كاهن نحات في سان مالو كان البحر يهمس في أذنه !! ... ماهي قصته ؟

كاهن نحات في سان مالو كان البحر يهمس في أذنه !! ... ماهي قصته ؟
الخميس ١٣ يوليو ٢٠١٧ - ٠١:٠٣ بتوقيت غرينتش

نحت الراهب فوريه بين عامي 1895 و1907 جرفا صخريا هو متحف خارج عن المألوف من الغرانيت في منطقة بروتانييه الفرنسية..إلا أن تحفة الفن الخام هذه مهددة بالزوال.

العالم - منوعات

وكان الأب أدولف فوريه انتقل إلى روتينوف شمال شرق سان مالو (غرب فرنسا) في أكتوبر 1894 بعدما تخلت الكنيسة عن خدماته بعد 30 عاما متحججة رسميا بأنه «بات مصابا بالطرش» وبشكل غير رسمي لأنه يثير بعض الاضطرابات.

وكان الأب فوريه يقول بعد وصوله إلى المنطقة: «لم أعد أسمع ضجيج البشر بل أتلفق هدير الموج».

ووجد فوريه نفسه في سن الخامسة والخمسين في ريتينوف حيث راح يساعد كاهن الرعية. إلا إنه قال في إحدى مقابلاته الكثيرة أن: «هذا ليس بالشغل الكافي».

وأضاف: «لذا فكرت بالتوجه إلى الجرف الصخري لأكون بمفردي في مواجهة البحر صديقي القديم (..)

ورحت أنحت الصخر يوميا. في البداية لاحقني أطفال المنطقة بتشجيع من أهلهم، بأفعالهم المسيئة. ففي كل ليلة كانوا يهدمون بالمطرقة العمل الذي أنجزته في اليوم السابق».

إلا أن الأب فوريه الذي كان يعتبرني بداية «مجنونا بعض الشيء» أصبح بعد ذلك «محسن روتينوف» على ما تقول جويل جونو الشغوفة بهذه الشخصية، وقد أسست جمعية «أصدقاء أعمال الأب فوريه» وحاولت ان تفهم من هو فعلا «ناسك روتينف» كما كان يحلو له أن يسمي نفسه.

وكان الأب فوريه يسلك يوميا رغم تقلبات الطقس، درب الماعز معتمرا قبعة.

وكان الأب فوريه يقول: «بعدما كنت أنظر مطولا إلى كتلة من الغرانيت وفيما هدير الموج يدندن في أحلامي كانت ترتسم في ذهني صورة الشخصية في الصخر، وكنت (…) أباشر العمل بعزم وكانت مواضيع دينية ووثنية تتوالى تحت أزميلي».

ومن بين هذه الشخصيات تنين طائر وقديسون محليون أو مشهد من حرب البور، وقد أقام الكاهن عالما خاصا به يجمع بين التاريخ الديني والوطني ممتدا تارة على الصخر أو معتليا سلما بدائيا تارة أخرى.

وكان الناسك يحرص على عزلته إلا أنه يستقبل زورا راح عددهم يزداد لأن الترامواي حول بلدة الصيادين الصغيرة إلى منتجع سياحي.

وكانت غالبا ما تلتقط له الصور فيما طبعت آلاف من البطاقات البريدية عن صخوره المنحوتة.

منذ وفاته في العام 1910 تغيرت الصورة كثيرا.

فعائدات هذا العمل الموجه أساسا للفقراء تجمعها الآن شركة خاصة تفرض سعر 2.50 يورو للوصول إلى منطقة لاهاي وهي غنية بالمنحوتات مع إنه يمكن النفاذ إليها مباشرة من الشاطئ خلال حركة الجزر. أما منطقة لا بوانت دو كريست فهي متاحة للجميع.

وقد اختفت ثلاثة أرباع 300 منحوتة صخرية وردت صورتها على بطاقات بريدية لا سيما تلك التي طمرت تحت طبقة من الإسمنت على الجرف الصخري.

ويواجه الربع المتبقي منها صعوبة في الاستمرار بسبب الجذور التي تؤدي الى تصدع الصخر والعوامل الطبيعية من بحر وريح فضلا عن دوس الزوار عليها ما يؤدي إلى تفتت الغرانيت يوما بعد يوم.

وتعرب جويل جونو عن قلقها بشأن حفظ «هذا التراث الاستثنائي» الذي تؤكد بلدية سان-مالو إنها تسعى إلى حمايته، وتؤكد جونو «إن لم نتحرك فورا فإننا نوشك على خسارته». 

المصدر : روسيا اليوم

120