المصريون احتفلوا .. فهل تكتمل الفرحة بتأهل تونس والمغرب وسورية؟

المصريون احتفلوا .. فهل تكتمل الفرحة بتأهل تونس والمغرب وسورية؟
الإثنين ٠٩ أكتوبر ٢٠١٧ - ٠٦:٠٦ بتوقيت غرينتش

تأهّل المُنتخب الوطني المِصري لنهائيات كأس العالم بَعد غيابٍ طال لما يَقرُب من الثّلاثة عُقود، وسَتكتمل الفرحة بتأهّل 3 فِرَقٍ عربيّةٍ أُخرى ما زال لها أملٌ كبيرٌ في هذا المِضمار، وهي تونس والمَغرب وسوريا، فالنصر له طَعمٌ خاص حتّى لو كان في ملاعب كرة قدم، ومن قِبل شُعوبٍ عانت من الهزائم والانكسارات.

العالم - مصر

لَمْ يَنم المِصريون ليلة أمس، ونَزلوا إلى الشّوارع والميادين في مهرجاناتِ فَرحٍ عَفويّة وغيرِ مَسبوقةٍ للاحتفال بهذا الإنجاز الذي وَحّدهم جميعًا على أرضيّته، ووَضع خِلافاتهم السياسيّة والطبقيّة جانبًا.

من حَق الشّعب المِصري الطيّب أن يَفرح، وأن يَنسى مَشاكله ومُعاناته، فلَم يَتحمّل شعبٌ عربيٌّ ما تَحمّله من غلاءٍ وارتفاع الأسعار، وضائقةٍ اقتصاديّةٍ، وانفجارٍ سُكّانيٍّ وغِيابٍ لمُعظم الحُريّات.

الشّعوب العربيّة قاطبةً شاركت الشّعب المِصري فَرحته بالتأهّل، لأن لمِصر مكانة خاصّة في قُلوب أبنائها، وكان لافتًا أن مِليونين من أبناء قِطاع غزّة المُحاصرين المُجوّعين، كانوا الأكثر تعبيرًا ومُشاركةً في هذا الفَرح، وهُم الذين تَسمّروا أمام شاشات التّلفزة في المقاهي والأنديّة يُتابعون المُباراة لأنها تَملك مُولّدات خاصّةً في ظِل انقطاع الكَهرباء لأكثر من 21 ساعةٍ يوميًّا.

فريقان عَربيّان تأهلا لنهائيات كأس العالم في روسيا صيف عام 2018 (مِصر والسعوديّة)، وسَتكتمل الفَرحة عندما تَلحق بهما فِرقُ ثلاثِ دولٍ عربيّةٍ أُخرى هي تونس والمَغرب وسوريا، بحيث يُصبح التّمثيل العَربي هو الأضخم في هذهِ المُناسبة الكَرويّة الأهم في العالم.

لا نَقف في مُعسكر المُعارضين لمَهرجانات الفَرح هذهِ، والمُقلّلين من أهميّة هذا الإنجاز الكَروي، تحت ذرائع مُتعدّدة، لأنه يَكفي بالنّسبة إلينا أن يَتساوى الجميع في الالتفاف حَول عَلم بلادهم، والهتاف باسمها، ودُموع الفَرح في عُيونهم.

وَسط الحُروب الدّمويّة، والحِصارات الاقتصاديّة، وارتفاع أعداد القَتلى والجَرحى بأرقامٍ فلكيّةٍ، وتَحوّل مُعظم بُلداننا إلى بُلدانٍ فاشلةٍ مُمدّدةٍ على مائدة مشاريع التّقسيم والتّفتيت بفِعل التدخّلات الخارجيّة والفِتن الطائفيّة والعِرقيّة، مِن حَق شُعوبنا أن تَلتقط أنفاسها، وأن تَعيش لحظةَ فَرحةٍ حقيقيّةٍ حتى لو كانت كرويّة، وألف مَبروك للأشقاء في مِصر والسعوديّة في الوَقت الرّاهن على الأقل.

رأي اليوم

102-4