حسين مرتضى يكشف: من الذي أمر بذبح الجنود اللبنانيين ومن اقنع الجندي دياب بالانشقاق؟

حسين مرتضى يكشف: من الذي أمر بذبح الجنود اللبنانيين ومن اقنع الجندي دياب بالانشقاق؟
الخميس ٣١ أغسطس ٢٠١٧ - ١٢:٣٦ بتوقيت غرينتش

بعد ثلاثة أعوام وخمسة وعشرين يوما، اختتم ملف وطني وانساني في لبنان، كان يعتبر من أكثر الملفات مأساوية وتعقيدا، ترافق ذلك مع نصر بعد نصر، والتاريخ شاهد، نعم، اندحرت النصرة ولحقها داعش، معيدين لشعب لبنان مشهد الجنود الصهاينة وجيش لحد البائد، وكما بوابة فاطمة ذات ايار، كان معبر الشيخ علي في القلمون، ورفعت الرايات التي اختصرت عند حليمة قارة كل مفاصل المرحلة القادمة، حيث العسكري اللبناني والسوري ومعهما المقاوم.

العالم - لبنان

هذا النصر الذي كشف عن مصير العسكريين اللبنانيين المخطوفين لدى "داعش"، قد أزاح ايضاً كابوساً ثقيلاً عن كاهل اللبنانيين واهالي القلمون السوري، بعد ان تحصنت مجموعات إرهابية في جرود قاحلة وأطراف قرى دولتين على مقربة من مجموعة من المخيّمات التي غصّت بالنازحين واللاجئين السوريين، تحوّلت قاعدة تموين ولجوء للارهابيين بإشراف دولي وإقليمي تحت شعارات إنسانية أممية ودولية تحاكي بعضاً من مواصفات الثكن العسكرية التي نمت في مناطق خارجة عن أيّ قيد أمني أو عسكري مسؤول ورسمي.

مصير العسكريين الشهداء الثمانية، ترك باب التساؤل مفتوحاً عن مصير الجندي التاسع، وبقي هذا الامر مجهولاً بالنسبة للبعض في لبنان، الا ان القصة في تفاصيلها يجب ان تعرف منذ البداية.

ولكي نصل الى مصير الجندي التاسع، اي منذ تكدس الارهابيين في جرود رأس بعلبك وعرسال والقاع ومعها جرود القلمون السوري، حيث بدأ تجمع الارهابيين في الحقيقة منذ انسحاب ما يسمى كتائب الفاروق من القصير، بقيادة موفق أبو السوس وأبي أحمد جمعة وعضوية أبي طلال الحمد وأبي عبد السلام السوري. وهؤلاء جميعا كانوا قد بايعوا تنظيم داعش  قبل اعتقال "عماد أحمد جمعة"، وهو من مدينة القصير في ريف حمص، وقائد لواء "فجر الإسلام"، والذي  أدّى إلى المعركة الشهيرة التي قتل خلالها أحمد طه الملقب بأبو حسن الفلسطيني، وهو أول أمير للتنظيم هناك. فتسلّم زمام الإمارة أبو عبد السلام.

أما أبو طلال فكان المسؤول عن ملف العسكريين الأسرى الذين أختُطِفوا الساعة الخامسة والربع من بعد ظهر السبت في 2 آب 2014، بالطبع ابو طلال الحمد هو من مدينة القصير السورية، تجواز العقد الرابع من العمر، ولم يكن الحمد، بحسب المعلومات، ملتزماً دينياً قبل انضوائه في صفوف "داعش". وهو ابن عشيرة اللويس العربية، وكان يعمل في مجال النفط قبل اندلاع الأحداث في سوريا.

وفي المرحلة الانتقالية عُزِل الحمد وأبو عبد السلام وتسلم أبو أسامة البانياسي وأبو الهدى التلّي (واسمه الحقيقي مهدي الاحمر من مدينة التل في القلمون بريف دمشق)، إمارة قاطع القلمون، ليقتل البانياسي فيما بعد ويتسلّم أبو الهدى دفة القيادة، والذي شهدت فترة استلامه للامارة زيادة عناصر داعش ، وهو كان مقرب من أمير جبهة النصرة "أبو مالك التلّي". بعد مقتل "أبو أسامة البانياسي"، ثلاثة قياديين وصلوا إلى قاطع القلمون بعد أقل من شهر من مبايعة هذه المجموعات المسلحة لداعش، وهم أبو بلقيس العدناني (عراقي الجنسية) وأبو الزبير السعودي وأبو الوليد المقدسي، ومع مجيء هؤلاء المجرمين، اتخذ التنظيم في الجرود صفة "الشرعية" وأصبح تابعاً للرقّة، لكن مع انتزاع صلاحيات التصرّف أو التصريح بشأن العسكريين اللبنانيين الذين أصبح أمر التفاوض بشأنهم متعلقاً بالقيادة المركزية لداعش، وخلال فصول الخلاف الدامي بين قادة داعش في القلمون ، كان مصير جنود الجيش اللبناني هو المحك الفاصل، حيث امر أبا الزبير السعودي بقتل العسكريين في زنازينهم، متحججاً ان اوامر القيادة المركزية في الرقة تقول ذلك. فيما تتحدث المعلومات عن مصير الجندي التاسع من الجيش اللبناني.

المعلومات تشير الى انه  بعد تسلم شؤون التنظيم في القلمون كل من الأمير الشرعي أبو الزبير السعودي والأمير العام أبو بلقيس العراقي وأبو بكر الرقاوي موفدين من قيادة التنظيم الى المنطقة، كان ذلك بعد عزل الأمير السابق للتنظيم أبو طلال الحمد واستدعائه الى الرقة، الذي غادر الجرود مصطحباً معه ابن شقيقته العسكري عبد الرحيم دياب الذي كان قد أعلن انشقاقه عن الجيش، وهناك قُتل الحمد ( خال العسكري ) بغارة جوية للطيران السوري استهدفت موكبه في الرقة. وفيما اشارت المعلومات عن التحاق دياب بصفوف التنظيم وعمله في أحد المكاتب الإدارية التابعة لشؤون مالية التنظيم، وأفادت معلومات أخرى بأنه قتل في إحدى المعارك.

حسين مرتضي - مراسل قناة العالم في سوريا

106-1