لافروف: أمريكا تقوم باستفزازات خطيرة في سوريا

لافروف: أمريكا تقوم باستفزازات خطيرة في سوريا
الأربعاء ٠٤ أكتوبر ٢٠١٧ - ٠٦:٣١ بتوقيت غرينتش

أعلن وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، أن الولايات المتحدة تقوم باستفزازات خطيرة ضد العسكريين الروس في سوريا.

العالم - روسيا

وقال لافروف في تصريح لصحيفة "الشرق الأوسط" الصادرة في لندن، "عندما تستخدم المعايير المزدوجة ويتم تقسيم الإرهابيين إلى "سيئين" و"غير سيئين" وجر الدول في تحالف انطلاقا من اعتبارات سياسية، بدون مواقفة الأمم المتحدة على هذا النشاط، فمن الصعب الحديث عن فاعلية محاربة الإرهاب. وبدأ تنظيم "داعش" بالتدهور بعد ضربات القوات الجوية الفضائية الروسية وتقدم الجيش السوري بالذات".

وأشار إلى أن أعمال الولايات المتحدة في سوريا تثير العديد من التساؤلات. وقال، "مرة يضربون القوات السورية عن طريق الخطأ كما يقال، ما يؤدي إلى هجوم معاكس لـ"داعش"، ومرة أخرى يقومون بتحريض إرهابيين آخرين على مهاجمة المواقع الاستراتيجية التي تم بسط سلطة دمشق الشرعية عليها، وفي بعض الأحيان يقومون باستفزازات خطيرة ضد العسكريين الروس تهدد حياتهم. وأود الإشارة أيضا إلى الكثير من حالات إصابة المواقع المدنية، بشكل غير متعمد كما يقال، التي تؤدي إلى مقتل المئات من السكان المدنيين".

* التحالف من وجهة نظر السوريين والقانون الدولي ضيف غير مرغوب فيه

وشدد لافروف على عدم شرعية حضور التحالف بقيادة الولايات المتحدة في سوريا من ناحية القانون الدولي. وقال، "لا أريد الدخول في التفاصيل ولكن يجب أن نبدأ من أن التحالف من وجهة نظر السوريين والقانون الدولي ضيف غير مرغوب فيه بسوريا. والحكومة السورية تتحلى بصبر ما دامت أعمال التحالف تهدف إلى محاربة الإرهابيين على أراضي هذا البلد".

وأكد أنه "لا يمكن استئصال الإرهاب في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا باستخدام القوة فقط"، مشيرا إلى أن "ما تتميز به سياستنا هو أنها لا تهدف إلى تحقيق مكاسب ضيقة، وليست لها أغراض خفية".

وفي سياق متصل اقترح وزير الخارجية الروسي على الولايات المتحدة إقامة تنسيق حقيقي لمحاربة التحديات والأخطار القائمة مثل الإرهاب وانتشار أسلحة الدمار الشامل وجرائم القرصنة الإلكترونية.

وقال لافروف إن "إمكانيات للتعاون الروسي الأمريكي في الشؤون الدولية كبيرة، لكنها لم تستخدم بالدرجة الكافية. ومنذ فترة طويلة نقترح على الزملاء إقامة تنسيق حقيقي في مجال محاربة الإرهاب ومحاربة التحديات الخطيرة الأخرى، ألا وهي انتشار أسلحة الدمار الشامل وتهريب المخدرات وجرائم القرصنة الإلكترونية، ناهيك عن مهمة تسوية الأزمات الإقليمية التي لا يتقلص عددها للأسف".

وأكد الوزير الروسي أن تدهور العلاقات الروسية الأمريكية "نتيجة مباشرة لسياسات إدارة باراك أوباما، التي دمرت أسس التعاون، ووضعت قبل رحيلها قنابل موقوتة فيها من أجل تعقيد حياة من سيخلفها".

وأضاف أن "روسيا منفتحة على البحث عن سبل إنعاش العلاقات، سوية مع الإدارة الأمريكية الجديدة، على أساس مبادئ الاحترام المتبادل وأخذ مصالح الجانب الآخر بعين الاعتبار".

وأشار لافروف إلى أن الحملة المعادية لروسيا في الولايات المتحدة لها علاقة بالصراعات السياسية الداخلية.

وقال انه من الواضح أن الحملة المصطنعة المعادية لروسيا داخل الولايات المتحدة، التي تتضمن تكهنات بتدخل روسي مزعوم في الانتخابات الرئاسية التي شهدتها الولايات المتحدة العام الماضي، تعيق بشكل خطير أي محاولة لتطبيع الحوار بين الجانبين. وثمة انطباع لا يمكن للمرء تجاهله بأن البعض داخل واشنطن غير مرحب بالصورة التي عبر بها الشعب الأمريكي عن إرادته، ويحاول إلقاء اللوم على عاتقنا عن إخفاقاته، ولا يتردد هؤلاء في استغلال الورقة الروسية بكل صفاقة في خضم صراعاتهم السياسية.

وتابع الوزير الروسي: "لقد حرصنا على عدم الانسياق وراء العواطف ومارسنا ضبط النفس، ... لكن "لا يمكننا ترك كل ما يجري دون رد منا على الإجراءات العدائية كإقرار قانون "مكافحة أعداء أمريكا من خلال العقوبات".

وأشار لافروف إلى أن روسيا والولايات المتحدة باعتبارهما قوتين كبيرتين، تتحملان مسؤولية خاصة تجاه الوضع العالمي العام، فيما يخص الحفاظ على الاستقرار والأمن العالميين.

وقال ان اللافت أنه لا تزال هناك إمكانات كبيرة غير مستغلة أمام التعاون الروسي - الأمريكي على صعيد الشؤون الدولية في كثير من الجوانب. من ناحيتنا، نحث نظراءنا في الولايات المتحدة منذ أمد بعيد على بناء تنسيق حقيقي معنا في مجال مكافحة الإرهاب، وكذلك التعامل مع التحديات الخطيرة الأخرى، مثل انتشار أسلحة الدمار الشامل وتجارة المخدرات والجرائم السيبرانية، ناهيك عن تسوية الأزمات الإقليمية التي يعاني منها العالم، ويبدو للأسف أن عددها لا ينقص.

وأبدى لافروف أمله بأن "يرتفع صوت الحكمة في نهاية الأمر داخل واشنطن"، إذ أنه "مازال من الممكن الحيلولة دون اندلاع مزيد من المواجهات بين الطرفين".

واضاف انه هناك أمل في أن بمقدورنا التغلب على الأزمة المصطنعة الحالية على صعيد علاقاتنا، لكن مستقبل العلاقات بيننا لا يعتمد علينا فحسب، إنما كذلك على الجانب الأمريكي.

تعاون موسكو وأنقرة وطهران يخدم مصالح دول الشرق الأوسط

وأشار سيرغي لافروف إلى أنّ التعاون في مجال السياسة الخارجية بين موسكو وأنقرة وطهران يخدم مصالح دول الشرق الأوسط.
وقال لافروف في تصريح لصحيفة "الشرق الأوسط" الصادرة في لندن :تعاوننا العملي على جميع المستويات. إتصالات العمل المشتركة بين الإدارات التي تجري يومياً تُظهر بشكل مقنع أنّ إيران وتركيا تلعبان بكلّ معنى الكلمة دوراً رئيسياً من حيث إستقرار الوضع في سوريا والعراق.