ارتياح "إسرائيلي" لامتناع المجموعة العربية عن تقديم مشاريع قرارات ضد الاحتلال

ارتياح
الأحد ٠٨ أكتوبر ٢٠١٧ - ٠٤:٢٢ بتوقيت غرينتش

من كان بحاجة لدليل أضافي على حالة الذل والهوان العربية-الرسمية، جاء اليوم الأحد الكشف عن تراجع الدول العربية، وفي مقدمتها المملكة الأردنية الهاشمية والسلطة الفلسطينية عن قرارها بتقديم مشاريع قرارات ضد سياسة "إسرائيل" العدوانية في القدس العربية المحتلة، وفي الضفة الغربية، وفي قطاع غزة، والتي كان من المقرر أن يتم طرحها خلال اجتماع منظمة (اليونيسكو)، الذي سيفتتح أعماله هذا الأسبوع في العاصمة الفرنسية باريس. 

ولفتت صحيفة (هآرتس) العبرية، في عددها الصادر اليوم الأحد، إلى أنه للمرة الأولى منذ شهر نيسان (أبريل) من العام 2013 لن تطرح على جدول أعمال المنظمة مشاريع قرارات عربية ضد سياسات حكومة "إسرائيل" الاستيطانية والأخرى في الاجتماع السنوي لمنظمة (اليونيسكو)، أي منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة.

ونقل مراسل الشؤون السياسية في الصحيفة العبرية، باراك رافيد، عن مسؤول رفيع في وزارة الخارجية الإسرائيلية قوله إن مجموعة الدول العربية قررت سحب مشاريع القرارات التي كانت بصدد تقديمها بعد مفاوضات دبلوماسية على نار هادئة، والتي جرت الأسبوع الأخير بين رئيس اللجنة التنفيذية لليونيسكو، مايكل فيرباس، وبين سفير "إسرائيل" في المنظمة، كرميل شاما-هكوهين، بالإضافة إلى سفير المملكة الهاشمية مكرم قيسي.

وبحسب الصحيفة أكد المسؤول الإسرائيلي الرفيع على أن عدة دول غربية كانت على علم بالمفاوضات الجارية، وفي مقدمتها الولايات المتحدة الأميركية، مشيراً في الوقت عينه إلى أن مبعوث الإدارة الأميركية لمنطقة الشرق الأوسط، جايسون غرينبلاط، كان في صلب المفاوضات بشكل شخصي.

ووفقاً للاتفاق الذي تم التوصل إليه بين "إسرائيل" ومجموعة الدول العربية فإن رئيس اللجنة التنفيذية للمنظمة يقوم بتقديم اقتراح لتأجيل النقاش في مشروعين عربيين اثنين لمدة نصف سنة، واللذين يحدثا عن الاحتلال الإسرائيلي وممارساته العنصرية في المناطق الفلسطينية المحتلة. علاوةً على ذلك، فإن جميع الدول الأعضاء في المنظمة، وعددها 56 دولة يؤيدون اقتراح تأجيل النقاش في المشروعين لمدة نصف سنة أخرى.

وبحسب الصحيفة، فقد قال مسؤول إسرائيلي مطلع على الأحداث إن الدولة العبرية لم تتعهد بمنح أي شيء مقابل التراجع العربي عن تقديم المشروعين الاثنين المذكورين. وتابع أنه بموازاة هذا الإنجاز الإسرائيلي، فإن الدولة العبرية ستواصل مساعيها الحثيثة من أجل زيادة عدد الدول التي تقوم بالتصويت دائماً ضد مشاريع القرارات العربية التي تهدف لإدانة دولة الاحتلال.

ولفت المسؤول الإسرائيلي الرفيع في سياق حديثه الصحيفة العبرية إلى أنه في تشرين الأول (أكتوبر) من العام 2014 كانت الولايات المتحدة الأميركية الدولة الوحيدة التي صوتت إلى جانب "إسرائيل" في قضية تتعلق بالقدس، وفي شهر أيار (مايو) المنصرم ارتفع عدد الدول التي صوتت إلى جانب "إسرائيل" إلى 10 دول، وبحسبه، فإن المعارضة المتنامية في اليونيسكو لاتخاذ قرارات سياسية في مسألة القدس، هي التي أقنعت الأردن ودول عربية أخرى بأنه من المفضل سحب مشاريع القرارات التي كانت مقدمة من قبل المجموعة العربية، وفي هذا السياق قال المسؤول الإسرائيلي إن الدول العربية قررت سحب مشاريع القرارات لأنها شعرت بأن هذه المرة سيؤدي الأمر لإهانتها، على حد تعبيره.

وعلى الرغم منالإنجاز الإسرائيلي، إلا أن سفير "إسرائيل" في المنظمة عبر عن مخاوفه من أن ينقلب العرب على أنفسهم، ويقوموا بتقديم القرارات التي تهدف لإدانة "إسرائيل"، وقال للصحيفة إن تأجيل النظر في القرارات هو أمر مشجع ولكن ليس كافياً، بسبب الملاحقة العربية لـ"إسرائيل" في اليونيسكو، على حد قوله.

وشددت المصادر الإسرائيلية، كما ذكرت الصحيفة على أنه في السنوات الأربع الأخيرة، وأكثر من ذلك في السنتين الماضيتين، جرى عدة مرات التصويت في اليونيسكو على قرارات مؤيدة للفلسطينيين، والتي انتقدت بشدة سياسات الدولة العبرية في المناطق المحتلة منذ عدوان يونيو من العام 1967. ومن ذهر نيسان (أبريل) من العام 2015 تم اتخاذ خمسة قرارات في المنظمة المذكورة في مسألة القدس، وكان أخطرها القرار الذي أكد على عدم وجود صلة بين الحرم القدسي الشريف والدين اليهودي.

كما أدرجت (اليونسكو)، الحرم الإبراهيمي ومدينة الخليل في فلسطين على قائمة التراث العالمي، حيث قررت منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم البلدة القديمة في مدينة الخليل منطقة محمية. وأعلنت وزيرة السياحة والآثار رولا معايعة عن نجاح دولة فلسطين في تسجيل مدينة الخليل والحرم الإبراهيمي الشريف على لائحة التراث العالمي التابعة لليونسكو وذلك بعد انتهاء أعضاء لجنة التراث العالمي من التصويت على ملف إدراج المدينة، ضمن الدورة الواحدة والأربعين والتي عقدت اليوم في مدينة كاراكوف البولندية.

وأصبحت البلدة القديمة في الخليل رابع ممتلك ثقافي فلسطيني على لائحة التراث العالمي بعد القدس (البلدة العتيقة وأسوارها) وبيت لحم (مكان ولادة السيد المسيح: كنيسة المهد ومسار الحجاج) وبتير (فلسطين أرض العنب والزيتون: المشهد الثقافي لجنوب القدس).

* رأي اليوم - زهير أندراوس