"المعارضة السورية" .. وتساقط أوراق التوت

الثلاثاء ١٣ يونيو ٢٠١٧ - ٠٦:٢٧ بتوقيت غرينتش

يوما بعد يوم تتكشف حجم المؤامرة الكبرى التي تم تصنيعها في الغرف المظلمة في واشنطن وتل ابيب وبعض عواصم الاقليم، ضد سوريا، بعد ان تساقطت اوراق التوت عن عورات ما عرفت بالمعارضة السورية التي ظهرت عارية كما هي، مجاميع من المرتزقة تعمل وفقا لاجندات دولية واقليمية مقابل حفنة من الدولارات القذرة.

العالم - مقالات

قبل ايام انتشر تسجيل صوتي على وسائل التواصل لعضو الهيئة العليا للمفاوضات ورئيس الهيئة العليا لـ”جيش الإسلام” محمد علّوش يطلب فيه من المعارض السوري جمال الورد مبلغ مليون دولار شهرياً مقابل الانضمام إلى الائتلاف السوري المعارض.
ويظهر التسجيل الصوتي نقاشاً بين علّوش وشخص مجهول حيث يقول الأول إنه سأل الورد وهو عضو الهيئة السياسية في الائتلاف، إذا ما كان الائتلاف يحصل على دعم، وأنّ الورد أجاب بأن الائتلاف حصل مؤخراً من الإماراتيين على مليونين ونصف مليون دولار وأن الأوروبيين سيقدمون الدعم أيضا، ليرد علوش بأنه ومن معه يريدون حصة مقدارها مليون دولار شهريا من هذه الأموال للانضمام الى الائتلاف.
ويروي علوش أنه خاطب الورد قائلا “أنت صديقي منذ بداية الثورة، ونحنا تغيرنا كتير كتير كتير”.
رغم ان علوش انكر التسجيل، الا ان سجل الرجل وسجل اخيه من قبل، زهران علوش مؤسس جماعة “جيش الاسلام” الممولة من السعودية، تؤيد مضمون التسجيل بشكل كامل، فجشع قادة “جيش الاسلام” للمال ليس بالامر الغريب، فقد نُشر عام 2015 على “يوتيوب” فيديو مسرب يظهر فيه زهران علوش القائد السابق لما يعرف بـ “جيش الإسلام”، في نقاش حاد حول مصير ملايين الدولارات التي كانت تدخل غوطة دمشق عبر نفق.
الفيديو المسرب يظهر فيه علوش قبل مقتله بأسابيع، في اجتماع مع قائد “فيلق الرحمن” المدعو أبو النصر وقائد “لواء فجر الأمة ” المدعو أبو خالد الدقر والشهير بـ “الزحطة”، ويدور سجال ساخن بين هؤلاء حول مصير ملايين الدولارات التي كانت تدخل عبر نفق تابع للواء “فجر الأمة” من منطقة غرب الغوطة ويستلمها فقط “جيش الإسلام”.
وفي الفيديو يُتهم زهران بأنه أدخل عدة مرات مبالغ ضخمة من المال وصلت كل دفعة إلى 12 مليون دولار أمريكي، فيقول الدقر إن هذه الأموال أرسلت للغوطة الشرقية، فيما يصر علوش على أنها أموال خاصة ب”جيش الإسلام” ، ويتبادل الاثنان الاتهامات بالمتاجرة بدم (أهالي الغوطة) باستلامهما تلك المبالغ الضخمة دون تقاسمها.
ولا يتحدث علوش عن مصادر تلك الأموال ولكن يستمر بالتأكيد على استلامه لمبالغ من داعمين لـ “جيش الإسلام” منذ 5 سنين أي منذ بدء الأحداث في سوريا.
المعروف ان “الائتلاف” الذي يطلب محمد علوش مليون دولار شهريا للانضمام اليه، يعد إحدى أدوات النظام التركي في المؤامرة على سورية ويدعم التنظيمات الإرهابية التي تقتل أبناء الشعب السوري وتدمر بناه التحتية كما أن تنظيم “جيش الإسلام” الإرهابي الممول سعوديا، قام بارتكاب العديد من الجرائم بحق السوريين بينها مجزرة عدرا العمالية التي يندى لها جبين الإنسانية كما أنه المسؤول عن إطلاق آلاف القذائف الصاروخية التي أودت بحياة وإصابة المئات من المدنيين في أحياء العاصمة.
الأموال التي تتلقاها التنظيمات الإرهابية في سورية من الأنظمة الخليجية وبعض الدول الأوروبية في مخالفة لقرارات مجلس الأمن الدولي، تساهم بنمو الإرهاب واطالة أمد معاناة أبناء الشعب السوري وتفشي ظاهرة الإرهاب عبر العالم.
الملفت ان محمد علوش الذي يطالب بمليون دولار شهريا للانخراط في صفوف الائتلاف، يرد وبكل صلافة على بشار الجعفري رئيس وفد الحكومة السورية الى مفاوضات أستانا، الذي اعتبره وجيشه وباقي الجماعات المسلحة الاخرى بانها جماعات ارهابية، بالقول إن “المعارضة من أبناء الشعب السوري الذي هو أبقى من النظام ورئيسه”!!.
محمد علوش هذا الذي يدعي انه يمثل الشعب السوري وانه ابقى من النظام ورئيسه، يعلن جهارا نهارا في مقابلة مع موقع “بلومبرغ” إن جماعته “جيش الاسلام” ليست معنية بقتال “اسرائيل”، وان الهدف الوحيد الذي تسعى جماعته الى تحقيقه هو التخلص من “النظام وأذنابه”!.
واشاد علوش في تلك المقابلة ب”اسرائيل” على المساعدات الغذائية والطبية التي تمنحها ل”المعارضة السورية”، والمشفى الميداني الذي تشغّله “إسرائيل” في أرضها من أجل معالجة الجرحى السوريين!!.
العقيدة المنحرفة التي يحملها محمد علوش، والتي حولته الى اداة رخيصة بيد قوى دولية واقليمية، لضرب سوريا واستقرارها وصولا الى تقسيمها، هي ذات العقيدة التي حملها اخوه من قبل زهران علوش، فهما ينحدران من عائلة معروفة باتباعها المنهج الوهابي المتشدد، وخاصة والدهما عبد الله علوش، الذي كان أحد أهم قيادات التيار الوهابي في الإخوان المسلمين في سوريا.
التاثير الكبير للعقيدة الوهابية على والد محمد وزهران، دفعته الى ان يرسل ابنه زهران الى السعودية الذي درس هناك على يد كبار شيوخ الوهابية في السعودية، مثل عبد العزيز بن باز وعبد الله بن عبد العزيز العقيل، ومن ثم عاد إلى سوريا ليعمل في مجال المقاولات، حيث افتتح شركة للخدمات المساندة للإعمار بتمويل من شريك سعودي.
قام زهران علوش الى جانب نشاطه الاقتصادي، بالدعوة الى الوهابية بين شباب دوما ومن ثم الغوطة. لكنه في الواقع كان يسعى لتكوين خلايا إرهابية مصغرة، مما جعل السلطات الأمنية السورية تتابعه عن كثب منذ عام ١٩٨٧ لينتهي الأمر بتوقيفه عام ٢٠٠٩ بعد ثبوت إدانته في التخطيط لتنفيذ أعمال إرهابية، وتم سجنه في سجن صيدنايا العسكري الأول حتى حزيران ٢٠١١، حيث شمله العفو الرئاسي الذي صدر آنذاك فخرج من سجنه.
زهران ومحمد علوش، نموذجان بارزان لرموز ما يسمى ب”المعارضة السورية”، التي تم تجنيدها من اجل خراب وتدمير سوريا من اجل عيون “اسرائيل”، الا ان مقاومة وصمود الشعب والجيش الحكومة في سوريا خلال السنوات السبع الماضية، اسقطت اوراق التوت التي تدثرت بها هذه الرموز، فظهرت على حقيقتها، مجموعة من المرتزقة لا هم لها سوى المال والقتل والسلطة.
• شفقنا

208