المعركة الكبرى.. حلب - دير الزور- درعا... مثلث سوريا الاستراتيجي

المعركة الكبرى.. حلب - دير الزور- درعا... مثلث سوريا الاستراتيجي
الأربعاء ١٤ يونيو ٢٠١٧ - ٠٢:٠٨ بتوقيت غرينتش

تتدافع الأهمية الميدانية والمعنوية والاستراتيجية لكل من مدن درعا وحلب ودير الزور في معادلة ثبات وتماسك الدولة السورية، وقد فهمت الأخيرة، جيشا وقيادة، ومعها حلفاؤها، هذه الأهمية منذ بداية اندلاع الحرب على سوريا، وكان لصمود وحدات هؤلاء جميعا في تلك المدن بالرغم من الضغوط العسكرية والاجتماعية الهائلة التي تعرضوا لها، التأثير المهم في المواجهة والمدافعة والانتصار الذي، ها هو اليوم يتجلى واضحا ثابتا، وباعتراف أغلب المعتدين.

العالم - سوريا

لا شك أن مفتاح هذه الأهمية التي تُميِّز المدن الثلاث يظهر من كون كا واحدة منها تشكل مفتاحا جغرافيا واقتصاديا للتواصل مع الدول المحيطة بسوريا، الاردن جنوبا عبر درعا، العراق شرقا عبر دير الزور، وتركيا شمالا عبر حلب، وانطلاقا من نقاط التواصل هذه، انطلقت معادلات الضغط على سوريا كالتالي:

درعا

كانت خلال الحرب نقطة عبور اساسية لمجموعات من المسلحين، محليين سوريين بعد ان تسلحوا وتموضعوا على الحدود الاردنية، واجانب بعد ان تسلحوا وتجمعوا على الحدود الجنوبية لسوريا، وجميع هؤلاء نفذوا وتحت رعاية غرفة عمليات الموك، والتي فيها خليط من ضباط خليجيين وغربيين واسرائيليين، مئات المعارك والمحاولات للسيطرة على درعا وابعاد تواجد الجيش السوري وحلفائه عنها، وبرغم شراسة المعارك وسقوط الكثير من الشهداء والمصابين للمدافعين، صمدوا وثبتوا واحتفظوا بنقطة الارتكاز الاستراتيجية في الجنوب السوري، وها هم اليوم يحضرون وانطلاقا من درعا، معركة تحرير الحدود والمعابر مع الاردن وتثبيت السيادة السورية.

حلب

مرّ تواجد الجيش العربي السوري وحلفائه في مدينة حلب ومحيطها - تابعونا على موقع اوقات الشام حيث المزيد من الاخبار المميزة- خلال فترة الحرب على سوريا بعدة مراحل، وكان أصعبها في منتصف العام 2013 حيث تقلص هذا التواجد الى الحد الادنى بعد تقدم المسلحين المدعومين اقليميا وغربيا، والذين رأوا جميعا انه بعد خسارة الجيش العربي السوري لمدينة حلب، سوف يخسر الورقة الكبرى في المعركة على سوريا، ولكن الاخير ومدعوما من حلفاء اوفياء واقوياء، صمدوا ودافعوا وقاتلوا، وسقط لهم ايضا الكثير من الشهداء والمصابين، وفي النهاية انتصروا وحرروا المدينة مع اغلب اريافها، وها هم اليوم يعيدون الامان والسيادة الى حلب واغلب محيطها، ويثبتون حضورهم في المدينة الشمالية الاستراتيجية، والمعتدون بالمقابل يتخبطون فيما بينهم، المسلحون في قتال شرس ودامٍ دون اية ضوابط او قيود، والداعمون في نزاعات ديبلوماسية وسياسية وربما عسكرية قريبا على خلفية اتهامات متبادلة، اهمها دعم الارهابيين في سوريا او خارجها.

دير الزور

قد يكون قد اخذ الضغط على سوريا من الشرق عبر دير الزور ومحيطها وجها مختلفا في الشكل عن الجنوب وعن الشمال، كون داعش استلم مهمة تفتيت سوريا والعراق، واتخذ من ميدانٍ مشتركٍ بين الدولتين مركزاً لاطلاق تنظيم "الدولة الاسلامية في العراق والشام"، ولكن في المضمون، اشترك الداعمون لداعش او للمجموعات الارهابية المسلحة الاخرى بالضغط على سوريا من بوابتها الشرقية في دير الزور، وبالمقابل، وانطلاقا من تواجد متواضع للجيش العربي السوري في المدينة وفي مطارها، صمد الاخير بالرغم من شراسة ودموية المعارك التي خيضت ضده، وحيث انه محاصر في منطقة معزولة وبعيدة مئات الكيلومترات شرقا عن اقرب وحداته في الداخل، فاجأ المراقبين والمتابعين بسر هذا الصمود الاسطوري، وها هو اليوم يتحضر لملاقاة رفاقه من وحدات الجيش العربي السوري الاخرى والحلفاء، و التي على اكثر من محور، تتقدم لفك الحصار ولتحرير دير الزور مدينة واريافا ولتثبت الترابط والتواصل مع محور المقاومة الاستراتيجي في ايران ولبنان عبر العراق.

واخيرا ... لا شك ان هذا المثلث الاستراتيجي، مثلث الصمود الذي ثَبُتِ انطلاقا من مجموعات صغيرة بطلة، واجهت اعدادا ضخمة من الارهابيين، مثلث المدن الثلاث: (حلب – دير الزور – درعا)، قد شكّل وسيُشكل، نقطة الارتكاز الكبرى في انتصار الدولة السورية وفي هزيمة المعتدين والخائنين.

المصدر: شام تايمز

106-3

كلمات دليلية :