خليل حمدان: إستمرار إخفاء الامام موسي الصدر ارهاب دولة

خليل حمدان: إستمرار إخفاء الامام موسي الصدر ارهاب دولة
الثلاثاء ٢٩ أغسطس ٢٠١٧ - ٠٨:١٢ بتوقيت غرينتش

أشار عضو هيئة الرئاسة في حركة (أمل) الدكتور خليل حمدان الي حلول الذكري السنوية التاسعة والثلاثين لإخفاء الامام السيد موسي الصدر وأخويه الشيخ محمد يعقوب والصحافي السيد عباس بدرالدين، وقال: انهم ولازالوا قيد السجن والسجان، ولكن مع مرور الزمن الضاغط فإن الامام يزداد حضورا بتحقيق الأهداف التي عمل لها، لانها راسخة رسوخ الحق والعدل والحريّة والتحرير والمقاومة، فالإمام الصدر مسيرته من ايران الاسلام الي العراق الي لبنان والي العالم اجمع.

وفي مؤتمر صحفي عقده بطهران في ذكري اختطاف الامام موسي الصدر ورفيقيه قال حمدان: لقد انتصر الامام الصدر للثورة الاسلامية الإيرانية بقيادة الامام الخميني (قدس سره)، عرف رجالات الثورة الكبار والمجاهدين وساهم في الإعداد والاستعداد لنصرة الثوار من موقعه في لبنان حاملا لواءها الي العالم بالكلمة والموقف والمتابعة الحثيثة، متواصلا مع الراحل الامام روح الله الموسوي الخميني، ويكفي شهادة ودلالة علي حضور الشهيد الكبير المجاهد الدكتور مصطفي جمران، كلمة سر الامام الصدر، إذ شغل موقعا متقدما أو الاول بعد الامام الصدر في مسيرة وجهاد حركة أمل علي المستويين العسكري والفكري حيث تشهد ساحات القتال في بنت جبيل والطيبة في الجنوب اللبناني مواجهة العدو الصهيوني لهذا الشهيد الرمز وكذلك حلقات الإعداد والتنظيم لأفواج المقاومة اللبنانية (أمل).


وكانت هذه الثورة من اهتمامات الامام الاولي، أعطاها كل ما يستطيع وليس أصدق دلالة من أن المقالة التي كتبها الامام ونشرت في جريدة اللوموند الفرنسية قبل سفره الي ليبيا، جاءت هذه المقالة تحت عنوان (نداء الأنبياء) تتحدث عن أهداف الثورة الاسلامية الإيرانية بقيادة الامام الخميني (قدس سره) في وجه الطاغية المقبور شاه ايران الذي مارس أبشع انواع الظلم علي العلماء والعباد الصالحين وعمّ ظلمه البلاد.


وأضاف عضو الهيئة الرئاسية في حركة أمل أن الامام الصدر إنتصر للقضية الفلسطينية متضامنا مع ثورتها مذكرا انها القضية المركزية علي قاعدة (اسرائيل شر مطلق) والتخلي عن هذه القضية هو بمثابة التخلي عن الدين...


وأسس الامام الصدر المقاومة قبل الاحتلال الصهيوني البغيض مستشعرا ذلك الخطر قبل وقوعه.


والامام الصدر داعية وحدة وعيش مشترك، معتبرا في كل أدبياته ان التعايش الاسلامي المسيحي نقيض لعنصرية (اسرائيل).


وقال حمدان: إن الامام الصدر إنتصر للمحرومين... في لبنان، فطالب برفع الحرمان عنهم ومواجهة العدوان وكان يعتبر ان تأمين صمود الناس واجب وطني وانساني والمقاومة في وجه (اسرائيل) حق مقدس خاصة وان (اسرائيل) تضعنا حسب قوله امام خيارين؛ اما ان نكون شهداء أو ضحايا. ومعه إنطلقت المقاومة واستمرت.


وأضاف: إن السيد موسي الصدر بني المؤسسات مثل مؤسسة جبل عامل المهنية وغيرها والتي كانت مقرات للمقاومين تحت إدارة الشهيد مصطفي جمران.


وانتصر الامام الصدر لقضايا الحق والعدل في العالم ودعا لتضامن حركات التحرر في العالم أجمع في وجه الظالمين للشعوب المستضعفة.


وذكر القيادي في حركة أمل أن الامام الصدر اعتبر ان تبرير الارهاب هو أشد فتكا من الارهاب نفسه، وعندما بررت دول عظمي وصحف وفضائيات واعلام مأجور جرائم العدو الصهيوني ومجازره اعتبر ان هذا بمثابة بيئة حاضنة للارهاب كما تفعل بعض الدول اليَومَ بتبريرها للارهاب علي العراق وسوريا واليمن والجمهورية الاسلامية الإيرانية ولبنان.


وأوضح خليل حمدان ان استمرار إخفاء الامام السيد موسي الصدر وأخويه هو نوع من انواع ارهاب الدولة، وان سكوت المجتمع الدولي عن هذه الجريمة لم يأت تجاهلا فقط بل ضمن مخطط تعميم الارهاب المنظم، وان استمرار اخفاء الامام وأخويه هو إدانة واضحة لهذا المجتمع ويهمنا ان نؤكد علي الأمور التالية:


اولا: إن الامام موسي الصدر هو عالم ومواطن إيراني كما هو عالم ومواطن لبناني، ونتطلع الي المزيد من التعاون المستمر لتحريرالامام وأخويه، وهذا هدف من أهداف الامام الراحل السيد روح الله الموسوي الخميني (قدس سره)، وهدف المرشد الأعلي للثورة الاسلامية الإيرانية الامام القائد السيد علي الخامنئي (حفظه الله)، ونتطلع الي التعاون العملي لأننا نعتقد وبقوة ان الامام الصدر وأخويه أحياء ينتظرون الشرفاء للعمل علي تحريرهم وبذل كل جهد مستطاع.


ثانيا وان المراهنة علي مرور الزمن لن يحد من وهج هذه القضية بل في كل يوم يزداد حضورا وما ستقوم به حركة أمل في إحتفالها الذي سيقام في بيروت يوم الأربعاء المقبل وما جري من نشاطات الا الشاهد الحي علي وفاء الناس واخلاصهم لقائدهم وينتظرون كلمة واضحة حيال هذه القضية من رئيس حركة أمل دولة الرئيس الأخ الاستاذ نبيه بري.
 

ثالثا: إن مسؤولية المجتمع الدولي والهيئات والمنظمات الانسانية الدولية هي مسؤولية كبيرة ومن يتجاهل هذه القضية، ليس الا داعية ارهاب، خاصة وان الجريمة التي ارتكبها المقبور الطاغية المجرم معمر القذافي واضحة لدي الجميع.


رابعا: اننا في قيادة حركة أمل نؤكد علي موقفنا الثابت بأن السلطة الليبية الحالية مسؤولة عن تحرير الامام الصدر وأخويه بقدر ما هي مسؤولية المجرم القذافي ونظامه البائد علي إخفائهم وانه لا تطوير لأية علاقة مع السلطة الليبية مهما كانت كبيرة أو صغيرة خارج نطاق هذه القاعدة.


وفي ختام كلمته في المؤتمر الصحفي قال حمدان: تتوجه إليكم حركة امل بتحية تقدير نحملها لقائد الثورة الاسلامية الايرانية وللمسؤولين وللشعب الايراني العزيز من رئيس حركة أمل الرئيس نبيه بري، مع دعائنا وعملنا معا لتحرير الامام وأخويه لإعادتهم الي ساحة جهادهم ومقاومتهم.


وفي رده علي أسئلة الصحفيين خلال المؤتمر الصحفي الذي حضرته كذلك كريمة الامام موسي الصدر السيدة حوراء الصدر، قال عضو الهيئة الرئاسية في حركة أمل: نحن منذ اللحظة الاولي لإخفاء الامام موسي الصدر كنا علي تواصل مع قيادات الثورة قبل انتصارها وبالتحديد مع الامام الخميني (قدس سره الشريف) وأن سماحة الامام الراحل كان يتابع هذه القضية وهذا الامر استمر بعد انتصار الثورة، والمسؤولون الايرانيون كانوا مهتمين بهذا الموضوع، وهذا التعاون الوثيق استمر حتي بعد سقوط نظام القذافي ولكن لم نصل الي نتيجة حتي هذه اللحظة.


وفي رده علي سؤال للوفاق حول آخر المعلومات حول مصير الامام موسي الصدر ورفيقيه قال القيادي في حركة أمل: نحن مررنا في هذه القضية في مراحل عدة وجاءت للجنة المتابعة معلومات كثيرة ومنها أن الامام حتي عام 1991 وعام 1995 نقل من سجن إلي آخر.


وقال: نحن نريد إثبات بعض الامور وهي أن حياة الامام موسي الصدر لا تحتاج أي إثبات لأنه إختطف حياً وحتي الان لم يثبت بأنه توفي وأن اللجان المكلفة بمتابعة الملف تعمل جميعاً من منطلق أن الامام ورفيقيه احياء ونعمل علي تحريرهم.


وأضاف: إن وزير الخارجية الليبي في عام 2013 قال أن هناك ثلاث جثث موجودة في سجن طرابلس ونحن طلبنا منهم أن يتم أجراء فحوص الحمض النووي وأجريت هذه الفحوصات في مركز كبير دولي في سراييفو في البوسنة والهرسك والنتيجة كانت سلبية وأن الجثث لم تكن عائدة للامام الصدر ورفيقيه.


وذكر أنه تم تشكيل لجان تنسيق مشتركة مع الحكومة الليبية الحالية والعمل جار ودؤوب وقابلنا الكثير من القيادات الأمنية من نظام القذافي ومنهم السنوسي في موريتانيا والذي أعطي معلومات كاذبة وكل الإجراءات التي تمت لم توصلنا الي نتائج ملموسة، لأن الجانب الليبي يريد الخلاص من هذا الملف بأي ثمن.


وأضاف عضو هيئة رئاسة حركة أمل أنه لا تطوير لأي علاقة مع الحكومة الليبية الحالية قبل العمل الجدي من قبلهم لتحرير الامام موسي الصدر وأخويه.


وبشأن توقيف نجل القذافي في لبنان قال حمدان:ابن القذافي موقوف في لبنان ولديه معلومات حول هذا الملف ولم يفصح عنها وهو قال: انه سيتحدث عندما يكون في الطائرة وأن عدم الإفصاح عن هذه المعلومات يعد جريمة في رأي المجلس العدلي اللبناني.


وذكر خليل حمدان أن المستفيد من إخفاء الامام موسي الصدر هو العدو الصهيوني والمسؤول الاول والاخير عن الاختطاف هو النظام الليبي السابق.


واضاف: إن ليبيا والقذافي كانت معتمدة كسجن وسجان من قبل أنظمة عربية رسمية وأجنبية والطغاة، وهنا أذكر جزءاً من ذكريات الرئيس الفرنسي الاسبق جاك شيراك حيث يقول في كتابه: عندما خرج الامام من العراق وكان في الحدود الكويتية إتصل الطاغية صدام حسين بسفيره في فرنسا وطلب منه أن يتحدث مع رئيس الوزراء الفرنسي في تلك الفترة جاك شيراك ويطلب منه أن يقول للرئيس الفرنسي جيسكار ديستان أن يطلب من الامام الخميني عدم الذهاب لفرنسا ويذهب الي ليبيا وهذا الامر حدث في تلك الايام عندما اختطف الامام موسي الصدر قبل أكثر من 30 عاماً.


وفي رده علي سؤال حول حقد القذافي تجاه الامام موسي الصدر، ذكر خليل حمدان أن الامام موسي الصدر كان ينسق مع الجبهة القومية وهو الذي دعا الفلسطينيين في مراسم يوم (شهيد أمل) وهناك أحاديث كثيرة يتم نقلها ولكن ما هو ثابت أن المندوب الليبي جاء الي لبنان وبقي في بيروت 62 يوماً واجتمع بكل المجموعات اللبنانية وحتي مع اليمين بشكل سري لكن لم يجتمع به الامام موسي الصدر، لان القذافي كان ضد المسيحيين في لبنان وان الامام موسي الصدر كان يدعو للعيش المشترك بين اللبنانيين مسلمين ومسيحيين، ويحاول إصلاح الوضع الداخلي في لبنان وكان يعتبر وقف الحرب الداخلية أكبر صفعة لـ (اسرائيل).


واضاف: بعد اجتياح (اسرائيل) لجنوب لبنان اراد الامام الصدر أن يستقطب دعماً عربياً للبنان وقراراً اممياً أيضاً ولذلك اجتمع بالرئيس الجزائري في تلك الايام هواري بومدين الذي دعا الامام للذهاب الي ليبيا للحصول علي اجماع عربي ففي جامعة الدول العربية ولكن القذافي وعن حقد دفين له إختطف الامام موسي الصدر لأن سماحته رفض ما أراد أن ينفذه القذافي في لبنان.

101