وفدا فتح وحماس يصلان القاهرة لبحث «الملفات الصعبة»

وفدا فتح وحماس يصلان القاهرة لبحث «الملفات الصعبة»
الإثنين ٠٩ أكتوبر ٢٠١٧ - ٠٥:٢٧ بتوقيت غرينتش

يصل اليوم الاثنين وفدا حركتي فتح وحماس إلى العاصمة المصرية القاهرة، اللذان يضمان شخصيات رفيعة، يشارك بعضها للمرة الأولى في حوارات المصالحة، على أن تبدأ الثلاثاء أولى الجلسات التي ستحدد نتائجها نجاح التفاهمات الأخيرة التي أبرمت بين الفريقين من عدمه، وستبحث في وجود نقاط التقاء لحل «الملفات الصعبة»، التي اعترضت منذ 11 عاما سبل إنهاء الانقسام، وسط تصريحات «إيجابية» أبداها قادة الحركتين، وأكدوا خلالها عزمهم على تحقيق النجاح.

العالم - فلسطين

وافادت صحيفة «القدس العربي» أن وفد حركة فتح الذي يشارك في حوارات القاهرة، عقد أمس اجتماعا مطولا مع رئيس السلطة محمود عباس، جرى خلاله بحث حل نقاط الخلاف مع حركة حماس حول «الملفات الصعبة».

وقال مسؤول في الحركة إن اجتماعات اللجنة المركزية والمجلس الثوري، أكدت على ضرورة تجاوز مرحلة الانقسام الماضية، من خلال استعداد الحركة لـ»دفع أثمان المصالحة».

وكان محمود عباس قد أكد في مستهل اجتماعات المجلس الثوري لحركة فتح، أن المصالحة الوطنية هي «أولوية فلسطينية نسعى لتحقيقها بكل السبل الممكنة»، لحماية المشروع الوطني، وتحقيق آمال وتطلعات الشعب الفلسطيني بالحرية والاستقلال.

وللمرة الأولى يترأس وفد حماس نائب رئيس مكتبها السياسي الجديد صلاح العاروري، بدلا من الدكتور موسى أبو مرزوق، الذي اعتاد بصفته نائبا لرئيس الحركة ومشرفا على ملف المصالحة، على ترؤس اللقاءات السابقة التي بحثت ملف المصالحة. وتعد أيضا هذه هي المرة الأولى التي يشارك فيها العاروري وحسام بدران، مسؤول ملف العلاقات الوطنية الجديد في حماس في مباحثات المصالحة، إضافة إلى قياديين جدد من فتح، يشاركون للمرة الأولى، أبرزهم أحمد حلس، عضو اللجنة المركزية، وفايز أبو عيطة، نائب أمين سر المجلس الثوري للحركة.

يشار إلى أن وفد حركة فتح يترأسه مفوض العلاقات الوطنية، عزام الأحمد، ويضم أعضاء اللجنة المركزية للحركة حسين الشيخ، وأبو ماهر حلس، وروحي فتوح، ورئيس جهاز المخابرات العامة اللواء ماجد فرج، ونائب أمين سر المجلس الثوري للحركة فايز أبو عيطة.

ويضم وفد حماس أيضا يحيى السنوار قائد الحركة في غزة، ونائبه خليل الحية، وكلا من حسام بدران وصلاح البردويل.

ولإشاعة جو من الارتياح في الشارع الفلسطيني الذي يترقب تطبيق التفاهمات وإنهاء حقبة الانقسام، عمد قياديون من الحركتين على الإدلاء بتصريحات حملت «جملا إيجابية»، وابتعدت، على خلاف المرات السابقة، عن إبراز نقاط الخلاف في الحديث عن جولة المصالحة المهمة.

وقال أمين سر اللجنة المركزية لحركة «فتح» جبريل الرجوب، أول أمس، إن وفد الحركة سيتوجه إلى القاهرة «من أجل إتمام عملية المصالحة».

من جهته رحب ماجد الفتياني أمين سر المجلس الثوري لحركة فتح، بكل الجهود الرامية لاستعادة الوحدة الوطنية، مؤكدا أن فتح ستبذل كل ما بوسعها لـ «طي هذه الصفحة السوداء».

وفي إشارة الى نية فتح بإنهاء الملف الأكثر تعقيدا في «الملفات الصعبة» الذي حال سابقا دون التوصل إلى إنهاء الانقسام، والمتمثل بـ»ملف الموظفين» الذين عينتهم حماس بعد سيطرتها على غزة، في ظل الأنباء التي ترددت عن وجود مقترح لدمج ثمانية آلاف موظف منهم في المؤسسات والوزارات، قال «حركة فتح ليس لديها برنامج اقصائي لأحد». وأضاف وهو يبعث برسائل طمأنة لحركة حماس وموظفيها «من الطبيعي أن تكون هذه الوزارات بحاجة لموظفين»، لافتا إلى أن الحكومة واللجنة الادارية الفنية هي المخولة لحل هذه القضية.

ووفق اتفاق القاهرة الذي ستستند إليه حركتا فتح وحماس لحل الملفات العالقة، الذي وقعته الفصائل في شهر مايو/ أيار 2011، فإنه ينص على حل مشكلة هؤلاء الموظفين من خلال دمجهم في الوزارات، عبر لجنة قانونية تشكلها الحكومة. ويبلغ عدد موظفي غزة الذين عينتهم حماس نحو 40 ألف موظف، وهو بخلاف موظفي السلطة الذين توقفت غالبيتهم عن العمل مع سيطرة حماس على غزة.

في المقابل أكد نائب رئيس حماس في قطاع غزة الدكتور خليل الحية، أن من يفكر في إفشال المصالحة ويضع العثرات أمامها قبل الذهاب إلى القاهرة «مخطئ». وقال «نحن ذاهبون إلى القاهرة، ومخطئ كل من يفكر في إفشال المصالحة»، مشيراً إلى أن هناك «فرصة حقيقية لإنهاء الانقسام بفضل قوة الدفع من جميع الأطراف». وأكد أن هناك حالة عامة يريدها الشعب الفلسطيني، مضيفا «ذاهبون للحوار بعقل مفتوح ومرونة عالية»، معتبرا أنه من الخطأ وضع عثرات في طريق المصالحة والحديث عن «سلاح المقاومة». وشدد على أن «سلاح المقاومة» خارج أي اتفاق، لافتا إلى أن حماس «تريد فصلا طبيعيا لسلاح المقاومة وسلاح الأجهزة الأمنية».

ويأمل الشارع الغزي أن تتكلل تلك المباحثات بالنجاح، ويرى تصاعد «الدخان الأبيض» من العاصمة المصرية القاهرة، إيذانا بوصول الطرفين لاتفاق شامل ينهي حقبة الانقسام المرير، من أجل قيام الحكومة الفلسطينية بتنفيذ «الخطط الإسعافية» التي ربطت تقديمها بإنهاء الخلافات القائمة بين فتح وحماس في القاهرة، والاتفاق على حل «الملفات الصعبة».

ويتطلع سكان غزة لقيام الحكومة بإنهاء أزمة الكهرباء المستفحلة، التي تعد من أبرز المشاكل التي واجهتهم بسبب الانقسام السياسي، إضافة إلى حل مشكلة الفقر والبطالة وتردي الوضع الاقتصادي، وإلى قيام الحكومة كذلك بوقف «الإجراءات الحاسمة» التي اتخذتها تجاه غزة قبل أكثر من أربعة أشهر، التي ربطت وقفها بشكل كامل، عند زيارتها الأخيرة لغزة الأسبوع الماضي بنجاح مباحثات القاهرة.

ولا يخفي الكثير من سكان غزة خشيتهم رغم «الأجواء الإيجابية» السائدة، من انتكاسة قد تصيب الحوارات المرتقبة، على غرار مرات سابقة، غير أن هناك من بات يعلن تفاؤله، خاصة في ظل الإسناد المصري غير المسبوق لإنجاح المباحثات، التي ظهرت بدفع القاهرة بمدير المخابرات العامة اللواء خالد فوزي، لزيارة رام الله وغزة، للمرة الأولى، لدفع عجلة المصالحة والإشراف على تسلم الحكومة للوزارات، حاملا معه رسالة مسجلة من الرئيس عبد الفتاح السيسي.

وقد بدا ذلك واضحا خلال حديثهم في المجالس الخاصة، أو في المواصلات العامة التي اعتادوا خلالها على الحديث عن الوضع السياسي والإنساني، وكذلك في تعليقاتهم على مواقع التواصل الاجتماعي.

وكانت حكومة التوافق التي يرأسها الدكتور رامي الحمد الله، التي زارت غزة وعقدت الثلاثاء الماضي اجتماعا لها في مقر مجلس الوزراء، ضمن التفاهمات الأولية للمصالحة، التي قادت إلى قيام حماس بحل «اللجنة الإدارية»، وعدت بوقف «الإجراءات الحاسمة»، وحل مشاكل القطاع، بعد نجاح الفريقين «فتح وحماس» في إنهاء الخلاف حول «الملفات الصعبة»، والتي تتمثل في ملف الموظفين والأمن والمعابر.

112