأصوات فلأنه صرح بأن السعودية بقرة حلوب، على الولايات المتحدة أن تستثمر فيها وأن تأخذ منها ثلاثة أرباع مداخيلها لقاء حمايتها، على أساس أنها -والكلام لترامب- لا تستطيع المحافظة على بقائها لمدة أسبوع واحد دون هذه الحماية.

 وترامب، على ما هو واضح، إذا قال فعل. خصوصاً طالما أنه يهدد قوماً كآل سعود. وذلك لشدة ثقته بأنهم سيركعون وسيسجدون أيضاً أمام إملاءاته. فقبل أن تنتهي مدة المئة يوم الأولى من عهده الرئاسي، سارع إلى القيام بجولة خارجية كانت البقرة الحلوب هي محطته الأولى فيها.

فقد أراد أن يفتتح جولته بفوز كبير يستمد منه مزيداً من القوة والعظمة أمام محاوريه في المحطات الأخرى من جولته الخارجية، وأمام ذلك القسم من  مواطنيه الذين لا يسألون عن المكان الذي ذهب إليه بقدر ما يسألون عن الغنائم التي جاء بها من ذلك المكان.

وبالفعل، حقق ترامب بدلاً من الفوز الواحد فوزين اثنين. فقد تم تزيين صدره، وهذا فوزه الأول، بوسام الملك عبد العزيز، أحد أكبر الأوسمة السعودية التي لا تمنح إلا لذوي الشأن الكبير وأصحاب الأسماء اللامعة. أما فوزه الثاني فهو شروعه باحتلاب البقرة.

حوالي 350 مليار دولار مقسطة على مدى عشر سنوات. و110 مليارات معجلة كثمن لمعدات حربية متنوعة. دون أن يمنع ذلك من توقيع عقود أخرى "تدعو إليها الحاجة !" خلال فترة السنوات العشر المذكورة.

والملاحظ، بدلاً من التزام ترامب بفكرة الحماية الأميركية للسعودية أنه قد ألزم السعودية بحماية نفسها من خلال صفقة التسلح التي تم توقيعها خلال الزيارة، دون أن يسحب وعيده بالاستيلاء على ثلاثة أرباع مداخيلها... على كل حال، لا جديد في هذا المجال، إذ أن منح أموال العرب والمسلمين، بلا حساب، إلى بلدان الغرب، بما فيها الكيان الصهيوني، هي عادة قديمة و"أصيلة" ومتواترة الحدوث في النهج السعودي والخليجي بشكل عام.

هل هذه الأموال، وما سيتلوها من أموال، هي كل ما يريده ترامب من السعودية والبلدان السائرة في ركابها؟ لا، طبعاً. فهو يريد، إضافة إلى المال، تحقيق أهداف سياسية استراتيجية يمكن تلخيصها بكلمة واحدة: الهيمنة.

هيمنة أميركية هي، في نهاية المطاف، لخدمة الكيان الصهيوني ومشروعه التوسعي. مع ما قد تتطلبه الهيمنة من استمرار لعملية القتل والزعزعة والتدمير التي تجري على قدم وساق تحت اسم الربيع العربي المرشح لأن يتمدد ويتسع ليصبح ربيعاً إقليمياً يبدو أن تركيا قد خطت على طريقه خطوات فعلية.

ولكن، أين هي مجالات تحقق هذه الهيمنة؟ أو، بكلام آخر، من هي الجهة أوالجهات التي تستهدفها تلك الهيمنة ؟.
الجميع، من ترامب والجهات التي تقف وراء قراراته، إلى أكبر ملك وأصغر صحافي في المعسكر الأعرابي، يوجهون أصابع الكراهية نحو إيران ومحور المقاومة. وأجواء الإعلام في المنطقة تثير حالة من الافتخار بالقوة التي يتراءى للمعسكر الأعرابي أنه يستمدها من وحدة الموقف الصهيو-أميركي ضد إيران. وعلى وقع التهديدات بالقبضة الحديدية والتي أطلقها وزير الخارجية الأميركي الذي يبدو أنه قد تأثر بانحطاط الخطاب الأعرابي لجهة اعتماده على البذاءة والشتائم، يثير الإعلام أيضاً حالة من الحبور والسرور مستندة إلى وهم القدرة على ضرب إيران ومحور المقاومة.

ولكن هؤلاء جميعاً لا يفعلون غير الإمعان في الضلال: فالحروب التي يجري تأجيجها حول إيران (خوفاً من المواجهة المباشرة مع إيران) لا تفعل غير تدمير القوى المعادية لإيران ومعسكر المقاومة. العراق مثال ساطع، إذ بعد ربع قرن من الجهود المحمومة التي بذلت من أجل تحويله إلى خاصرة رخوة لإيران، لا يمر يوم دون أن يشهد مزيداً من الصلابة في العلاقات بين إيران والعراق.

أما السعودية وبلدان الخليج ( الفارسي) التي تريد أن ترث صدام حسين في الكيد لإيران، فإنها -رغم صفقات الأسلحة المتطورة- قد بدأت بالتحول إلى بلدان هشة مالياً، إضافة إلى هشاشتها السياسية والمعنوية. وبالتالي، فإنها المرشحة قبل غيرها للسقوط في قبضة الهيمنة الصهيو-أميركية المباشرة، بينما يقوم شعراؤها بنظم القصائد الركيكة في امتداح الناتوالعربي والتحالف "الإستراتيجي" الصهيو-أميركي-الأعرابي.

سوريا الان - عقيل الشيخ حسين

112