هل تعمّدت قطر "تمرير" الإساءة للملك سلمان عبر "الجزيرة"؟

هل تعمّدت قطر
الأربعاء ٣١ مايو ٢٠١٧ - ٠٥:٣٨ بتوقيت غرينتش

حتى نكون مُنصفين في الأزمة الخليجية المُندلعة مُؤخّراً، لا بد أن نعود لبداية الخلاف السعودي الإماراتي القطري، والذي بدأ من شرارة تصريحات “منسوبة” للأمير تميم بن حمد بثّتها وكالة الأنباء القطرية المُخترقة، والتي “شرعن” فيها المُقاومة، وتقارب فيها مع إيران.

من هُنا بدأ الإعلام السعودي الإماراتي حملةً إعلامية هُجومية على “شخص” الأمير تميم، وانتشرت على صفحات الجرائد السعودية، رسوم كاريكاتورية يظهر فيها الأمير، وهو “يطعن” الجار الخليجي، ويحمل الراية الإيرانية خلف ظهره، هذا بالإضافة إلى عشرات المقالات التي اتهمته بالخيانة الصريحة، والمُجاهرة بعلاقاته مع "إسرائيل".

التزمت قطر الصمت في البداية، وأكّدت أن التصريحات المنسوبة لأميرها ليست صحيحة، وهي جرّاء عملية اختراق مُدبّرة، وهناك من ذهب لأبعد من ذلك بالقول أن هناك من يُحيك مؤامرة، لإحداث فتنة بين الأشقاء الخليجيين، والعمل على إسقاط النظام القطري.

لم تتوقّف الحملة الإعلامية السعودية ضد قطر حتى كتابة هذه السطور، وكان على القيادة القطرية الاستفادة من ذراعها الإعلامي قناة “الجزيرة”، للرد ولو بشكلٍ غير مُباشر على الحملة التي تستهدف أميرها، فما كان من القناة المذكورة إلا “تمرير” رسم كاريكاتوري تحت عنوان “أخبار مُفبركة” وبدا فيه وكأن الملك السعودي سلمان بن عبدالعزيز، وإلى جانبه الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، وهما ينشران “غسيل” أخبار مُلفّقة على حبال إعلام تلفزيوني له أنف طويل، ليدل على كذبه.

من باب الإنصاف فقط، وليس الوقوف إلى جانب أحد طرفي الخُصومة، نسأل هنا لماذا ثارت حميّة السعوديون، وانتفضوا على “تويتر” جرّاء كاريكاتير المحطّة، واعتبروه إساءة مُباشرة لمليكهم، مع أن تصرّفات القنوات والصحف المملوكة والتابعة للعربية السعودية، استخدمت ذات الأسلوب “المُسيء” ضد “شخص” الأمير تميم، ولم تُفكّر حتى بالاعتذار للأمير الشاب، في المُقابل “اضطرت” الجزيرة لحذف الرسم، والتأكيد في بيان مُقتضب على أنها لم تتعمّد الإساءة لخادم الحرمين، وما حدث من ربط لدى البعض هو اصطياد في الماء العكر.

يُقال أن من “يطرق الباب عليه أن يسمع الجواب”، وهو في الحقيقة ما جرى فِعلياً في الخلاف السعودي الإماراتي القطري، السعودية هاجمت برغم النفي القطري للتصريحات المُعادية لها ضِمناً، وعليها هنا أن تسمع الجواب، وألا “تندهش” من الإساءة، حتى لو “تعمّدها” الآخرون!

خاليد الجيوسي - رأي اليوم

4