كل الجبهات إلى دير الزور.. دمشق تتحدى واشنطن

كل الجبهات إلى دير الزور.. دمشق تتحدى واشنطن
الأربعاء ٢١ يونيو ٢٠١٧ - ٠٤:٥٥ بتوقيت غرينتش

هدفان كان يسعى إليهما الجيش السوري وحلفاؤه، على رأسهم "حزب الله" عند بدء معركة البادية السورية، أكبر معارك الحرب السورية على الإطلاق.

العالم - العالم الاسلامي

الهدف الأول كان الوصول إلى الحدود العراقية – السورية، الأمر الذي وضعته واشنطن في خانة الخطوط الحمر موجهة ضربات جوية ضدّ الجيش السوري لمنعه من التقدم لكن الوصول إلى تلك الحدود حصل، أما الهدف الثاني فكان فكّ الحصار عن دير الزور، وهو ما يحتاج إلى عملية عسكرية ضخمة إضافة إلى تعزيزات برّية وغطاء جوي على مدار الساعة.

يبدو أن وصول الجيش السوري إلى دير الزور سيؤدي إلى شبه سيطرة كاملة على البادية السورية، ولذلك فهو ممنوع أميركياً.

قبل أيام كانت الجبهة المفتوحة من ريف حمص الشرقي بإتجاه مدينة السخنة تعتبر الجبهة الأكثر ترجيحاً لتقدم القوات السورية بهدف فكّ الحصار عن مدينة دير الزور، إذ تبعد السخنة عن دير الزور نحو 120 كلم، ويبعد حقل آراك الغازي حيث وصل الجيش السوري نحو 155 كلم، وهي طريق طويلة ستتخلها الكثير من المعارك حيث يمكن لـ"داعش" زج تعزيزات جديدة على هذا المحور لعرقة تقدم الجيش السوري.

لكن المفاجأة الميدانية الثانية للجيش السوري بعد الوصول إلى الحدود العراقية كانت التقدم من ريف حلب الشرقي في إتجاه ريف الرقة الغربي والسيطرة على مساحات كبيرة فيه، لتوجه واشنطن ضربة جوية أسقطت فيها طائرة حربية سورية، راسمة بذلك خطاً أحمر لسيطرة الجيش السوري على بلدة الرصافة الإستراتيجية، لكن العمليات العسكرية لم تتوقف إلا بإحكام الجيش السوري سيطرته على المدينة فاتحاً بذلك طريقاً آخر للتقدم إلى دير الزور.

الطريق الثاني الذي يمر بالرصافة يبعد 120 كلم عن دير الزور، وهو يمرّ بريف الرقة ليصل إلى بلدة الشولة، لكن وفق مصادر عسكرية، فإن التقدم في ريف الرقة أسهل بكثير إذ لا توجد مدن محصنة بسلسلة تلال، والمزارع والبلدات الصغيرة في ريف الرقة تبدو سهلة السيطرة عليها.

ويبدو أن الإشتباك مع واشنطن يصل إلى أقصى حدوده في ظل عدم إكتراث دمشق، ومن خلفها موسكو، بخطوط الولايات المتحدة الحمر، والإستمرار بالتقدم الكبير في عدة جبهات في إتجاه مدينة دير الزور لحسم الصراع السوري لمصلحة خصوم واشنطن الدوليين والإقليميين.

علي منتش

المصدر: أوقات الشام