الترسانة الوهابية .. تتفكك أم ماذا ؟!

الترسانة الوهابية .. تتفكك أم ماذا ؟!
الجمعة ١٥ سبتمبر ٢٠١٧ - ٠٥:٣٥ بتوقيت غرينتش

هي أمر شبه محظور، لكن أميركا والغرب يجيزان للسعودية أن تحتفظ بهذا النوع من الأسلحة للاستفادة منها والتوغل في الشرق الأوسط أكثر فأكثر، بعد جعله جغرافيا خصبة للصراعات والحروب، ومن بعد ذلك يأتي الأميركي فيلا كان أم حمار، لأكل الأخضر بعد أن يحرق اليابس بمن فيه ضمن المنطقة، هذه هي مهمة السعودية على الصعيد السياسي والأمني.

العالم . مقالات و تحليلات

توليد الوهابية جاء في أواسط القرن الماضي لإشعال الشرق الأوسط حالما تطلب الأمر، في بريطانيا أثناء ولادة الوهابية كان هناك من يفكر لعشرات السنين، وورثت الولايات المتحدة الأميركية فيما بعد هذا الحمل الثقيل، وإلى الآن فإن الغرب يتعامل مع هذا النوع من التطرف على أنه سلاح فعال للتوغل في أقاصي الشرق الأوسط دون أية موانع تقليدية أو غير تقليدية والسيطرة على كامل ما تنتجه هذه المنطقة من ثروات معدنية وطرق تجارية، لكن هذا لم يتم رغم ضراوة الصراع القائم في المنطقة حاليا، فتكسرت المصالح الأميركية.

في السعودية الأمر ليس مغايرا، نظام الرياض يغير جلده فاعتقل أحد أكبر أعمدة الوهابية كعوض القرني و سلمان العودة، ويقال أن الحبل على الجرار ليطول العريفي لاحقا، وتحت ستار الأزمة مع قطر وأن شيوخ الوهابية متعاطفون مع الدوحة، ما يعني أن سلطات النظام السعودي بدأت بتصفية أؤلئك الذين كانت تعتمد عليهم للظهور بشكل شرعي أمام العالم الذي تعلن له أنها حامية حمى الشريعة والدين، وعلى الأغلب يأتي ذلك ضمن مشروع إعادة بلورة الوهابية الجديدة التي على نظام الرياض أن تظهر من خلالها دون رتوش التطرف الحاد الذي كانت تظهر من خلاله، حتى تضمن بقاءها ضمن المحور الغربي.

طبقة رجال الدين في السعودية معروفة بأنها مفتيّ البلاط، وبشكل كبير يساهمون في رفع القصور الملكية وتكفير كل من لا يلتزم بقواعد الأسرة الحاكمة في الرياض ومصالحها وإنزال الويل والثبور بالعصاة السياسيين، وأن تتعامل الرياض بهذا الشكل معهم فهذا يعني أن ثمة خلخلة كبيرة في النظام السعودي وعلى هذا الأخير أن يسابق الوقت لتغطية عوراته.

التحولات الكبرى تحكم المنطقة، ليس لصالح التحالف الأميركي، واشنطن متضررة بشكل كبير و«تتفشش» بحلفاءها التقليديين وتضغط عليهم بشكل غير مسبوق لاسيما على الصعيد المالي، لن يبقى شيء على حاله وما يفعله حلفاء أميركا الآن، فقط، إنقاذ ما يمكن إنقاذه.

ايفين دوبا ـ شام تايمز

210