الخارجية الايرانية: علاقاتنا مع الكويت طيبة دوما وسفيرنا باقٍ هناك

الخارجية الايرانية: علاقاتنا مع الكويت طيبة دوما وسفيرنا باقٍ هناك
الإثنين ٢٤ يوليو ٢٠١٧ - ٠٨:٠٤ بتوقيت غرينتش

أكد المتحدث باسم الخارجية الايرانية بهرام قاسمي بان علاقاتنا مع الكويت طيبة دوما، والسفارة الايرانية في الكويت ستستمر في عملها على مستوى السفير، وان السفير الايراني سيبقى في الكويت.

العالم - ايران

وقال قاسمي في مؤتمره الصحفي الاسبوعي اليوم الاثنين، في الرد على سؤال حول طبيعة العلاقات الايرانية الكويتية، لقد اعلنا عن مواقفنا، والعاملون لم يتم طردهم بل هنالك خفض لعدد الدبلوماسيين حيث اطلعوا سفيرنا يوم الخميس ليتم خفض عدد الدبلوماسيين خلال شهر ونصف.

واضاف، لقد كانت علاقاتنا مع الكويت طيبة دوما، وان الاجراء الاخير لم يكن ايجابيا، الا ان سفيرنا باق في الكويت والسفارة ستستمر في عملها على مستوى السفير. ينبغي تفهم بعض الظروف ونحن نحتفظ لانفسنا بحق الرد وسنتخذ الاجراء اللازم في الوقت المناسب.

واضاف قاسمي، ان عدد الدبلوماسيين الكويتيين (في طهران) اقل من عدد دبلوماسيينا (في الكويت).

وفي الرد على سؤال حول المشاورات الايرانية العراقية خلال الايام الاخيرة وخفض عدد المستشارين الايرانيين في العراق، قال، ان العلاقات العريقة بين البلدين تحظى بطاقات وفيرة والاتصالات بين مسؤولي البلدين كانت وستستمر في مستويات الخبراء.

واضاف، هنالك الكثير من المجالات للتعاون المشترك ولنا مشاورات حول قضايا المنطقة ومكافحة الارهاب.

وتابع المتحدث باسم الخارجية الايرانية، ان العلاقات بين البلدين لا علاقة لها بسائر الدول وليس بامكان الاخرين ولا يحق لهم التدخل بشان هذه العلاقات.

عهد لغة التهديد قد ولى وبعض التصريحات يعد مثالا للتدخل في شؤوننا الداخلية

وحول المواطن الاميركي المعتقل في ايران قال قاسمي، ان عهد لغة التهديد قد ولى وان بعض التصريحات يعد مثالا للتدخل في شؤوننا الداخلية، فسلطتنا القضائية مستقلة عن الحكومة وهي تعمل باستقلالية واقتدار تام.

واضاف، انه على الاميركيين تغيير لغتهم (في التعامل) فالتهديد امر مستهجن، ولقد رددنا على مثل هذه الممارسات الصادرة من اميركا خلال العقود الماضية.

وفي الرد على سؤال حول الاستفتاء في كردستان العراق قال، نحن ندعو للحفاظ على وحدة الاراضي العراقية وسيادة الحكومة المركزية.

وبشان اجراءات الحظر الاميركية الجديدة ضد ايران والتي من المقرر التصويت عليها غدا قال، نحن نعارض اي حظر من قبل اي دولة كانت، فالحظر اداة ظالمة وغير فاعلة.

السعودية لم تمنح بعد تاشيرات الدخول لدبلوماسيي بعثة الحج

وأعلن المتحدث باسم الخارجية الايرانية بان السلطات السعودية المعنية لم تصدر بعد تاشيرات الدخول للدبلوماسيين الايرانيين العشرة للسفر الى السعودية من اجل تقديم الخدمات القنصلية للحجاج الايرانيين.

وقال قاسمي، انه حتى هذه اللحظة لم تصدر تاشيرات الدخول للدبلوماسيين الايرانيين العشرة بناء على الاتفاق الحاصل مع السلطات السعودية، للحضور خلال موسم الحج في السعودية وهنالك تاخير في هذا المجال لعدة اسابيع.

واضاف، انه كان من المفروض ان يتواجد الفريق القنصلي منذ مطلع شوال وقبل وصول الحجاج الى السعودية.

وقال قاسمي، اننا نشهد تاخيرا في هذا الصدد مما يضيف شيئا الى نقاط الغموض لدينا وهنالك نقاط غموض اخرى وعدم وضوح في مجال مسؤوليات هذا الفريق حيث ينبغي ان تتوضح.

واضاف، ان قضيتنا ليست مجرد اصدار تاشيرات الدخول للدبلوماسيين العشرة الى الاراضي السعودية وهي لن تحل القضية ويجب ان تتوضح مسالة انه كيف يمكنه اداء مسؤوليته القنصلية وتحت اي ظروف وبأي آليات، حيث ان هذه القضايا ينبغي ان تتوضح سريعا.

وقال قاسمي، ان مجرد ياخذ هؤلاء الدبلوماسيون العشرة تاشيرات الدخول ولا يكون بامكانهم الاتصال مع المؤسسات السعودية ووزارة الخارجية وغير ذلك وان يتواجدوا في غرفة ومبنى، امر لن يسمح لهم باداء رسالتهم المعرفة لهم.

واكد قاسمي اننا ننتظر التاشيرات وكذلك آليات انشطة وعمل زملائنا القنصليين.

الاوروبيون يرغبون بتقدم الاتفاق النووي الى الامام بقوة

وقال قاسمي، ان الاوروبيين ملتزمون بالاتفاق النووي وهم راغبون بان يتقدم الاتفاق الى الامام بقوة وليسوا مؤيدين لممارسات اميركا الناكثة للعهد.

واضاف، انه مثلما اعلن الاميركيون اخيرا فانهم مازالوا ملتزين بالاتفاق النووي وان مسالة عرقلة او نكث العهد والتقاعس في تنفيذ الالتزامات يختلف عن نقض الاتفاق والخروج منه وان مواقف الاوروبيين والاتحاد الاوروبي وسائر الدول مثل الصين وروسيا واضحة وشفافة في هذا الصدد وقد اعلن عنها دوما.

سياسة ايران العامة؛ التعاطي برحابة الصدر مع الجيران

وحول بعض القضايا الحاصلة بين ايران والسعودية فيما يتعلق بزوارق الصيد وملاحيها المحتجزين قال قاسمي، ان سياسة الجمهورية الاسلامية الايرانية العامة مبنية على خفض التوتر والمساعدة بايجاد الامن والاستقرار في المنطقة وان ايران تسعى للتعاطي بالمزيد من رحابة الصدر مع الدول الجارة لها.

واعتبر انه نظرا للظروف الخاصة والامواج والتغييرات المناخية فمن الطبيعي ان تدخل زوارق المدنيين والعسكريين والصيادين للمياه الاقليمية كل للدول الاخرى وهي قضايا يمكن حلها وتسويتها عبر الحوار ولا اعتقد انه يمكننا ان نجعل هذه القضية ذريعة لكي نستنتج بان هنالك مشاكل واوضاعا غير ملائمة وغير طبيعية.

وفيما اذا كانت ايران ستتحادث مع السعودية في هذا المجال قال، لا تربطنا علاقات سياسية مع السعودية الان وفي بعض الاحيان يمكننا ان ننقل رسائلنا عبر قنوات اخرى وهنالك محادثات مباشرة فقط حول الحج حيث يزور مسؤولو الحج والزيارة السودية ويجرون محادثات مع الجانب السعودي.

ندعو لوحدة اراضي العراق وسيادة الحكومة المركزية

وفي الرد على سؤال حول تصريحات رئيس الاركان العامة للقوات المسلحة اللواء محمد باقري حول الاستفتاء على استقلال كردستان العراق ورد ايران بهذا الخصوص، اعتبر قاسمي، موضوع الاستقلال املا وحلما يجب ان يستغرق وقتا طويلا ليتحقق واضاف، اننا اعلنا موقفنا حول هذا الاستفتاء.

واضاف، اننا ندعو الى وحدة اراضي العراق وسيادة الحكومة المركزية وان اي بحث حول هذه القضايا في المنطقة وليس في العراق فقط، انما يضر بالسلام والاستقرار بالمنطقة ونعتبره عاملا يمكنه ان يشكل ذريعة لتدخل عناصر ثالثة في المنطقة واثارة الفوضى والاضطرابات فيها.

وتابع قائلا، انه ليس من مصلحة القوميات والمذاهب في العراق اضعاف السيادة الوطنية وينبغي على الجميع العمل للحفاظ على سيادة الاراضي العراقية وصون سيادتها الوطنية.

واكد المتحدث باسم الخارجية الايرانية، ان قضايا العراق الداخلية متعلقة بحكومتها المركزية وان ايران لا تتدخل في هذه القضايا.

نقل الرسائل بين ايران واميركا عبر سلطنة عمان ؟

وفي رده على سؤال حول الزيارة الاخيرة لوزير الخارجية العماني الى طهران وهل ان هنالك تبادل رسائل بين ايران واميركا عبر عمان، قال قاسمي، ان العلاقات بين ايران وعمان، علاقات نموذجية بين دول المنطقة خاصة في منطقة الخليج الفارسي .

واضاف، ان المشاورات متواصلة بين ايران وعمان حول العديد من القضايا الثنائية والاقليمية والدولية، وان زيارة وزير الدولة للشؤون الخارجية العماني الى طهران تاتي في اطار مناقشة القضايا الثنائية والاقليمية.

واوضح ان كل زيارة تحمل رسالة، بامكانها ان تكون رسالة مودة وصداقة والتأكيد مرة ثانية على الصداقة بين عمان وايران كما في اللقاءات والزيارات السابقة، واضاف، انه تم خلال هذه الزيارة البحث حول الكثير من القضايا كما كان الامر عليه سابقا وان وزير خارجية عمان كوزراء خارجية الدول الاخرى يمكنه ان تكون له اتصالات مع سائر نظرائه ومن ضمنهم الاميركيين.

نأمل ان لا يورط الاميركان انفسهم في متاعب جديدة

وردا على سؤال بشأن الحظر الاميركي الجديد ضد ايران، والمقرر التصويت عليه يوم غد، وايضا بشأن مصير الاتفاق النووي، اعتبر بهرام قاسمي هذا الاتفاق بأنه اتفاق دولي متعدد الاطراف وقد صادق عليه مجلس الامن الدولي، مضيفا أنه ليس من السهل لأحد الاعضاء انتهاك أو إلغاء او تقويض هذا الاتفاق لتمتعه بآليات معززة، ولو لم يكن سهلا لكان قد حدث ذلك مبكرا جدا.

وأضاف قاسمي قائلا: نأمل ان يكون لدى الإدارة الاميركية قدرا من الحنكة والعقلانية اللازمة، بحيث لا تورط نفسها والشعب الاميركي في متاعب جديدة فيما يتعلق بالاتفاق النووي، لكي يمضي الاتفاق في مساره.

وأوضح: اننا لسنا قلقين من اي سلوك من قبل اميركا والآخرين، ولقد خططنا لكل الفرضيات التي قد تحدث.. ويمكننا ان ننفذ سياساتنا بناء على التعامل بالمثل وأن نواصل مسارنا.

الاميركان أثبتوا أنهم غير جديرين بالثقة

وفي معرض إجابته على سؤال حول التصريحات الاخيرة لوزير الخارجية الايراني، محمد جواد ظريف بأنه إن أبدت اميركا حسن نيتها فإن ايران ستكون مستعدة للتحاور في المجالات الاخرى ايضا، قال قاسمي: لقد كان الاتفاق النووية بالنسبة لنا نوعا من الاختبار لنرى في المستقبل هل توجد إمكانية الحوار بشأن القضايا الاخرى مع الدولة التي بيننا وبينها حاجز كبير من عدم الثقة.. ولكن من المؤسف او لعله من دواعي السرور ان الاميركيين أثبتوا عمليا أنهم غير جديرين بالثقة، ومن خلال عرقلاتهم ونقضهم للعهود في مجال الاتفاق النووي عملوا على توسيع حاجز الثقة.

نرصد بدقة تصرفات اميركا

وبشأن تعامل الادارة الاميركية تجاه الاتفاق النووي، اوضح قاسمي أن القول والعمل قد لا يتفقان على الدوام، فلا يمكن التنبؤ بالسلوك المستقبلي وتحليله بمجرد بعض التصريحات، لافتا الى ان الانباء تحدثت ان ترامب شكل فريقا في البيت الابيض لدراسة موضوع الاتفاق النووي، وهذا ليس موضوعا جديدا ويأتي استمرارا للمواضيع السابقة والتصريحات التي نسمعها من داخل واشنطن.. ولابد ان ننتظر لنرى الى أين ستؤدي هذه التصريحات، مؤكدا ان ما هو هام لنا الافعال لا الاقوال.. ونحن نرصد بدقة فائقة افعال اميركا وتصرفاتها، ونتخذ قراراتنا في هذا المجال.

نرصد الاتفاق النووي بجدية

وردا على سؤال آخر بشأن الاتفاق النووي، أكد المتحدث باسم الخارجية الايرانية اننا نرصد بجدية ودقة تامة موضوع الاتفاق النووي وسلوك جميع اعضاء مجموعة 5+1.

وأشار قاسمي الى الاجتماع الاخير للجنة المشتركة المشرفة على الاتفاق النووي بمدينة فيينا، مبينا اننا طرحنا في هذا الاجتماع بالتفصيل حالات القصور والتنصل ونقض الوعود من قبل اميركا، وقد استمعنا لمواقف الاعضاء، بحيث اكد جميعهم على التزامهم بالاتفاق.

وأكمل: انه نظرا للانتهاكات الحاصلة، فإننا سنستفيد من آلية اللجنة المشرفة على الاتفاق النووي، وسنطرح مواضيعنا بصدق وبدقة، وسنواصل هذا الوضع، ونأمل ان ينفذ جميع الاطراف التزاماتهم مثلما التزمت ايران وحسب اعتراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية في تقاريرها، وان يضعوا هذا المبدأ الأساسي بعين الاعتبار من اجل الحفاظ على الاتفاق.

الحظر أداة مجحفة ومستهجنة وعديمة الجدوى

وبشأن التصويت على الحظر الاميركي الجديد ضد ايران والمقرر يوم غد الثلاثاء، قال بهرام قاسمي: سنعلن عن مواقفنا بعد اتضاح نتيجة التصويت في الكونغرس.. اننا نعارض اي حظر من اي دولة كانت وتجاه اي دولة كانت، ونعتقد ان الحظر أداة مجحفة وعديمة الجدوى، وقد شهدنا في السابق، كما ان الاميركيين يدركون ذلك بشأن ايران، ان ايران تمكنت في حقبة الحظر من الاستفادة من طاقاتها بشكل أكبر اعتمادا على ذكاء كوادرها البشرية.

ومضى قاسمي قائلا: ان الحظر اجراء عدائي ومستهجن ومرفوض، ولن يكون له اي جدوى سوى زيادة التوتر وإبداء العداء تجاه شعب خرج للتو من انتخابات عظيمة رائعة، وبالتالي هذا يثبت كيف تتصرف اميركا بازدواجية بين ديمقراطية منتخبة من قبل الشعب وبين الانظمة الديكتاتورية في المنطقة التي تنحصر ثرواتها في دولاراتها النفطية.

طرح اميركا لقدراتنا الصاروخية والحرس الثوري خطأ استراتيجي

وبشأن العراقيل التي تضعها اميركا امام العلاقات الاوروبية الايرانية، أوضح المتحدث الايراني أن الادارة الاميركية تواجه بعض التناقضات، فمن جهة ترى نفسها امام ظاهرة باسم الاتفاق النووي الذي يحظى بآليات قوية، فهي لم تتمكن من إلغاء الاتفاق رغم كل تنصلها وانتهاكها ومواقفها المتشددة في فترة الانتخابات الاميركية.

وأوضح: لذلك فإن اميركا مضطرة للقيام بإجراءات اخرى من اجل إضعاف الاتفاق النووي، لتتمكن من حرمان ايران من ميزات الاتفاق على الصعيد العالمي والاوروبي.. حيث تمارس ضغوطا على الشركات الاوروبية وغير الاوروبية لتضعها امام مفترق طرق لئلا تتمكن من التعاون الجاد مع ايران.

ورأى قاسمي ان الاجراءات الاميركية غير المدروسة لن تحمل الا الندامة لها، مضيفا: ان ايران اثبتت أنها دولة مقتدرة تعتمد على قدراتها وطاقاتها وهي قادرة على مواصلة دربها في المنطقة والمضي قدما في قضاياها دون الاعتماد على الآخرين.

وأردف: ان اقتدار الجمهورية الاسلامية الايرانية أثار مخاوف اميركا الى حد ما، فالاميركان قلقون من ازدياد هذه القوة في المستقبل، لذلك يلجأون الى إجراءات بما في ذلك طرح موضوع القدرات الصاروخية الايرانية وموضوع الحرس الثوري، وهذا باعتقادنا خطأ استراتيجي قد يرتكبوه ان لم يتحروا الدقة، وبشكل عام لن يكون في مصلحتهم.

المصدر: فارس

114-2