ما مغزى زيارة الملك سلمان إلى موسكو بالنسبة للكيان الإسرائيلي؟

ما مغزى زيارة الملك سلمان إلى موسكو بالنسبة للكيان الإسرائيلي؟
الإثنين ٠٩ أكتوبر ٢٠١٧ - ٠٢:٠٠ بتوقيت غرينتش

شرحت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية الفوائد التي قد تجلبها إلى تل أبيب زيارة الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز التاريخية إلى موسكو، في ظل آخر تطورات الأوضاع في الشرق الأوسط.

العالم - مقالات

وأشار تقرير نشرته الصحيفة اليوم الاثنين إلى أن أول زيارة لملك سعودي إلى روسيا جاءت في وقت تشهد فيه المنطقة تغيرات جذرية في توازن القوى، إذ وجهّت بوصلة السياسة الخارجية للسعودية من واشنطن نحو موسكو، بعد عقود من التعاون الاستراتيجي المميز مع اميركا.

وذكر التقرير أن الأحداث التي تشهدها سوريا وليبيا والتي تهدد المنطقة بالفوضى جعلت الرياض تغير موقفها، لا سيما إزاء الأزمة السورية، مضيفا في الوقت ذاته أن السعودية تشاطر القلق الإسرائيلي إزاء ما سمّاه توسيع إيران نفوذها في المنطقة.

وأكد التقرير أن السعودية تدرك أن الرئيس بشار الأسد المدعوم من روسيا وإيران يبدو الآن اليد العليا في النزاع الدائر داخل سوريا وسيبقى في سدة الرئاسة، ما قد يدفع الرياض إلى تقديم تنازلات من أجل تخفيف المخاطر وتقليص الخسائر.

وافترض التقرير أن السعودية قد تتخلى عن دعم فصائل مسلحة عدة في سوريا واستئناف العلاقات التجارية مع دمشق، حتى مع بقاء الأسد في السلطة، وإعادة قبول الرئيس السوري على الصعيد السياسي والإقليمي، غير أن ذلك مقابل انحسار نفوذ طهران في سوريا إلى ما كان عليه من قبل بحسب التقرير، مما يخدم أيضا مصالح الكيان الإسرائيلي التي ترى في إيران أكبر خصومها الإقليميين.

وادعى كبير الباحثين في معهد الدراسات الأمنية الاسرائيلية، يويل غوزانسكي أن الرياض، مقابل الحد من النفوذ الإيراني في سوريا، جاهزة للاستثمارات في روسيا، وكذلك في إعادة إعمار سوريا، لا سيما في المناطق التي تقطن فيها الأغلبية السنية.

من جانبه، قال السفير الإسرائيلي سابقا لدى روسيا، تسفي ماغن، إن زيارة الملك سلمان أكثر من خطوة رمزية، وهي مؤشر على تغير صورة موسكو في المنطقة، مشيرا إلى أهمية الملف السوري في هذه المسألة.

وأوضح السفير السابق أن موسكو ليست معنية في تسوية الأزمة السورية وحدها بل وتريد أن تكون اللاعب المؤثر إلى جانب اميركا في الشرق الأوسط، واصفا زيارة سلمان بأنها "بمثابة اجتياز النهر" بالنسبة لموسكو.

وأشار التقرير إلى أن اميركا تحاول إعادة السعودية إلى صفوف حلفائها المميزين في المنطقة، وذلك يفسر إعلان واشنطن، أثناء زيارة سلمان إلى موسكو، عن موافقته على بيع دفعة من منظومات "ثاد" للدفاع الجوي للمملكة بمبلغ 15 مليار دولار.

وذكر ماغن أن الكيان الإسرائيلي ليس أهم اللاعبين في الرقعة التي تضم روسيا وسوريا وإيران والسعودية، بل هو بين أهم العوامل هناك، واستنتج: "لا نعرف الآن نتائج هذه الزيارة، غير أن (إسرائيل) عموما في موقف جيد" على حد تعبيره.

*روسيا اليوم

114-1