ملك المغرب يصدر عفوا يشمل عددا من معتقلي "الحراك" في منطقة الريف

ملك المغرب يصدر عفوا يشمل عددا من معتقلي
الأحد ٣٠ يوليو ٢٠١٧ - ٠٢:١٧ بتوقيت غرينتش

أصدر ملك المغرب محمد السادس السبت عفوا شمل عددًا من معتقللي "الحراك" في منطقة الريف، وفق ما أعلنت وزارة العدل.

وقبيل إلقائه خطابًا متلفزًا لمناسبة الذكرى الثامنة عشرة لتولّيه العرش، أوضحت وزارة العدل في بيان أنّ الملك أصدر عفوا عن 1178 شخصًا بينهم عدد من معتقلي "الحراك" الذي قام على خلفيّة مطالب تنموية تندّد بـ"تهميش" الحسيمة في منطقة الريف.

ولم تُحدّد وزارة العدل عدد معتقلي "الحراك" الذين شملهم العفو، غير أنها أشارت إلى أنهم "لم يرتكبوا جرائم أو أفعال جسيمة في الأحداث التي عرفتها منطقة الحسيمة (...)".

وقال مصدر حكومي إنّ عدد معتقلي "الحراك" الذين شملهم العفو بلغ 40 شخصًا ورأى في ذلك "خطوة مهمة وإيجابية جدا".

غير أنّ المصدر نفسه أوضح أنّ زعيم "الحراك" ناصر الزفزافي غير مشمول بالعفو.

في المقابل، قال المحامي عبد الصادق البوشتوي عضو هيئة الدفاع عن معتقلي "الحراك"، إنّ العفو "خطوة إيجابية، لكنه غير كاف لأننا نطالب بالإفراج عن جميع الذين اعتُقلوا خلال أحداث الحسيمة".

ووفقًا لوزارة العدل، فقد شمل العفو الملكي أيضاً عدداً من المنتمين إلى حزب العدالة والتنمية والمعتقلين بتهمة "الإشادة بالإرهاب".

وباتت مدينة الحسيمة منذ أشهر، معقلاً لحركة الاحتجاج التي تطالب بإنماء منطقة الريف في شمال المغرب والمعروفة تاريخيًا بأنها متمرّدة.

وبُعيد إعلان وزارة العدل عن العفو الملكي، وجّه الملك محمد السادس في خطاب ألقاه لمناسبة ذكرى تولّيه العرش انتقادا شديدا للأحزاب السياسية والإدارة العمومية، وقال "إن من بين المشاكل التي تعيق تقدم المغرب، هو ضعف الإدارة العمومية، سواء من حيث الحكامة، أو مستوى النجاعة أو جودة الخدمات، التي تقدمها للمواطنين". 

وتطرّق ملك المغرب إلى أحداث الحسيمة التي "أبانت (...) مع الأسف، عن انعدام غير مسبوق لروح المسؤولية" على حدّ تعبيره. وأوضح أنه "عوض أن يقوم كل طرف بواجبه الوطني والمهني، ويسود التعاون وتضافر الجهود، لحل مشاكل الساكنة، انزلق الوضع بين مختلف الفاعلين إلى تقاذف المسؤولية، وحضرت الحسابات السياسية الضيقة، وغاب الوطن، وضاعت مصالح المواطنين".

وتابع الملك "إن بعض الأحزاب تعتقد أن عملها يقتصر فقط على عقد مؤتمراتها (...) أما عندما يتعلق الأمر بالتواصل مع المواطنين، وحل مشاكلهم، فلا دور ولا وجود لها. وهذا شيء غير مقبول من هيئات مهمتها تمثيل وتأطير المواطنين، وخدمة مصالحهم".

وفي وقت كان المجتمع المدني قد وجّه مع منظمات غير حكومية انتقادات شديدة للمقاربة "الأمنية" التي تعتمدها السلطات المغربية، رفض الملك محمد السادس "الادعاءات" في هذا المجال، وحيّا رجال الأمن الذين "يقدمون تضحيات كبيرة (...) من أجل القيام بواجبهم في حماية أمن الوطن واستقراره" على حد تعبيره.

ومنذ مقتل بائع سمك سحقا داخل شاحنة لجمع النفايات في الحسيمة نهاية تشرين الاول/ اكتوبر 2016، نُظّمت على مدى أشهر تظاهرات سلمية شبه يومية في مدينة الحسيمة وبلدة امزورين المجاورة جمع بعضها آلاف الاشخاص للمطالبة بالتنمية في منطقة الريف المهمشة والمهملة من السلطات.

ولم يسهم إعلان السلطات عن خطة استثمارات واسعة ومشاريع للبنى التحتيّة، في نزع فتيل الأزمة.

المصدر : فرانس برس

5