خاص للعالم: نعيم قاسم يكشف خبايا انكسار النصرة بجرود عرسال

الأحد ٠٦ أغسطس ٢٠١٧ - ١٠:٣٢ بتوقيت غرينتش

لبنان (العالم) 2017/8/6- قال نائب الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم خلال مقابلة خاصة مع قناة العالم ان التكفيريين في عرسال كانوا يشكلون خطراً حقيقياً على كل منطقة البقاع، واستغلوا مخيمات النازحين وعرسال لارسال السيارات المفخخة وتفجيرها، مؤكداً ان العمليات العسكرية التي خاضها حزب الله ضدهم أراحت اللبنانيين وخاصة المسيحيين.

العالم - لبنان

وفيما يلي نص المقابلة..

المذيع: الانجاز الاخير في جرود عرسال وما حدث، كيف تقيمون التداعيات على المستوى الوطني للانجاز الذي حصل في جرود عرسال؟

الضيف: انجاز جرود عرسال هو انجاز وطني بامتياز لان التكفيريين كانوا يشكلون حجر عثرة وكانوا يشكلون ايضاً خطر حقيقي على كل منطقة البقاع ويستغلون مخيمات النازحين وكذلك بلدة عرسال اللبنانية من اجل ان يرسلوا السيارات المفخخة الى داخل لبنان والاحزمة الناسفة لايذاء المواطنين، وكذلك قاموا بعمليات ضد الجيش اللبناني ووقع له شهداء وجرحى.
اذن وجود جبهة النصرة في جرود عرسال كان يعتبر خطر حقيقي ودائمي، لانهم كانوا دائماً يرسلون السيارات المفخخة، وعندما قام حزب الله بهذه العملية استطاع ان يحرر جرود عرسال من النصرة خلال فترة اربعة ايام، والحمد لله كانت كل الصور تنشر في وسائل الاعلام والناس شاهدت طبيعة و وعورة المنطقة الصعبة والمعقدة، هذا الانتصار شعر معه اللبنانيون انهم حققوا انجازا كبيرا جداً.
والملفت هذه المرة ان كل المسيحيين كانوا متعاطفين ومؤيدين، لان بعض القرى المسيحية في منطقة البقاع كانت تتعرض لقصف من داعش والنصرة، وكانت تتعرض لبعض الاعمال التخريبية، وجدوا ان هذا التحرير اراح المنطقة.. وفي النهاية عندما اعلن الامين العام لحزب الله السيد نصر الله ان المنطقة هي بتصرف الجيش اللبناني يعني ان حزب الله ليس لديه اطماع بان يسيطر على ارض ويمسك بها، هذا كله اعطى صورة مشرقة جداً.
اليوم نستطيع ان نقول لم يشهد لبنان اجماعاً لبنانياً حول حزب الله ومقاومة حزب الله كما شهده في هذه المعركة لانه أراح اللبنانيين من التكفيريين من جماعة النصرة، بحيث انه اقتلعهم من جذورهم.

المذيع: تحدثتوا عن اجماع وطني، لكن هناك بعض الاصوات التي صدرت خلال العمليات وقبلها وحتى بعد العمليات تحدثت بلغة مشككة تارة وتحدثت بلغة مرتفعة النبرة، اتحدثت عن البيانات الصادرة عن تيار المستقبل – الكتلة النيابية تحديداً، كيف تعاملتم مع هذا الخطاب؟

الضيف: حزب المستقبل بكتلته النيابية هو صوت واحد في مقابل اصوات كثيرة في لبنان من كل الطوائف وكل القوى والاحزاب التي ايدت المقاومة.

المذيع: اقصد هو المعني الاول وخاصة الطبيعة الشعبية في عرسال..

الضيف: صحيح، لكن الميزة ان اهل عرسال الذين يحاول ان يدافع عنهم حزب المستقبل هم يريدون الخلاص، وهم عندما حصلت لقاءات معهم اعلامياً كانوا يشيدون بالمقاومة ويريدون التخلص من جماعة النصرة وداعش، وللعلم ربما لا يعلم الكثير من الناس ان انتخابات البلدية الاخيرة في عرسال نجح فيها المعارضون لحزب المستقبل، يعني ليس حزب المستقبل هو المسيطر على عرسال، هناك قوى اخرى تسيطر على عرسال وتؤثر والشعب يريدها، هؤلاء كانوا يعبرون عن فرحتهم بالانتصار الذي حصل، اضافة الى ذلك هم انتقادهم كان انه على الدولة اللبنانية هي التي تحرر وليس على حزب الله ان يحرر، لكن لم يستطيعوا ان يجيبوا عن سؤال اساسي، ماذا لو بقيت النصرة هناك ولم يحرر احد المنطقة؟، هل تتحمل الناس بعد؟
الحمد لله النتيجة التي صدرت في ان خرج الاف من العوائل مع مئات من المسلحين، اعطت صورة واضحة بان الانجاز كان عظيماً وصوت المستقبل لم يكن له أثر، اذكر لكم قصة وحادثة.. احد الاعلاميين قال يا أخي ماذا يجري في لبنان؟ لم يعد هناك اعلام معادي للمقاومة؟ كلهم يؤيدون للمقاومة؟ حتى الذين كانوا يعادونها؟ هل دفع لهم حزب الله اموال؟

الحقيقة ان الحدث كان من حيث الضخامة والوطنية ومن حيث انه دخل الى قلوب الجميع أقوى من بعض هذه الملاحظات التي يحاول البعض ان يثيرها.

المذيع: انطلاقاً مما ذكرتم، والحديث عن اجماع وطني في لبنان قبل العمليات التي حدثت في جرود عرسال، انتقل الى السؤال الثاني حول تثمير هذا الانجاز على المستوى السياسي الداخلي اللبناني، كيف يمكن تثمير هذا الانجاز على مستوى الاشتباك السياسي وعلى مستوى الاختلافات السياسية الحاصلة على العديد من الملفات؟

الضيف: تعلمون انه خلال كل الازمة السورية منذ سنة 2011، كان هناك رهان ان تنتقل الازمة السورية الى لبنان، لكن لم تنتقل، لماذا؟ لان اداء حزب الله بالتحديد كان مهتماً بان لا تكون هناك فتنة داخلية، وان يقاتل في سوريا ويمنع الاثر على لبنان، وهذا ما تحقق، لذلك الان بعد انتخاب رئيس الجمهورية هو العماد ميشيل عون، وهو رئيس مؤيد للمقاومة، وبعد تشكيل حكومة وحدة وطنية، برئاسة سعد الحريري، ليس هناك في لبنان جو متوتر سياسياً، ولا توجد مشكلة سياسية.
والان مع الانتصار الذي حصل مع حزب الله، هذا يعزز حالة التعاون في الداخل اللبناني ولم نعد امام حرطقات يمكن ان تخرب البلد او ان تؤثر في البلد، بعض الاصوات البسيطة هذه لا تقدم ولا تؤثر، من هنا اقول ان حزب الله سيثمر هذا الانتصار لمزيد من التعاون الداخلي والمحافظة على الاستقرار والامن والاهتمام بشؤون الناس المعيشية بالتعاون مع الاطراف الاخرين.

المذيع: انقل لكم ما يثار في اجواء اعلامية وصحفية.. ذكرتم ان العمليات استغرقت اربعة ايام، وكان حقيقة الانجاز في جرود عرسال سريعاً بصورة مفاجئة حتى ربما لجمهوركم ولشارعكم، هناك من يقول ان وقف الدعم السياسي لجبهة النصرة نتيجة الاشتباك الحاصل بين بعض الدول العربية تحديداً قطر وخصومها هو الذي أدى هذا الى الانهيار السريع لجبهة النصرة في جرود عرسال، وليس ما يقوله حزب الله (طبعاً ما يروجه الاعلام) ان سرعة ادائه وقدرته العسكرية هي التي كانت السبب في حسم الامور في عرسال؟

الضيف: جبهة النصرة كانت موجودة قريبا من المخيمات، وقريبا من مدينة عرسال، وكانوا ينزلون الى المخيمات والى عرسال يأخذون البضائع ويهربون السلاح ويلتجؤون الى الناس كدروع بشرية، وهي تمتلك القدرة والامكانات العسكرية والمادية التي تجعلها تقاتل فترة طويلة من الزمن، فضلاً عن قناعات مسلحيها واعتقادهم. واليوم جبهة النصرة موجودة في ادلب وفي اماكن اخرى، يعني لا نتحدث نحن عن تنظيم انتهى، وانما نتحدث عن تنظيم حتى لو توقف عنه الدعم  في هذه المرحلة، لكن هو يمتلك قدرات كبيرة. ثم ان عندما بدأنا المعركة هو رفض ان يتحاور ورفض ان يستسلم او ان يتفق اتفاق، وقرر ان يخوض المعركة، قاتل بشراسة في اليوم الاول، لكن قوة المقاومة وطريقة العمل ودفاع الشباب وتسديد الله عزوجل، دبّ الرعب في قلوبهم بعد يومين من المعارك، فاضطروا الى ان يذهبوا الى التفاوض والى الاستسلام عملياً.

جبهة النصرة لم تخسر المعركة الا بعد ان قاتلت قتالا قويا وشديدا، لكن من واجهها كان أصلب وأقوى منها ومسددا من الله تعالى، لذلك انكسرت في المعركة.

المذيع: هل يمكنكم ان تضعونا في ارقام الخسائر التي تكبدتها النصرة وبشكل رئيسي خسائر قتلاها؟

الضيف: بعض المعلومات ت تتحدث عن قتلى حوالي 120 او 130 قتيل، وتقريباً ثلاثة اضعاف من العدد من الجرحى. وهم خسروا مساحة كانت تساوي 100 كيلومتر، بقوا في حوالي 5 كيلومتراً، لكن الـ5 كيلومتراً كانت محصنة ومتصلة مع المخيمات، يعني كانت اصعب مرحلة، مع ذلك قالوا نحن حاضرون للتفاوض، نحن قبلنا بالتفاوض لانه لا نريد مزيد من الدماء. وايضاً من مكتسبات المفاوضات اننا خلصنا خمسة اسرى كانوا لدى النصرة، وكل الفترة الماضية النصرة رفضت ان تناقش في تحرير الاسرى. فكانت فرصة مناسبة لنحرر اسرانا.

103-4

كلمات دليلية :