فتنة داخلية في السويداء .. أين الدولة منها؟!

فتنة داخلية في السويداء .. أين الدولة منها؟!
الأحد ٠٨ أكتوبر ٢٠١٧ - ٠٦:٤١ بتوقيت غرينتش

انتهت المهل التي هدد من خلالها مجموعة كبيرة من الأشخاص في منطقة صلخد بالهجوم على مدينة السويداء لتحرير زعيمهم أنور الكريدي المتهم باختطاف الفتاة كاترين مزهر وإخفاء مكانها حتى اللحظة.

العالم - سوريا

وكانت الساعة الحادية عشر من صباح الجمعة الموعد النهائي حيث سارت أعداد كبيرة من السيارات المحملة بعشرات المسلحين باتجاه السويداء، غير أن مجموعة من المشايخ اعترضت طريقها عند سد العين، وطلبت مهلة جديدة لحقن الدم بين الأخوة.

وعلى قدم وساق كانت مهمة وفود كبيرة جاءت من جبل الشيخ وجرمانا والغوطة الغربية وعقلاء من المحافظة لحقن الدماء ووأد الفتنة بين الأخوة دون طائل حتى اللحظة.. فما زال أهل الفتاة متمسكين بأسيرهم الذي اعترف بالصوت والصورة أنه أخذ الفتاة مقابل تمرير صفقة أدوية بقيمة 15 مليون ليرة للمسلحين في درعا –دون أن يتأكد أحد إن كانت هذه الاعترافات تمت بلا ضغط أو إكراه.

وتواصلت "صاحبة الجلالة" مع أحد المشايخ الداخلين في الواسطة الذي قال: مهمتنا ليس لها علاقة بعملية الخطف والمتورطين بها، نحن هنا لحقن الدماء ومنع الفتنة بين الأهل، فالحرب في سورية على وشك الانتهاء، وفي السويداء يريد الغافلون إشعالها.

وتابع بالقول: أن السلاح الذي وزعته الدولة لحماية الأرض والعرض، والذي اشتراه الناس من مالهم الحر حتى لا يعتدي عليهم غريب أو مجرم تغيرت وجهته الآن، وهذا مخالف لكل القيم والمبادئ والأخلاق المعروفية التي تربينا عليها في الجبل. وحذر الشيخ من أن هناك أياد خفية تلعب بهذه القضية وتتحكم من الخارج بعقول الناس.

وعلى الرغم من اعتراف الشيخ بفشل كل المحاولات التي بذلت لإيجاد حل ومخرج إلا أنه أصر على إكمال الطريق والطلب من الجهات المعنية والرجال المؤثرين في المجتمع التدخل العاجل لن الأمور بدأت تخرج عن السيطرة، وأي حالة فوضى هي حرب أهلية لا يعرف نتائجها ونهايتها، وهي ليست لصالح أحد في سورية كلها.

وأفاد مصدر مقرب من آل مزهر أن غالبية عائلات المدينة ما زالوا في اجتماع دائم في مضافة آل بو عسلي للخروج من هذه المحنة، وتتلخص مطالب أهل الفتاة عودتها أولاً ومحاسبة كل من ساهم بخطفها ثانياً، معللاً عدم تسليم الكريدي للقضاء أو لجهة محددة من المشايخ بأنه المتهم الوحيد والشاهد على كامل القضية وقضايا أخرى سوف تظهر لاحقاً.

وأكد أن وفداً من عائلات المدينة قد خرج في محاولة أخيرة لمقابلة المهاجمين الشبان عند سد العين، فالهجوم على حارة آل مزهر في قلب السويداء هو اختراق لكل المبادئ والقيم وليست هذه عادات أهل السويداء الذين وقفوا في وجه المحتل.

من جانب آخر وزع أهالي القتلى الثلاثة الذين تمت تصفيتهم على خلفية القضية من آل أبو حمدان ونصر وأبو دقة بياناً رفضوا فيه كل أشكال الخطف والفوضى، وكذلك رفضوا ما قام به آل مزهر من تصفية لأبنائهم دون محاكمة عادلة ومن جهة قضائية مختصة.

وطالبوا بأن يكون القضاء ومؤسسات الدولة هي الفيصل في هذه القضايا حقناً للدماء، فلا يمكن لصاحب الحق أن يكون المحقق والقاضي والحاكم ومن ثم الجلاد.

وضمن هذه الفوضى ووصول القضية إلى أكبر من الخطف وأسر شخص متهم بقضايا كثيرة، تداعى عدد من مثقفي المحافظة ونشطائها المدنيين للحديث عن الإصلاح وطرقه بعيداً عن الغوغائيين وحملة السلاح والصائدين بالمياه العكرة.

حيث قال الإعلامي صالح العاقل عن كل ما يجري: نـؤكّـد أنـه دون تشكيـل “هيئـةٍ” مـن الـوطنييـن المحتـرميـن، في جبـل العـرب، تتجـاوز المـرجعيّــاتِ المتنـافسـة والمتصارعـة والـوالغـةِ في مصالحهـا الخـاصّـة، مـن أجـل الضّغـط والتصدّي لـلطّـائفييـن والمجـرميـن والخـارجيـن على القـانـونِ مـن أبنـائهـا، والضّغـطِ على المسـؤوليـن المتخـاذليـنَ والفـاسـديـنَ، معـاً، لاستعـادة دور “الـدّولـةِ” ومؤسسـاتهـا، وإنفـاذِ القـانـونِ على الجميـعِ، دونَ استثنـاء، والضربِ بيـدٍ مـن حـديـدٍ على أيـدي المجرميـنَ والخـاطفيـنَ والطـائفييـنَ، فـإن جبلنـا سـوف ينفجـرُ بفـوضى الـدّمِ، وسوفَ ينحـطُّ مجتمعنـا إلى مجتمـع الغـابـة.

الناشط المدني شريف المقت قال عن الحل: في ظل التوتر الكبير بقضية الفتاة كاترين مزهر وتوقع إهدار الدماء البريئة..وانه في ظل انعدام الثقة بالتحقيقات والاعترافات وتشابك الخيوط بهذه القضية التي من الممكن أن تقسم المحافظة وتعم الفوضى بين العائلات، ومع الانحسار الكامل لدور الدولة وعدم جدوى الحلول العشائرية.

واضاف ..نطالب القيادة بتشكيل محكمة ميدانية تملك كل الصلاحيات وتكون من النزاهة والحيادية بحيث تكون قادرة على إظهار الحق والحكم العادل بهذه القضية وغيرها من القضايا الأمنية التي يظهرها التحقيق ويكون حكمها علني، والتنفيذ ميداني، وبما لا يتجاوز الخمسة عشر يوماً بمؤازرة قوة عسكرية من الجيش ترضخ الجميع للحق والعدل وتعيد للدولة هيبتها .. وألا فإن هذه القضية ستفعل بالسويداء ما عجزت داعش والنصرة عن فعله.

ضياء الصحناوي / صاحبة الجلالة

109-4