نيويورك تايمز:

لهذه الأسباب الحرب مستبعدة ضد قطر.. وهذه هي خلافات السعودية والإمارات!

لهذه الأسباب الحرب مستبعدة ضد قطر.. وهذه هي خلافات السعودية والإمارات!
الثلاثاء ٢٠ يونيو ٢٠١٧ - ٠٧:٣١ بتوقيت غرينتش

استبعدت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية شن المملكة العربية السعودية والإمارات حرباً ضد قطر.

العالم - السعودية

وقالت الصحيفة في تقرير لها إنه رغم الخطاب الحاد وفرض حصارٍ عقابي، لا تُهدِّد التوتُّرات في منطقة الخليج الفارسي بنشوب حربٍ أخرى في الشرق الأوسط الذي مزَّقته الصراعات.

وأضافت أن الخلاف بين المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة من جهةٍ، وقطر من ناحيةٍ أخرى قائمٌ منذ فترةٍ طويلة، ويظل الأمر اليوم إلى حدٍ كبيرٍ كما هو دون تغييرٍ.

ولكن الصحيفة استدركت قائلة: "أمَّا ما تغيَّر، فهو الفرصة التي يراها السعوديون والإماراتيون، مع صديقهم الجديد في البيت الأبيض (ترامب)، لإزالة عقبة من طريقهم نحو التصدي لخصمين أكثر قوة: إيران والإخوان المسلمون".

ورأت الصحيفة أنه قد تؤدي التهديدات والترهيبات إلى تعديلٍ في سلوك قطر، لكنَّ الضعف والخلافات المُتأصِّلة بين البلدين، السعودية والإمارات، تقف حائلاً أمام مزيدٍ من التصعيد.

وأشار التقرير إلى أن الدولتين بررتا قطع العلاقات والحصار بدعم قطر لـ"الإرهابيين"، وهو لقبٌ يشيع استخدامه الآن لوصم المعارضين السياسيين.

ماذا فعلت قطر لإثارة مثل هذا الغضب؟

يقول كاتب التقرير جوست هيلترمان: "فوزارة الخارجية في البلاد صغيرةٌ، وذلك كما اكتشفتُ من زياراتي على مدار السنوات، لكنَّها تتمتَّع بشخصيةٍ واثِقةٍ وقوية على نحوٍ مذهل.

فقبل عقدٍ من الزمن، أدرجت قطر نفسها كوسيطٍ في عددٍ من الصراعات، منها التنافس الذي وقع بعد عام 2006 بين حركتي فتح وحماس الفلسطينيتين، وجولات الحكومة اليمنية المتعددة للحرب ضد الحوثيين بين عامي 2003 و2009، وحروب السودان الداخلية التي لا تنتهي.

وبدا أنَّه لا يمكن أن يمر أسبوعٌ دون عقد مجموعةٍ من اللقاءات في أحد فنادق الدوحة المُتألِّقة، بشكلٍ علني أو سري، يُجمَع فيها خصومٌ من فلسطين، أو أفغانستان، او لبنان، والذين كانوا بدورهم سعداء للحصول على فرصةٍ لكي يحظوا ببعض الراحة والاسترخاء بعيداً عن ميدان المعركة، حتى لو لم يحرزوا تقدُّماً يُذكَر في محادثات السلام.

كانت قطر تمارس نفوذاً، ولأنها لم تُشكِّل تهديداً حقيقياً لأي طرف، تسامحت جارتها الغربية الأكبر، والأثرى، والأكثر قوةً، المملكة العربية السعودية، مع سلوكها هذا".

ما الذي تغير؟

مع فوضى الربيع العربي، وتساقط المستبدين كأحجار الدومينو، أدركت الأسرة السعودية الحاكمة، إلى جانب باقي الملكيات في العالم العربي، أنَّ الدور قد يأتي عليها تالياً.

فتم تدبير الثورة المضادة في الرياض، وكان هدفها الأول والأساسي هو حكومة الرئيس المُنتخب في مصر محمد مرسي.

وكان مرسي أحد قيادات جماعة الإخوان المسلمين، وهي حركة برهنت على أنَّها كانت القوة السياسية الوحيدة المتماسكة، والمُنظَّمة، والمنضبطة، والقادرة على الحلول محل الأنظمة العربية المتداعية، حسب وصف نيويورك تايمز.

وقد حصل الإخوان المسلمون على دعمٍ قوي من قطر، التي أفسح موقفها كوسيطٍ محايد قبل 2011 المجال أمام الدعم المُتحمِّس لحركةٍ نظرت إليها باعتبارها فائزةً. فاستضافت البلاد رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، التي تُعَد الفرع الفلسطيني لجماعة الإخوان المسلمين، والذي كان قد طُرِد من دمشق.

هل يجب أن يقلق القطريون؟

ترى نيويورك تايمز أنه لا داعي بالنسبة لقطر للقلق كثيراً من أنَّ الخلاف الحالي سيخرج عن السيطرة. فحلفاؤها الخليجيون الذين أصبحوا خصوماً لديهم مصالح متباينة في ضغوطهم.

عكس السعودية، تُعرَف الإمارات بموقفها المعادي لجماعة الإخوان المسلمين، التي تراها منافساً محلياً، أكثر كثيراً من موقفها المعادي لإيران. وقد سجنت أعضاءها في الداخل وحاربتهم في الخارج.

وفي ليبيا تحديداً، وكذلك باليمن، عارضت الإمارات بنشاطٍ حزب الإصلاح حليف السعودية في حربها ضد الحوثيين دعماً لحكومة الرئيس اليمني المعزول عبد ربه منصور هادي.

في تونس، يحاول الإماراتيون تفكيك حكومة الوحدة الهشّة التي تضم حزب النهضة الإسلامي المعتدل.

وحسب نيويورك تايمز، "تمتلك كلٌ من السعودية والإمارات أسباباً لمحاولة الضغط على قطر، لكنَّ أولوياتهما وتحالفاتهما المتعارِضة، وعدم قدرتهما على إدخال جيشيهما في حربٍ أخرى، يُضعِف من تأثير تهديداتهما".

الإيرانيون مرحب بهم في الإمارات

ربما تمنع الإمارات القطريين من دخول البلاد بموجب الحصار، لكنَّ الإيرانيين واستثماراتهم لا يزالون محل ترحيبٍ دافئ.

وفي الوقت نفسه، يشعر السعوديون بالقلق من الدور المتنامي لإيران في المنطقة بصورةٍ أكبر بكثير، خصوصاً في اليمن، وعكس الإمارات، فهم مستعدون للعمل مع حزب الإصلاح لهزيمة الحوثيين؛ ومن ثم التصدي لإيران.

وترى نيويورك تايمز أن الأمر الآن متروكٌ للدول الخليجية الصغيرة الأخرى مثل الكويت وسلطنة عُمان للعب دور وساطةٍ والمساعدة على إيجاد صيغةٍ تحفظ ماء وجه كلا الطرفين.

وتقول الصحيفة الأميركية: "فقد يُخفِّض السعوديون والإماراتيون مطالبهما وضغطهما على قطر، مقابل تخفيض قطر دعمها العلني للإخوان المسلمين على سبيل المثال. ورغم أنَّ ذلك قد يبدو غير منطقي، لكن حتى إدارة ترامب، بردودها المرتبكة والمتناقِضة، ربما تكون قادرة على المساعدة في نزع فتيل الأزمة".

وتختم الصحيفة تقريرها بالقول إنَّ هذه الزوبعة تحدث في الخليج (الفارسي)، موضع خِلاف، وحيث يمكن لحركةٍ خاطئة واحدة، أو سوء تواصلٍ واحد، أو إشارةٍ واحدة يُساء فهمها أن تُطلِق العنان لقوى من شأنها أن تُلحِق الضرر بالمصالح السعودية الإماراتية أكثر مما قد تحلم قطر بفعله بنفسها، حتى لو كانت راغبةً في ذلك بقوة.

المصدر: هاف بوست

103-4