روحاني: يجب وقف العدوان على الیمن

روحاني: يجب وقف العدوان على الیمن
الأربعاء ٢٠ سبتمبر ٢٠١٧ - ٠٣:٤٦ بتوقيت غرينتش

اكد الرئیس الایراني حسن روحاني على ضرورة وقف العدوان على الیمن، داعیا الى تسهیل ارسال المساعدات الانسانیة وتوفیر الظروف لاطلاق الحوار الیمني – الیمني لیقرر الشعب الیمني مستقبله بنفسه.

العالم - ايران

وخلال لقائه عددا من مدراء وكبار مراسلي وسائل الاعلام الامیركیة في نیویورك الثلاثاء، اشار الرئیس روحاني الى الاتفاق النووي الموقع بین ایران ومجموعة '5+1' والتقاریر السبعة الصادرة لغایة الان عن الوكالة الدولیة للطاقة الذریة المؤكدة لالتزام ایران وقال، انه تم التاكید في جمیع هذه التقاریر السبعة بان ایران كانت ملتزمة بتعهداتها تماما، لذا لو نقضت امیركا تعهدها فان كل الاضرار والمسؤولیات ستكون على عاتقها وسیثبت ذلك بان ایران دولة ملتزمة بتعهداتها وان امیركا لا یمكن لاحد الوثوق بها، لانه من الممكن ان یتم ابرام اتفاق یوما ما ومع مجیء حكومة جدیدة یتم نقض جمیع ما تم الاتفاق بشانه.

واضاف، انه بناء على ذلك لو حدث اي شيء في الموضوع النووي فان ایران هي المنتصرة، وبطبیعة الحال لو خرجت امیركا ستتضرر ولو بقیت فانها ستنتفع، ونحن مستعدون لكل الظروف ولا مشكلة لنا في الاستمرار بطریقنا ولكن لو تنصلت امیركا من تعهدها فمعنى ذلك ان هذا التعهد یواجه مشكلة ما ومن المحتمل في مثل هذه الظروف ان تختار ایران طریقا اخر.

وحول اوضاع المنطقة خاصة الیمن اعتبر اجراءات امیركا وحماتها في الیمن ومنها القصف العشوائي للشعب الیمني وقتل الابریاء امرا خاطئا ویتعارض مع جمیع المبادئ والقرارات الدولیة والانسانیة وقال، لا مبرر اطلاقا للهجمات الجویة السعودیة وقتل الشعب الیمني البريء.

واضاف، اننا نعتقد بان العدوان على الیمن یجب ان یتوقف وان تتدفق المساعدات الانسانیة وتمهد الظروف للحوار الیمني – الیمني لیتخذ الشعب الیمني القرار لمستقبله وان تشارك جمیع الاطیاف والمكونات في تقریر مستقبل الیمن.

وانتقد روحانی المعاییر المزدوجة التي تتخذها امیركا تجاه حقوق الانسان والتسلیحات قائلا، ان امیركا تلتزم الصمت ازاء الجرائم المرتكبة حینما یتم الحدیث عن ابرام عقود تسلیحیة ضخمة ولا تدین اي جریمة، فكیف تكون هذه المعاییر المزدوجة مبررة.

ونوه الى تزامن زیارة ترامب الى السعودیة مع الانتخابات الرئاسیة الایرانیة قائلا، ان حضور 41 ملیون ناخب عند صنادیق الاقتراع كان افضل رد من الشعب الایرانی على تهدیدات بعض الدول وتصریحات ترامب ولقد اثبت الایرانیون بانهم متمسكون بنظامهم ویؤمنون بالدیمقراطیة وینتخبون مسؤولیهم بانفسهم.

وفي الرد على تصریحات بعض المسؤولین الامیركیین القاضیة بان البرنامج الدفاعي الایراني یخل بالتوازن في المنطقة قال الرئیس روحانی، هل ان البرنامج الصاروخي الایراني ام ارسال الاسلحة یخل بالتوازن في المنطقة؟ والتزام الصمت ازاء عدوان دولة على دولة اخرى مستقلة؟ لاشك ان استبیانات الراي الامیركیة نفسها تثبت بان شعوب المنطقة تعتبر دور ایران وبرنامجها لمكافحة الارهاب ایجابیا خلافا لدور الامیركیین.

واعتبر ان بیع كل هذه الكمیات من الاسلحة لا یخدم مصلحة المنطقة ولا ینبغي ان یكون هنالك سباق للتسلح واضاف، اننا نعیش في منطقة تعمها الفوضى وخضنا تجربة حرب مفروضة علینا لفترة 8 اعوام لذا لا یمكننا التردد في الدفاع عن شعبنا الذي لا یمكنه تجاهل اخطار المنطقة، ومن الذي یعتقد بان لا تصنع ایران الاسلحة التي تحتاجها في الوقت الذي تشتري دول المنطقة احدث الاسلحة؟.

ونوه الى ان ایران ومنذ انتهاء الحرب العراقیة ضد ایران في العام 1988 لم تطلق اي صاروخ على دولة اخرى ما عدا الصواریخ التي اطلقتها قبل فترة على مقرات "داعش" فی دیر الزور، وكانت من ادق الصواریخ، واضاف، انني استغرب انه كیف یجري الحدیث عن الاسلحة الدفاعیة (الایرانیة) في حین لا یتم الحدیث عن الاسلحة الهجومیة التي تستهدف الشعب الیمني یومیا.

وفي جانب اخر من تصریحه وصف العلاقات الایرانیة الروسیة بانها متنامیة وقال، هنالك تطابق في وجهات النظر بین البلدین في معظم القضایا الاقلیمیة والدولیة وهما یسعیان لارساء والامن والاستقرار في المنطقة.

واضاف، من الطبیعي ان علاقاتنا تكون اكثر دفئا مع اي دولة تدعمنا في المجالات العلمیة والصناعیة والانتاجیة والمصرفیة والقروض التي نحتاجها.

واشار الى ان ایران بحاجة الي 200 ملیار دولار من الاستثمارات في قطاع الطاقة وتم لغایة الان اجتذاب ملیارات الدولارات من بعض الدول ومنها الیابان وروسیا والصین واضاف، لقد كان بامكان امیركا الاستفادة من فرصة الاتفاق النووی لكنها عملت على العكس من ذلك، ففي حین اننا بحاجة الى تطویر اسطول النقل الجوي نرى مجلس النواب الامیركی یخل بقراره في صفقة شراء الطائرات من شركة 'بوینغ' وهو الامر الذي یعني تكرار السیاسات الخاطئة السابقة.

وفي الرد على سؤال حول الحرس الثوري قال، ان الحرس الثوري قوة شعبیة وعسكریة كبرى في بلدنا ولعب دورا مهما جدا في حرب الثمانیة اعوام (1980-1988) وهو الان یؤدي دورا مؤثرا ومهما جدا لتوفیر الامن في ایران ومكافحة الارهاب لیس فقط في ایران بل ایضا في سوریا والعراق.

وحول الاستفتاء على الانفصال في كردستان العراق قال، لابد من الالتفات الى ان اي تغییر خلافا للدستور ووحدة الاراضي، خطیر جدا للامن والسلام في العراق والمنطقة كلها، علینا الا نسمح بتغییر الحدود الجغرافیة لان هذا التحرك سیشكل البدایة لدومینو من التوتر لیس معلوما الى این سینتهي. وان العلاقات بین بغداد واربیل كقضیة داخلیة للعراق ینبغی متابعتها في اطار الدستور.

وحول الربط بین الاسلام وبعض الجماعات الارهابیة قال، ان الاسلام هو دین السلام والصداقة ولیست هنالك اي علاقة بین الدین والجماعات الارهابیة، فمثلما یمكن ان تقوم مجموعة مسیحیة متطرفة بعمل ارهابي وهو ما لا یمكن ربطه بدین المسیحیة فان دین الاسلام ایضا یعارض اي شكل من اشكال العنف والارهاب والقتل.
 

روحاني : انتهاك التوافقات الدولیة بناءعلي رغبة شخص بمثابة استدراج العالم الى الفوضى

من جهة اخرى اكد رئیس الجمهوریة ان انتهاك الاتفاق النووى او الوقوف بوجهه او تقویضه یعد بمثابة تقویض المجتمع الدولى والتفاوض واضعاف الامم المتحدة ومجلس الامن .

وقال روحاني في لقائه جمعا من نخب السیاسة الخارجیة في امریكا، ان ما ندعو الیه یكمن في حل المشاكل عبر المفاوضات والتوصل الى اتفاقات والالتزام بها' محذرا من اي اجراء یعارض ذلك بمثابة انتهاك الدبلوماسیة برمتها وكافة الحلول السلمیة لحل الخلافات.

واشار روحاني الى اجراء الانتخابات الرئاسیة الثانیة عشرة في اجواء تنافسیة وحماسیة عظیمة داخل البلاد، مصرحا ان مشاركة 73 بالمئة من الناخبین برهنت للعالم بان ایران تدار على اساس ارادة الشعب والدیمقراطیة.

وشدد رئیس الجمهوریة على ان الشعب الایرانى یرغب فى اقامة علاقات ممیزة مع مختلف دول العالم، وان یبنى بلاده فى ظل هذه العلاقات الجیدة والبناءة.

وراى 'ان القضایا الراهنة في منطقتنا والمناطق الاخرى في انحاء العالم لن تحل عبر التهدید او الحظر او الحرب وانما یمكن التوصل الى حلول لها بواسطة الدیمقراطیة واللجوء الى اراء الشعب والمفاوضات وتبادل وجهات النظر والعقلانیة'.

واضاف قائلا، ان الشرق الاوسط خیر دلیل على هذا الادعاء بان الدول التي حاولت عبر استخدام القوة العسكریة لحلحلة القضایا في سیاق مصالحها لم تحقق اي نجاح في اي مكان، لا فی افغانستان ولا العراق ولا سوریا ولا الیمن ولا لیبیا؛ مبینا ان هذه المعضلات تؤكد ضرورة تحدید المشاكل والتعرف علیها جیدا قبل القیام بحلها ومن ثم اختیار حل سلمي لها.

وقال رئیس الجمهوریة ان 'ایران دأبت على الدوام في مساعدة الدول الاقلیمیة لحل مشاكل المنطقة والبلدان نفسها، وذلك عندما تتقدم هذه البلدان بطلب مباشر الینا، ومن هذا المنطلق بادرنا الى مساندة حكومتي العراق وسوریا وبناء على ذات الاسس ایضا نقوم بمساعدة الدول الاقلیمیة التي تطلب منا العون في مكافحة الارهاب '.

واعرب روحانی عن ارتیاحه لان المشاكل التي تعصف بالعراق وسوریا خلال العام الحالي باتت اقل مقارنة بالاعوام السابقة؛ رغم ان امامنا مسارا طویلا جدا للقضاء تماما على ظاهرة الارهاب بوصفها معضلة ومشكلة اقلیمیة وعالمیة.
 

واعرب عن امله بان لا یتم انتهاك الاتفاق النووي من جانب اي من الاطراف التي وقعت عليه وقال انه "بشان الاجراءات التي ستتخذها ایران ازاء خروج امریكا من الاتفاق النووي، سیتم الافصاح عنها في حینه وسنصرح بما ستقوم به الجمهوریة الاسلامیة انذاك".

وتابع، "هناك خیارات عدیدة حیال ذلك بحثناها داخل البلاد واتخذنا بعض القرارات فیما یخص البعض منها".

واردف الرئیس الایراني قائلا، "لدینا خیارات ولسنا قلقین بشأن اي شي، ذلك ان اتكالنا تركز على الشعب دوما وفي هذا الخصوص ایضا سیتّحد الشعب الایراني برمته".

وتابع "ان امریكا ومن خلال انسحابها من الاتفاق تسببت في توحید صفوف الشعب، وان العالم اجمع سیشهد من هو الجانب الذي سیقوم بانتهاك التعهدات والقانون الدولي والاخلاق، ومن هذا المنطلق لن نواجه اي خسارة والاضرار ستكون مئة بالمئة من نصیب امریكا؛ لقد اعددنا انفسنا لمواجهة جمیع الاحتمالات ولن نواجهة اي مشكلة".

وقال ان المعیار فیما یخص استعداد ایران للتفاوض حول قضایا اخرى مع امریكا او اطراف اخرى، یكمن في موضوع الاتفاق النووي هذا؛ مضیفا "ان قائد الثورة الاسلامیة كان قد اكد رسمیا بان هذا الاتفاق سیكون معیارنا للوثوق بامریكا؛ حیث اذا ما قام الامریكان بتنفیذ كامل الاتفاق سیكون ذلك بمثابة انه یمكن الوثوق بهذا البلد، وسیكون بامكاننا التباحث حول مواضیع اخرى؛ لكن فیما اذا عمدت امریكا الى انتهاك (الاتفاق) سیبرهن ذلك بان التفاوض معها بشان المواضیع الاخرى لن یؤدي الى اي نتائج او نفع".

وفي جانب اخر من تصریحاته تطرق روحاني الى الوضع السوري قائلا "ان بعض الدول عندما رات بانه یتم قطع رؤس الابریاء في سوریا ویرتكب الارهابیون ابشع المجازر هناك ادركت بانه لا یوجد سبیل غیر مكافحتهم، وادّعت ایضا بانها تحارب الارهابیین باستخدام طائراتها"؛ مضیفا "نحن لسنا حالیا في موقع تقییم مصداقیة ما یصرحون به لكن مسار التاریخ اظهر بان الشعب الذي یصمد بوجه الارهابیین سیكون منتصرا".

وفیما نوه الى تحریر المدن السوریة الكبرى من سیطرة الارهابیین، قال روحاني ان الحكومة السوریة (في دمشق) تسیطر حالیا على 85 بالمئة من اراضي هذا البلد؛ متطلعا الى تحریر باقي الاراضي تدریجیا؛ ومؤكدا في الوقت نفسه ان ذلك لایعني نهایة الحرب ضد الارهاب او حل كافة المعضلات في هذا البلد.

وصرح الرئیس الایراني ان السؤال الذي یُطرح في هذا الخصوص هو "این سیتجه الارهابیون بعد دحرهم من الاراضي العراقیة والسوریة؟! واي بلد سیقصدون؟! وما هي المشاكل التي سیثیرونها فی مختلف الدول ؟!.

وخلص الى القول "نحن نعلم جمیعا بان جذور الارهاب تكمن في قضایا عدیدة بما فیها الاحتلال والفقر والتدخل في شؤون الدول الاخرى، واذلال القومیات وممارسة الظلم؛ وطالما لم تحل هذه القضایا فإن معضلة الارهاب ایضا لا یمكن حلها تماما".


المصدر : ارنا

109-4